منذ فجر التاريخ، ارتبطت الخيل بالبشر واحتلت مكانة خاصة في قلوبهم، ليس فقط بسبب جمالها وقوتها، بل أيضًا بفضل قدرتها الفريدة على التعبير عن مشاعرها وأفكارها عبر مجموعة متنوعة من الأصوات والحركات. وكما أن للبشر لغاتهم ولهجاتهم، فإن للخيول أيضًا لغة خاصة بها، يفهمها المربون والفرسان المحترفون، حيث تعكس أصواتها حالات مختلفة من الفرح، الغضب، التوتر، التحذير، وحتى الاستعداد للقتال.
في اللغة العربية، أبدع العرب منذ القدم في تسمية أصوات الخيل، وأعطوا لكل صوت اسمًا خاصًا يعكس معناه واستخدامه. وقد صنفوا هذه الأصوات إلى سبعة رئيسية، بالإضافة إلى بعض الأصوات الثانوية التي تصدرها الخيول في مواقف محددة. وفي هذا المقال، سنتعرف بالتفصيل على هذه الأصوات ومعانيها، وكيف يمكن للفرسان والمربين الاستفادة من فهمها لتعزيز التواصل مع خيولهم.
الصهيل هو أكثر أصوات الخيل شهرة، وهو الصوت الأساسي الذي تستخدمه الخيل للتواصل مع بعضها البعض ومع البشر. يمكن أن يكون الصهيل طويلًا أو قصيرًا، حادًا أو عميقًا، وكل نوع منه يحمل دلالة معينة. فعلى سبيل المثال:
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا”، وهو الصوت الذي يصدره الحصان أثناء العدو السريع، ويتميز بأنه ناتج عن حركة التنفس السريعة خلال الجري. الضبح يعكس شدة الجهد الذي يبذله الحصان، ويزداد وضوحًا كلما زادت سرعة العدو.
الحمحمة هي من أجمل أصوات الخيل، وهي الصوت الذي يصدره الحصان عندما يكون سعيدًا أو راضيًا، سواء عند رؤية صاحبه أو عندما يُقدم له الطعام. تصدر الحمحمة عادة بصوت منخفض، وهي علامة على الألفة والراحة، وقد تكون أيضًا وسيلة لطمأنة الخيول الأخرى.
الشخرة هي صوت يصدر من أنف الحصان، ويكون بمثابة استفسار أو تأكيد على أن كل شيء بخير. غالبًا ما يُصدره الحصان عند سماعه صوتًا غريبًا أو رؤيته شيئًا غير مألوف، وهو يشبه زفيرًا قوياً يعبر عن التفكير أو القلق.
عندما يكون الحصان في حالة تأهب ويشعر بالخطر، يُصدر صوتًا يسمى “النخرة”، وهو صوت قوي يخرج من الأنف، يدل على الاستعداد للهجوم أو الدفاع عن النفس. غالبًا ما يُسمع هذا الصوت بين الفحول التي تتنافس على السيطرة أو على قطيع من الأفراس.
الزئير هو صوت يصدره الفحل عندما يرى فحلًا آخر يحاول فرض هيمنته عليه. هذا الصوت يكون حادًا وقويًا، ويهدف إلى إظهار القوة وإثبات السيطرة، وعادة ما يكون مقدمة لصراع بين الخيول.
القبع هو صوت يصدره الحصان عندما يفزع أو يشعر بالخوف من شيء معين. يشبه صوت “الشهقة”، ويكون مصحوبًا بحركة تراجع أو قفز مفاجئ. يستخدم الحصان هذا الصوت أيضًا عندما يُجبر على فعل شيء لا يرغب فيه.
بالإضافة إلى الأصوات السبعة الأساسية، هناك بعض الأصوات الأخرى التي تصدرها الخيول في مواقف مختلفة، ومنها:
اللجب: صوت يصدره الحصان عندما يكون في حالة اضطراب شديد أو توتر، وهو يشبه الأنين أو الصراخ، وغالبًا ما يكون علامة على الخوف أو الغضب.
النحيم أو النحيط: صوت عميق يخرج من الصدر إلى الحنجرة، وقد يكون دلالة على الألم أو الضيق.
القبقبة: صوت يصدر من الفم عندما يكون الحصان مسترخيًا أو مستمتعًا بشيء ما، مثل اللعب أو الشعور بالراحة.
يعتمد المربون والفرسان على أصوات الخيل لفهم حالتها المزاجية والتفاعل معها بشكل أفضل. فمثلًا:
عندما يُصدر الحصان الحمحمة، فهذا يعني أنه سعيد ويمكن الاقتراب منه بثقة.
إذا أصدر الحصان الشخرة، فقد يكون مترددًا أو غير متأكد مما يحدث حوله، مما يستدعي تهدئته.
إذا بدأ الحصان في النخرة أو الزئير، فمن الأفضل توخي الحذر، لأنه قد يكون على وشك الهجوم أو الدخول في صراع.
عند سماع القبع، يجب البحث عن سبب الفزع وإبعاده عن الحصان لطمأنته.
تابعونا على الانستجرام أضغط هنا
للمزيد من المقالات أضغط هنا