عندما يتعلق الأمر بصحة الخيل، فإن الغذاء يلعب دورًا حاسمًا. إن تغذية الخيل بشكل صحيح تعتبر أساسية لصحتها ولياقتها العامة. ومع ذلك، يوجد بعض الأطعمة التي قد تبدو آمنة ومفيدة، ولكنها في الحقيقة قد تكون مدمرة لجهاز هضم الخيل.
الخيل تعتبر من الحيوانات العاشبة، مما يعني أن نظامها الغذائي يعتمد بشكل أساسي على النباتات، ويتألف الجهاز الهضمي للخيل من معدة واحدة صغيرة الحجم، والتي لا تستطيع استيعاب كميات كبيرة من الطعام في وقت واحد. وبسبب ذلك، يجد الخيل نفسه مضطرًا للرعي لفترات طويلة خلال اليوم لتعويض هذا الأمر. يجب مراعاة أن تكون المراعي التي يقضي فيها الخيل وقتها مليئة بالأعشاب ذات النوعية الجيدة، لضمان حصوله على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
على الرغم من أن الخيل العربي يحتاج إلى كميات أقل من الطعام مقارنة ببعض السلالات الأخرى، إلا أن توفير نظام غذائي مناسب ورعاية جيدة ضروريان لصحته.
رغم أن الخيل العربية قد تظهر استمتاعها بالعشب الأخضر أثناء التجول وعندما يشاهد عشاق الخيل العربية خيلهم وهي تتجول بفرح في الحديقة وتأكل من العشب الأخضر، يمكن أن يعتقدوا أنها تستمتع بوجبة خضراء طبيعية تمامًا كوجبة غذائية. ومع ذلك، ينبغي أن يتذكروا أن العشب قد يحتوي على سموم قد تكون ضارة بصحة الخيل، لذا يُنصح بعدم السماح لهم بتناوله كجزء من غذائهم. يجب توخي الحذر عند اختيار أنواع الطعام التي يتناولها الخيل، حيث قد تبدو بعض الأطعمة مفيدة في المظهر لكنها قد تكون ضارة بأجزاء من جهازها الهضمي.
وبالرغم من وجود العديد من الأطعمة التي تساعد في تحسين لياقة الخيل، إلا أن هناك أطعمة أخرى قد تبدو مفيدة ولكنها قد تتسبب في تلف جزء من جهاز هضمهم.
الفاكهة بكميات كبيرة يعد تقديم الفاكهة لخيلك كمكافأة قد يكون أمرًا جيدًا بين الحين والآخر. ومع ذلك، يجب أن تكون حذرًا لعدم إعطاء الخيل كميات كبيرة من الفاكهة، بما في ذلك التفاح، حيث قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض المغص. لذا، من الأفضل عدم تقديم أكثر من حبتين من الفاكهة في جلسة واحدة. وعندما يكون الخيل في منطقة تتوفر فيها الفواكه البرية بكثرة، فمن الضروري أن تكون حذرًا وتقلل من إتاحة الفاكهة له.
تتميز الخيل بأسنان وجهاز هضمي متخصصان في تناول وهضم النباتات، ورغم قدرتها على تناول اللحوم، إلا أنه تناول اللحوم بالنسبة للخيل أمر ضار، لأنها قد تصيب معدتهم بمشاكل كثيرًا تؤثر على عمل الجهاز الهضمي.
بالنسبة للخضراوات ذات الأضلاع، مثل الملفوف والبروكولي والكرنب والبصل والبطاطس والبروكسيلي وغيرها، فإن تناولها يمكن أن يسبب المغص وتكون الغازات للخيل. بالرغم من أن تناول بعض الأوراق الخضراء قد لا يكون مشكلة، إلا أن رمي المحاصيل التالفة لتتناولها الخيل قد يؤدي إلى آثار سلبية على صحتها.
يُعتبر القش خيارًا ممتازًا لتغذية الخيل بعد العشب الأخضر، ولكن يجب تجنب تقديم أي قش مغطى بالغبار أو العفن للخيل تمامًا.
النخالة، فإن تناولها يُعتبر ضارًا للخيل، حيث قد يؤدي إلى ظهور الإسهال واضطراب التوازن المعدني في جسمها.
النفل الهجين، المعروف أيضًا بالسويدي، يُعتبر نباتًا علفيًا يتواجد عادة في المراعي، ويمكن أن يسبب للخيل حالات من الحروق والقرح في الفم، إضافة إلى الإسهال ومشاكل في الكبد. يمكن أن يبلغ ارتفاع النفل حتى 76 سنتيمترًا، وتشبه أوراقه أوراق البرسيم، ويتميز بوجود وردة زهرية اللون. يُنصح بتقديم كميات محدودة من النفل للخيول شهريًا، ولكن عندما تتزايد الكميات إلى مستويات كبيرة، فقد تتعرض صحة الحصان للخطر.
إن علف الماشية، كالبقر والغنم، يحتوي على مكملات غذائية لا تلائم احتياجات أجسام الخيل.
بالرغم من الفوائد المعروفة المصاحبة لتناول علف السيلاج والهيلاج، إلا أنها تُعتبر مسببة لحالات التسمم السجقي للخيل، مما يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث الشلل وحتى الوفاة. يعود ذلك إلى طريقة تعبئة القش في البلاستيك وارتفاع نسبة الرطوبة فيه، مما يسهل على عناصر التسمم النمو داخل العلف. وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول السيلاج المجمد إلى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي للخيل. .
لتحقيق أفضل أداء وصحة ممتازة للخيل، يجب على أصحابهم أن يكونوا حذرين تجاه نوعية الطعام الذي يتناولونه. لا يمكننا التساهل مع الأطعمة الضارة التي قد تؤثر سلبًا على جهاز هضم الخيل وبالتالي على قدرتها على العيش بصحة جيدة. بالتوعية والاهتمام، يمكننا حماية شركائنا الرباعيين وضمان استمتاعهم بحياة صحية وممتعة لسنوات قادمة.