الخيل ليست مجرد حيوانات عادية، بل هي رمز الجمال والسرعة والقوة. في عالم الفروسية وسباقات الخيل، هناك خيول حققت أرقامًا قياسية ليس فقط في مضامير السباق، بل أيضًا في أسعارها الخيالية! هل تخيلت يومًا أن يصل سعر خيل واحد إلى ملايين الدولارات؟ في هذا المقال، سنأخذكم في جولة مشوّقة للتعرف على أغلى 10 خيول في العالم والقصص المثيرة وراء كل منها.
قصة جليل بدأت عندما قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشرائه بمبلغ ضخم قدره 9.7 مليون دولار لصالح عملية سباقات جودلفين، وهي واحدة من أكبر وأشهر مؤسسات سباقات الخيول في العالم.
تحت إشراف المدرب سعيد بن سرور، تم إعداد جليل للمشاركة في سباقات النخبة في أوروبا. بدأ مسيرته الرسمية في عالم السباقات عام 2006، حيث أثبت مهاراته وقوته في المضامير.
على الرغم من أن سعره كان مذهلاً، فإن موهبته وجاذبيته جعلت منه استثمارًا يستحق هذا المبلغ الضخم. يُعتبر جليل مثالاً على القيمة العالية التي يتمتع بها الخيل في عالم الفروسية، سواء من حيث السلالة المميزة أو الأداء في السباقات.
اختيار الخيل من نسل ستورم كات يعكس مدى أهميته كسلالة قوية في عالم السباقات، حيث أن العديد من الخيول التي تحمل جيناته تحقق نجاحات كبيرة وأسعاراً خيالية!
وُلد جليل في 15 فبراير 2004 في مزرعة ميل ريدج الواقعة في ليكسينغتون، كنتاكي، وهو ينتمي إلى سلالة مميزة تجعله أحد أبرز الخيول الأصيلة. والده هو الفحل الأسطوري ستورم كات، الذي حصل على لقب “أب العام” مرتين، وهو حفيد نورثرن دانسر، أحد أكثر الخيول تأثيرًا في تاريخ سباقات الخيول الأصيلة. وفقًا للرابطة الوطنية لسباقات الخيول الأصيلة، يُعتبر نورثرن دانسر مصدر إلهام للعديد من السلالات الممتازة.
جليل لم يكن استثناءً، فهو جزء من مجموعة مميزة تضم تسعة من أحفاد نورثرن دانسر الذين تصدّروا قائمة أغلى الخيول المباعة في المزادات حتى عام 2014، مما يبرز السلالة الراقية التي ينتمي إليها.
سد جليل هي الفرس ترانكويليتي ليك، التي حققت نجاحات كبيرة بفوزها بدرجات عالية في سباقات مثل Gamely Stakes وClement L. Hirsch Stakes. هذه الفرس أنجبها الفحل المميز راهي، مما يجعل جليل الأخ الشقيق للحصان الحائز على الدرجة الأولى أفتر ماركت، وهو دليل إضافي على جودة جيناته.
تمت تربية جليل في مزرعة ميل ريدج بالنيابة عن مربييه مارتن وباميلا ويجود، وبيعه في عام 2005 في مزاد سبتمبر للحوليات مقابل 9.7 مليون دولار أمريكي. هذا المبلغ الضخم دفعه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لصالح فريق سباقات جودلفين.
بعد شرائه، أُرسل جليل إلى أوروبا حيث تم وضعه تحت رعاية المدرب الشهير سعيد بن سرور، الذي أشرف على تدريبه وتجهيزه لخوض السباقات الكبرى.
يمثل جليل مزيجًا فريدًا من السلالة النقية، الأداء الرائع، والاستثمار الضخم، مما يجعله واحدًا من أبرز الخيول في تاريخ سباقات الخيل. كل تفاصيل حياته – من ولادته إلى تدريبه – تعكس مدى الاهتمام الكبير الذي يُولى لهذه الخيل الأسطورية.
2- الحصان سنافي دانسر (10.2 مليون دولار):
يُعتبر الحصان سنافي دانسر رمزًا تاريخيًا في عالم سباقات الخيل، كونه أول حصان يتم بيعه بسعر خيالي تجاوز 10 ملايين دولار. تم شراؤه وسط آمال كبيرة بتحقيق نجاح باهر في السباقات، إلا أن التوقعات تحطمت بسبب أدائه البطيء في المضمار ومواجهته مشاكل في الخصوبة، مما حدّ من فرصه في الإنجاب والمنافسة. هذا الأمر جعل استثماره يثير جدلاً واسعًا بين عشاق الخيل وخبراء السباقات.
