السبت 21 ديسمبر 2024م - 20 جمادي الثاني 1446 هـ

التغذية الأساسية للخيل: ماذا تحتاج خيلك من مغذيات؟

27 مارس,2024

تعتبر التغذية السليمة عنصر أساسيًا لصحة الحيوانات، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالخيل. فالخيل، كائنات حية تعتمد على القوة واللياقة في أداء مجموعة متنوعة من المهام، تحتاج إلى توازن غذائي دقيق لضمان صحتها وسلامتها. وتأتي أهمية الغذاء الصحي للخيل من دوره الحيوي في تعزيز نموها وقوتها والحفاظ على مستويات الطاقة اللازمة لأداء أعمالها المتنوعة.

توجد عدة عناصر غذائية يحتاجها الخيل، مثل الماء والبروتين والفيتامينات والمعادن. كميات هذه العناصر تختلف بناءً على وزن الخيل ومستوى نشاطه والحالة الصحية، مثل النمو أو فترة الرضاعة.

الماء

يعتبر العنصر الغذائي الأكثر أهمية ، غير أنه في كثير من الأحيان يتم تجاهل أهميته. يجب أن يتوفر الماء النظيف بشكل دائم للخيل، حيث أن نقصه قد يؤدي إلى مشاكل مثل المغص والجفاف، وحتى الموت. تتفاوت احتياجات الخيل للماء بناءً على حالته الصحية، فعلى سبيل المثال، تحتاج الفرس المرضعة إلى كميات أكبر من الماء بكثير مقارنة بالخيل العادي. بشكل عام، يشرب الخيل البالغ وزنه 500 كجم حوالي 30-45 لترًا من الماء يوميًا.

البروتين

إن الوظيفة الرئيسية للبروتين كمغذِّيَّة هي توفير اللبنات الأساسية للأنسجة والعضلات والهرمونات والإنزيمات. فيما يتعلق بالنظام الغذائي الخاص بالخيل غالباً ما نقوم بتصنيف متطلبات البروتين على أساس الكمية والنوعية.

من المهم أن نتذكر أن جميع البروتينات ليست متساوية. إن تقييم النظام الغذائي لخيلك بناءً على محتوى البروتين فقط ليس كافيًا. تعد جودة البروتين وقابلية هضمه على نفس القدر من الأهمية لضمان حصول خيلك على ما يحتاج إليه.

جودة البروتين: يؤثر تركيب وتركيز الأحماض الأمينية في البروتينات بشكل كبير على جودتها. بعض الأحماض الأمينية أقل وفرة في النظام الغذائي الطبيعي للخيل وتعتبر ضرورية. في الحالات التي تكون فيها هذه الأحماض الأمينية نادرة، فإنها تصبح “أحماض أمينية محدودة”، مما يحد من إنتاج البروتين بشكل عام. تعتبر وجبة فول الصويا مثالاً على مصدر بروتين عالي الجودة للخيل، فهي غنية بهذه الأحماض الأمينية الأساسية مثل الليسين والثريونين والميثيونين.

قابلية هضم البروتين: لا يتم هضم جميع البروتينات بسهولة، كما أن نسبة البروتين الخام لا تتساوى مع نسبة البروتين القابلة للهضم. تعتبر البروتينات التي يمكن هضمها قبل الوصول إلى الأمعاء الغليظة جيدة الهضم.

المعادن

 هي مواد غير عضوية يحتاجها الخيل بكميات محدّدة للحفاظ على بنية الجسم، وتوازن السوائل في الخلايا، وانقباض العضلات، وغيرها من الوظائف، ومن الأمثلة على المعادن الضرورية للخيل: الكالسيوم، والفوسفور، والصّوديوم، والبوتاسيوم، والكلوريد، والمغنيسيوم، والكبريت، إذ تحتوي الأعلاف الطازجة على معظم هذه المعادن الضرورية باستثناء الملح الذي يجب تزويد الخيل به باستمرار، كما يمكن إضافة المكمّلات الغذائية لطعام الخيل لتزويدها بحاجتها من المعادن، وتعتمد كمية المعادن التي تحتاجها الخيل على عمر الخيل، ومقدار الجهد الذي يبذله، وحالة الفرس إن كانت حامل أو مرضعة.

الفيتامينات

 تحتاج الخيل للفيتامينات ليتمكّن جسدها من القيام بالوظائف الحيوية، ويؤدّي نقص الفيتامينات للعديد من المشاكل الصحية، وتستطيع  الخيل تكوين بعض أنواع الفيتامينات في أجسامها، مثل: فيتامين C,B,K، ولذلك فلا حاجة لتزويدها بها من مصادر خارجية، أمّا باقي الفيتامينات فيمكن الحصول عليها من العلف الأخضر أو المكمّلات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات، وتُقسم الفيتامينات إلى نوعين، هي: فيتامينات قابلة للذوبان في الماء مثل فيتامين B,C، وفيتامينات قابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامين A,D,E,K، إذ يُطرح الفائض من النوع الأول خارج جسم الخيل مع البول، أمّا الفائض من النوع الثاني فيخزّن في أنسجته الدهنية، ممّا قد يؤدّي إلى التسمّم، ولذلك فلا يُنصح بزيادة كمية الفيتامينات عن الحدّ المطلوب.

 الكربوهيدرات

تأتي الكربوهيدرات في شكلين، أحدهما الألياف، والآخر هو السكر والنشا، والألياف وفيرة في الخشن مثل العشب والتبن، وهما الغذاء الأساسي للخيل، ويتغيران بسبب تكوين ووجود الجهاز الهضمي للخيل ، نظام الأمعاء الغليظة تحول الكائنات الحية الدقيقة إلى طاقة، أما السكريات والنشويات فهي موجودة بشكل أساسي في الحبوب مثل الشوفان، توفر الذرة والشعير للجسم طاقة أكثر من الألياف لتكملة النظام الغذائي القائم على العلف بشكل أساسي وتلبية الاحتياجات الغذائية التي لا يمكن تلبيتها عن طريق العلف وحده.

الدهون هي مصدر ممتاز للطاقة للخيل، حيث يتم هضمها بسهولة. يمكن إضافة الدهون إلى نظام غذائي للخيل من خلال الأعلاف التجارية التي تحتوي على الزيت، أو عن طريق إضافة مكملات زيتية ودهنية إلى الأعلاف الطبيعية. يجب مراعاة توازن التغذية للخيل لتلبية احتياجاتها المختلفة، وليس فقط كمصدر للطاقة.

إن توفير التغذية الأساسية المناسبة للخيل ليس مجرد مسألة رعاية، بل هو استثمار في صحة وأداء الخيل . من خلال فهم احتياجات التغذية لخيلك وتوفيرها بشكل مناسب، يمكنك أن تضمن لهم حياة سعيدة ومستقرة. لذا، لا تتردد في التشاور مع خبراء التغذية الحيوانية لضمان أن تحصل خيلك على كل ما يحتاجه للنمو والصحة الجيدة.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...