في عالم الخيل، هناك خطر لا يُرى، لكنه ينتشر كالنار في الهشيم… إنه إنفلونزا الخيول، الوباء الذي لا يتعب ولا يتوقف عن الركض. مرض فيروسي شديد العدوى، يصيب الخيول بسرعته الصاروخية، ويهدد صحة القطعان، ويعطل سباقات، ويوقف البطولات. ما بين سعال، حرارة، وإرهاق شديد، تتحول الخيول من أبطال سريعة إلى أجساد مرهقة تبحث عن الشفاء.
في هذا المقال، نستعرض أسباب انتشار هذا الفيروس، أعراضه، طرق الوقاية منه، وكيف يمكن للمربين حماية خيولهم من عدو صامت لا يرحم
إنفلونزا الخيل ليس بالمرض الجديد، فقد ظهر مرارا في العديد من الدول ويسببه فيروس يطلق عليه اسم “أورثوميكزو فايروس” Orthomyxovirus. ويصيب جهاز الخيل التنفسي.
الأعراض
ترتفع حرارة الخيل المصاب وقد تصل إلى 42 درجة مئوية، وتستمر الحمى لفترة قد تبلغ 3 أيام. يظهر السعال الجاف الذي قد يستمر لعدة أسابيع. يتحول السعال الجاف إلى مخاطي مصحوب بالتهاب في الأنف، حيث تفرز أنف الخيل إفرازات ملوثة تبدأ مائية ثم تتحول إلى صديدية. تنبعث إفرازات من العيون وتتضخم الغدد الليمفاوية في منطقة الرأس. تتصلب أطراف الخيل وتصاب حوافره بالتهاب. يواجه الخيل المصاب صعوبة في التنفس خاصة في حالة الزفير، وقد يصاب بالالتهاب الرئوي في بعض الحالات. تصاب الخيل بفقدان شهية وخمول وضعف. الخيل المصابة إصابة خفيفة تشفى بعد أسبوعين أو ثلاثة، وفي حالة الإصابة الشديدة قد تستمر الأعراض لستة أشهر.
العدوى
إنفلونزا الخيل مرض معدٍ ينتقل عندما يستنشق الحيوان السليم هواءً حاملاً للفيروس. قد يؤدي إلى نفوق عدد كبير من الخيل. يذكر الأطباء أن الفيروس المسبب لإنفلونزا الخيل قد ينتقل بسرعة إلى الإنسان غير أنه غير قاتل. وينصح الأطباء بعدم مخالطة الخيل المصابة بالمرض، وغسل اليدين بعد التعامل معها، وإبعاد المزارع والإسطبلات عن المنازل.
العلاج
لا يوجد في الصيدليات البيطرية علاج خاص لهذا المرض غير معالجة الأعراض الظاهرية كارتفاع درجة الحرارة والسعال والرشح. يعتمد شفاء الخيل من هذا المرض على حالة الخيل الجسدية، فقد يأخذ الشفاء من الأعراض التنفسية وقتًا طويلًا ويظل أثر المرض لفترة في الأغشية المبطنة للرئة والقصبة الهوائية، ما يجعل الحيوان عرضة للإصابة بمسببات الأمراض الأخرى التي تعقد الصورة المرضية. ينصح البيطريون بإعطاء الخيل المصاب فترة راحة طويلة نسبيًا.
من الضروري وبسرعة عزل الخيل المريضة ومنع انتقالها أو اتصالها بالخيل الأخرى. يجب عزل الخيل السليمة التي خالطت خيلاً مريضة ومنع انتقالها أو اتصالها بخيل أخرى. ينشر الخيل المريض فيروسات الأنفلونزا أثناء فترة الحضانة ولمدة قد تصل إلى أربعة عشر يوماً من بدء ظهور الأعراض.
التطعيم:
توجد العديد من اللقاحات التجارية ضد فيروس إنفلونزا الخيل التي تمنع ظهور الأعراض المرضية لكنها لا تمنع الإصابة بالفيروس ونشره بين الخيل غير المحصنة. تنقسم أنواع لقاحات إنفلونزا الخيل إلى نوع ميت يتم حقنه في عضلات الرقبة، ونوع حي مستضعف يتم رشه داخل الأنف. تنعقد سنوياً لجنة من الخبراء لمراجعة أنواع فيروسات إنفلونزا الخيل المعزولة وتصنيفها من أنحاء العالم، وإصدار توصية بمواصفات اللقاح القادر على مقاومة أنواع الفيروسات الجديدة، حتى تتمكن شركات إنتاج اللقاحات من إنتاج لقاح قادر على حماية الخيل من الفيروس المستمر في التحور تقريباً كل عامين أو ثلاثة.
تعرضاً. يُفضل تكرار الجرعة المنشطة للأفراس الحوامل من أربعة إلى ستة أسابيع قبل موعد الولادة. يتم تحصين الأمهار لأول مرة عند بلوغها عمر ستة أشهر، ثم تُعطى جرعة منشطة بعد شهر، وتكرر بعد ذلك كالمعتاد في الخيول البالغة.
طرق الوقاية
تعتمد بشكل كبير على التطعيم المنتظم، حيث تتوفر لقاحات فعالة تُعطى بشكل دوري، خصوصًا للخيول التي تشارك في سباقات أو تُنقل بين مناطق مختلفة. النظافة العامة، التهوية الجيدة، العزل السريع للحالات المصابة، وعدم مشاركة أدوات الطعام أو الشراب من الأمور المهمة جدًا للحد من انتشار الفيروس.
إنفلونزا الخيول ليست مرضًا مميتًا في أغلب الحالات، لكنها تُعتبر من الأمراض الخبيثة اقتصاديًا، حيث تؤدي إلى تعطيل السباقات، إيقاف التنقل، وتأخير برامج التربية، إضافة إلى تكاليف العلاج والرعاية والعزل. لذلك، الوقاية دائمًا خير من العلاج، والوعي بأعراض المرض وطرق التعامل معه هو خط الدفاع الأول لحماية خيولنا.
في النهاية، إنفلونزا الخيول تذكير مهم بأن الفروسية ليست فقط عن السرعة والجمال، بل عن الصحة والعناية أيضًا. فالخيل السليم هو البطل الحقيقي
تابعونا على الانستجرام أضغط هنا
للمزيد من المقالات أضغط هنا