ما مدى ذكاء حصانك ؟

ما مدى ذكاء حصانك ؟
وهل تكون بعض الخيول أكثر ذكاء من غيرها ؟
هل البشر أكثر ذكاء من الخيول، أم أن الخيول أذكى من البشر؟

إن الخيول تفكر طوال الوقت، إنها لا تفكر  أقل مما يفكر البشر ،  تفكر فقط بطريقة مختلفة.

على سبيل المثال ، إذا كان الحصان عالقا خلف البوابة، انه لا يفكر بالتراجع خطوات قليلة إلى الوراء ليلتف من حولها أو أن يعبث بالسلاسل ويخرج  ،
على الرغم من أننا نعتقد أن هذه مشكلة بسيطة جدا، لكنها خارج حدود منطق الحصان.

الخيول لا يمكنها مشاهدتك وأنت تفتح البوابة عدة مرات في اليوم وتقوم بتقليد ما تفعله ، بغض النظر عن عدد المرات التي يراك فيها الحصان تفعل نفس الأشياء ،

هو لايمكنه أن يفعل ذلك بنفسه ، قد تلعب الخيول عشوائيًا بسلاسل ومزلاج البوابة وتكافأ أحيانًا بفتح البوابة ، على الرغم من أنه قادر على الربط بين اللعب بالسلاسل وفتح البوابة  لكنه لا يعرف كيف يحصل ذلك .

هل تتعلم بعض الخيول بسرعة أكثر من غيرها؟

عندما تكون الخيول واثقة ومسترخية، يصبح هناك فارق كبير جدا في قابليتهم وقدرتهم على التعلم، وخاصة في مراحل التدريب الأولى.

عندما يكون الحصان متوترا وقلقا أو خائفا، فانه سيكون بطيئا جدا في التعلم. لأنه يتوقع ان يمر بتجارب سيئة، وفي هذه الحالة كثيرا ما يقول الناس إن الحصان “غبي”.

هناك أحصنة تم التعامل معها بشكل سيئ للغاية وبالتالي فإنها تحتاج إلى العديد من الدروس لبناء الثقة من جديد وجعلها في حالة ذهنية جيدة ،

حينها تصبح على استعداد تام للتعلم ، حينما تصل الخيل إلى مرحلة الاسترخاء والثقة فإنها تتعلم بنفس السرعة ،وكأنها أحصنة تم التعامل معها بشكل جيد منذ البداية .

 قابلية التعلم ، لا تختلف 

قد تبدو للوهلة الأولى بأن قابلية بعض الخيول للتعلم أعلى من غيرها وذلك ببساطة لأن بعضها تم التعامل معها بشكل جيد والبعض الآخر تم التعامل معها بشكل سيء.

والناس غالبا ما يسيئون تفسير هذا بقولهم أن بعض الخيول هي أكثر ذكاء من غيرها.

إن الخيول التي تم تدريبها لمدة شهور أو سنوات تختلف في قدرتها على التعامل مع الضغوط النفسية والمنافسة. القدرة الجسدية وأداء الحركات المتقدمة سوف تختلف أيضا.

بعض الخيول يظهر أداءها جيدا للغاية عندما يطلب منها أن تقفز عاليًا، أو تسرع أو تطارد أو أن تؤدي حركات الفروسية المتقدمة ،

الخيول الأخرى والتي لم تدرب بشكل كافي وجيد تكافح عقليا وجسديا، وتدخل في تحدي على مستوى أعلى.

البشر يعتقدون أنهم أذكى بكثير من الخيول،

ولكنني احتجت إلى 30 عاما لمعرفة الأشياء التي أستطيع تعليمها للحصان في خمس دقائق.
الخيول ممتازة في حل المشاكل. ومع ذلك، فإن المشاكل التي تقوم بحلها مختلفة جدا عن تلك التي يفكر بحلها المدرب.

الحصان القلق يحاول الابتعاد قدر الإمكان عن مدربه ، وسوف يستمر بالابتعاد، لأن الخيول تجيد الابتعاد عن كل ما يقلقها أو يزيد من قلقها .

دراسة

صدرت مؤخرا دراسة بولندية تزعم أن بعض الخيول هي “أكثر ذكاء” من غيرها وأن هناك علاقة بين ذكاء الحصان وكم من الوقت سيستغرق لسرجه وتهيئته للركوب عليه – للمرة الأولى.

وهنا بعض المقتطفات من هذه الدراسة:

” قام الباحثون بتقييم الوقت اللازم للسرج وصعود ظهر الحصان للمرة الأولى ، وتمت مراقبة ردود فعل كل حصان.

استخدم ثلاثة مدربين مرخصين، وقاموا باستخدام اسلوب تدريب خاص يتم تطبيقه في أوروبا.

“شارك في الاختبار 120 من الخيول ، 22 منها لم تقبل أن يمتطيها المدرب على الإطلاق .

“وتشير النتائج إلى أن الخيول التي لديها قدرة مرتفعة على التعلم لم تكن على استعداد ليركب أحدهم على ظهرها ، في حين أن الخيول التي لها قابلية منخفضة على التعلم تعاونت بشكل أفضل مع المدرب وقبلت بسهولة أكبر وجود الإنسان على ظهورها.”

في هذه الدراسة. تجاهل الباحثون تماما طريقة تدريب ومعالجة كل حصان في السابق.

للمقارنة الدقيقة يجب أن يكون كل حصان قد مر بنفس الحياة والتجارب وطريقة التعامل.

لأنه من شبه النادر أن تجد اثنين من الخيول التي كان لها نفس التعامل والحياة والتجارب ان تتصرف بطريقة مختلفة تمامًا .

إن أكبر مشكلة في هذه الدراسة هي أن الباحثين يعتقدون انهم قاموا باختبار قدرة الحصان على التعلم،الأصح أن نقول انها بمثابة اختبار قدرة المدربين ،

ف بدلا من أن تقول “22 من (الخيول) رفضت أن يتم تهيئتها وامتطاءها.”، ينبغي أن نقول وخلص الباحثون إلى أن المدربين لم يتمكنوا من جبل 22 من الخيول.

وبعبارة أخرى أن 20.95٪ من الخيول لم تتمكن من تقبل نهج التدريب الذي تم استخدامه معها.

ضبط الدروس هو الحل 

حتى لو أن الخيول لديها قدرات تعلم مختلفة، ينبغي أن لا يكون هنالك فرق في قدراتنا على تدريبهم،

يمكننا ضبط دروسنا لتناسب كل حصان، بدلا من أن نتوقع أن تتفاعل الخيول مع كل نظام تدريب.
Neil Davies
بدأ تدريب الخيول من العام 1977 وحتى اليوم.