3– الحصان ميدن سيتي (11.7 مليون دولار):
بثمن يقترب من 12 مليون دولار، كان الحصان ميدن سيتي محط الأنظار، حيث علق عليه مالكه الكثير من الآمال والطموحات. إلا أن أداءه في السباقات لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات، حيث شارك في سبع سباقات دون أن يحقق أي فوز يُذكر. رغم المبلغ الضخم الذي دفع لقاءه، لم يكن الحظ حليفًا له، مما أثار تساؤلات حول جدوى الاستثمار في الخيول ذات الأسعار المرتفعة دون ضمان الأداء.
4– سياتل دانسر (13.1 مليون دولار):
سياتل دانسر، الحصان الأصيل الأيرلندي، كان أغلى حصان سباق في العالم عام 1985، حيث بيع مقابل مبلغ قياسي بلغ 13.1 مليون دولار وهو في عمر عام واحد فقط. هذا الرقم القياسي جعله محط اهتمام عالم السباقات وأثبت جدارته لاحقًا عندما أصبح والدًا لـ37 فائزًا بسباقات الرهان على مدار مسيرته المهنية.
تم تربية سياتل دانسر في ولاية كنتاكي على يد وارنر إل جونز جونيور، وويليام إس فاريش، وويليام كيلروي، وكان واحدًا من أبرز الخيل في مزاد “كينلاند” لشهر يوليو 1985. ينتمي إلى عائلة سباقات مرموقة، فهو الأخ غير الشقيق لـ”سياتل سلو”، حصان العام الذي فاز بالتاج الثلاثي عام 1977، وأيضًا الأخ غير الشقيق لـ”لوموند”، الفائز بسباق الألف غينيز الإنجليزي عام 1983.
اشترته وكالة Bloodstock البريطانية لصالح فريق Coolmore Stud الأيرلندي، الذي ضم أسماء بارزة مثل جون ماجنير، وروبرت سانجستر، والمدرب فينسينت أوبراين. وكان من بين المالكين أيضًا ستافروس نياركوس من اليونان وداني شوارتز من كاليفورنيا. تجاوز سعر سياتل دانسر الرقم القياسي السابق البالغ 10.2 مليون دولار الذي دفع لشراء الحصان “سنافي دانسر” عام 1983.
في مسيرته الرياضية، حمل سياتل دانسر ألوان نياركوس، وحقق نجاحات بارزة رغم تأخر انطلاقته عند عمر السنتين. فاز بسباقات من الفئة الثانية مثل “Windfields Farm Gallinule Stakes” و”Derrinstown Stud Derby Trial”، كما حصل على المركز الثاني في سباق “Grand Prix de Paris”. تقاعد سياتل دانسر بعد تحقيق فوزين من أصل خمس مشاركات بإجمالي أرباح بلغ 152,413 دولارًا.
توفي سياتل دانسر عن عمر 23 عامًا في يونيو بسبب نوبة قلبية أثناء وجوده في “Gestut Auenquelle” بألمانيا، تاركًا إرثًا خالدًا في عالم سباقات الخيول.
5– بالوبيت دالونج (15 مليون دولار):
بالوبيت دالونج يعد استثناءً بين خيل السباق الباهظة الثمن، إذ لم يكن مخصصًا للسباقات التقليدية بل لقفز الحواجز، حيث أثبت أنه الأفضل عالميًا في هذا المجال. هذا الحصان الفريد، المنتمي إلى سلالة الخيول الرياضية الفرنسية “Selle Francais”، جمع بين الأناقة والمهارة، مما جعله رمزًا في رياضته.
ولد الحصان بالوبيت دالونج في 19 مايو 2003، وهو سليل الفحل الشهير “بالوبيت دو رويت” والفرس “إندرا لوف”، وامتلك مظهرًا مذهلًا بمعطف كستنائي لامع وعلامات مميزة، إضافة إلى عضلات وأرجل قوية تدعمه في القفزات العالية. في عام 2013، تم بيعه مقابل 13.5 مليون يورو (ما يعادل 15 مليون دولار)، وهو مبلغ غير مسبوق في تاريخ رياضة قفز الحواجز.
