بعد انقطاع 23 عام عن المشاركة الداخلية ، فازت لوحته بجائزة لوحة وقصيدة في سوق عكاظ بنسخته الاخيرة ، أظهر الخيل والاصالة وأفضل صفات العرب من خلال مساحة صغيرة حاكى فيها الكثير من التفاصيل التي اختار ان يكون عنوانها أبو تمام في قصيدة يداعب فيها الخيل فكانت لوحته هي الأجمل بين باقي اللوحات المشاركة .
ناصر الضبيحي فنان اختار لنفسه البقاء في منطقة بعيدة ومحفوفة بالجمال ، تخصص في رسم الخيل العربية ومشاركاته وصلت إلى دول مختلفة بمتوسط 32 معرض في العام الواحد ،ونظرا لأن الخيل والعربية تحديدا هي هوى ومحط انظار الكثيرين حول العالم فإن لوحاته الناطقة والتي يمكن وصف بعضها بالغريبة حد الادهاش كانت تباع قبل وصولها المعارض.
الضبيحي ،سعودي الجنسية له ذوقه الخاص ، مغرم بالخيل وبصفاتها الاصيلة منذ عشرات السنين ، مواليد عام 1388 هـ 1968 م ،دبلوم فنون ، درس تشريح الخيل واهتم بأدق تفاصيل بنيتها خلال فترة ليست بالقصيرة ، مشاركاته في أي معرض هي اضافة خاصة وأن له رؤية وهوية سمتها التجسيد والاحساس العميق مما جعل خيوله وعناصر لوحاته تتميز عن غيرها ، بعض لوحاته تتحدث عن الجموح والعزة وبعضها صامت مليء بالاسرار وبعضها غامض كحلم ينتظر من يفسره ولوحات أخرى هي توثيق وذكريات، أعماله يقتنيها الأمراء والشيوخ من عشاق الخيل في دول الخليج والعالم العربي .
الحصان العربي مخلوق خرافي وساحر، افتتن به ناصر الضبيحي وجعل منه صديقا لألوانه وشريكا له في ماضيه وحاضره ومستقبله.
ويصف الضبيحي عالمه قائلا :
“ريشتي تواسيني، تلهو معي كطير نورس يرقرق على صفحات بحر، تلهمني بشواطئ من خيال، وتهديني رمالاً من حبيبات العنفوان، تنسج لي ألواناً هادئة، تتغزل فوق أمواج من خيول، فترقص على ألحان ثورتي”
فن ناصر الضبيحي ككتاب كل مرة تقرأه تجده ممتعا،على صفحاته الكثير من الحب المشبع للحواس خاصة وأنه كتاب مليء بالتساؤلات والتداخلات اللونية ذات المذاق الحلو و المتعلقة بعالم (الخيل العربية ).
ورغم كل هذا فإن ناصر الضبيحي لا يملك اسطبلا ولا حتى حصانا واحدا ، لكنه مولعا بها وهذا في نظر الفنانين ،كاف جدا .