باعه المالك جورج كاهني إلى جان توبس، ومنذ ذلك الحين أصبح الحصان المفضل للمتسابق القطري باسم محمد، الذي حقق معه نجاحات لافتة في مسابقات دولية عديدة. ولكن في عام 2017، تقاعد الحصان من المنافسات بسبب الإصابات، ليعود بشكل مفاجئ في عام 2019، حيث شارك في سباقات استعراضية أثارت إعجاب الجمهور على الرغم من تعرضه لأخطاء زمنية.
اليوم، يعيش بالوبيت دالونج حياة تقاعد هادئة بعد مسيرة رياضية حافلة بالإنجازات. عملية بيعه بأسعاره القياسية جذبت اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام، وبالرغم من الهدوء الذي يحيط به الآن، يظل الحصان حاضرًا في ذاكرة عشاق الخيل كأغلى وأمهر حصان في تاريخ قفز الحواجز.
6– القرد الأخضر (16 مليون دولار):
القرد الأخضر هو أحد أبرز الأمثلة على استثمار غير ناجح في عالم سباقات الخيل. بيع هذا الحصان الأصيل الأمريكي في عام 2006 بمزاد قياسي عالمي بلغ 16 مليون دولار، ليصبح الأغلى في تاريخ مزادات الخيل. ورغم نسبه المتميز كابن للفائز بجائزة “Gr.I فورستري” وحفيد الراقص الشمالي، إلا أن أداؤه في السباقات لم يرقَ إلى التوقعات.
وُلد القرد الأخضر في 4 فبراير 2004، وكان يتميز بمظهره اللافت ومعطفه البراق وعلاماته البيضاء. بيعه جاء خلال مزاد “Fasig-Tipton Calder” لمهور بعمر عامين، حيث حطم الأرقام القياسية بمبلغ يعادل 24.2 مليون دولار اليوم. أطلق عليه أصحابه الجدد هذا الاسم تيمّنًا بملعب الغولف “The Green Monkey” في بربادوس، والذي سمي نسبة إلى القرود الخضراء الشهيرة في الجزيرة.
رغم كل الآمال المعقودة عليه، شارك القرد الأخضر في سباقين فقط ولم يحقق أي فوز يُذكر، مما جعله رمزًا للاستثمارات الخاسرة في عالم سباقات الخيل. توفي في مايو 2018، ولكنه يظل مثالًا بارزًا على أن النجاح في السباقات لا يمكن شراؤه بالمال وحده.
7– أننيهليتور (19 مليون دولار):
يُعد الحصان أننيهليتور واحدًا من أبرز الخيل في عالم السباقات، حيث اشتهر بلونه الداكن المميز وسرعته الفائقة. ينتمي إلى سلالة عريقة من الفائزين، وحقق سمعته بفضل ارتباطه بسباقات مرموقة مثل “Meadowlands Pace” و”Little Brown Jug”، مما جعله يستحق لقبًا يعكس قوته وسرعته.
8– مورلاندز توتيلاس (21 مليون دولار):
الحصان الهولندي الأسطوري مورلاندز توتيلاس، المعروف بلقبه “توتو”، يُعد أيقونة في رياضة الترويض. اشتهر بتحطيمه الرقم القياسي العالمي لأكثر من 90 نقطة في مسابقات الترويض، وظل لفترة طويلة رمزًا للجمال والأداء المثالي في هذه الرياضة، مما يجعله أحد أعظم الخيول في تاريخها.
9– شريف دانسر (40 مليون دولار):
حقق الحصان شريف دانسر نجاحًا كبيرًا في المملكة المتحدة، حيث حصل على لقب حصان المسافة المتوسطة في عام 1983. وبعد هذا الإنجاز البارز، تم بيعه بمبلغ ضخم بلغ 40 مليون دولار، ليصبح أحد أغلى الخيل في تاريخ السباقات.
10– فيوساشي بيجاسوس (70 مليون دولار):
بعد فوزه المذهل، تم بيع الحصان فيوساشي بيجاسوس إلى Coolmore Stud بمبلغ قياسي بلغ 70 مليون دولار، ليحطم بذلك الرقم القياسي ويصبح أغلى حصان في تاريخ سباقات الخيول حتى ذلك الحين.
بعد هذه الجولة الرائعة في عالم الخيل الأغلى سعرًا، يمكننا أن نقول إن الخيل ليست مجرد وسيلة للمنافسة أو الاستعراض .
تابعونا على الإنستجرام
للمزيد من المقالات