الاحد 22 ديسمبر 2024م - 21 جمادي الثاني 1446 هـ

الخيلُ غنيمةُ العرب ومضرب الأمثال العربية

22 مارس,2024

تعتبر الأمثال العربية من أعظم الكنوز اللغوية والثقافية التي تمتلكها الثقافة العربية. فهي تحمل في طياتها حكمة عميقة وخبرة متراكمة للأجيال السابقة. ومن بين الأمثال العربية التي تبرز قوة وشهرة الثقافة العربية، نجد أمثالاً تجسد حب العرب للخيل وتأكيداً على أهمية هذا الحيوان النبيل في حياتهم.
وقد حملت الأمثال المتعلقة بالخيل بين ثناياها كثيرا من المعاني السامية، والأهداف النبيلة، صاحبتها بلاغة في الطرح، وحلاوة في المنطق. وقد اختلف المفسرون في تفسير المعاني وعناية العرب بالخيل جعلتها مضرب أمثالهم العربية، فوردت بشأنها أمثال ووردت في الخيل أمثال عربية كثيرة.. مما يدل على اهتمام العرب بالخيل حتى صارت مضرب المثل لديهم .
حيث ذكرت كلمات النبي صلي الله عليه وسلم التي لم يُسْبُقْ إليها، قوله وقال العرب
“الخيل أعلم بفرسانها” : يعني أنها قد اخْتَبَرَتْ ركابها فهي تعرف الكفل من غيره.
ومعنى المثل اسْتَغْنِ بمن يعرف الأمر.
“الخيل ميامين”: أي مباركات ..من اليمن والبركة.
كما يضرب مثلاً في العلم بالأمر ومعرفته.
ومن كلمات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أيضا: “ياخيل الله إركبي” تلك الكلمات تعني أن هذه الخيول وفارسيها قد خُصصوا لله ورُسِلوا في سبيله، وهم يعبرون عن القوة والتفاني في العمل.
“أبصر من فرس” :هذا المثل يشير إلى حدة البصر ، فهو يعكس مدى قوة رؤيته واستيعابه للأمور.
“إتبع الحصان لجامه” : يضرب مثلاً للرجل الذي بدأ أمراً ولم يكمله ، وكأنه يتبع الحصان لكنه لا يمسك بلجامه.
“أتعب من رائض مهر:” : لما يبذله من جهد في الترويض ويعكس المجهود الذي يُبذل في الترويض وتأديب الحصان، فهو يتطلب صبرًا وعناءً كبيرًا.
“أسرع من فريق الخيل”: كناية عن السرعة والإنجاز.
“أسمع من فرس بيهماء” : (تصغير أبهم .. وهو حلكة اللون .. في غلس ظلام حالك) وهذا المثل يُستخدم ليعبر عن حدة السمع، حيث يُقال عن الشخص الذي يمتلك سمعًا حادًا ويستطيع سماع الأصوات في الظلام الدامس.
“أشد من فرس” : يضرب مثلاً ليعكس الصبر والقوة، فالفرس يعتبر رمزًا للقوة والصبر، ومن يكون أشد منه فإنه يتحلى بصفات القوة والصبر بشكل استثنائي.
أحقّ الخيل بالركض المعار:معنى (المعار) في هذا المثل، إلا أن الاغلبين يرون أن هذه الكلمة تعني المسمن، ومنها المستعير وهو السمين من الخيل. يقال: أعرت الفرس؛ أي أسمنته وهذا المثل شطر من بيت كلماته:
أعيروا خيلكم ثم اركضوها … أحق الخيل بالركض المعار
ومنهم من قال: المعار المنتوف الذنب، وقال قوم: المعار المضمر المقدح. وقال ابن الأعرابي: هو من العارية، وذكره غيره أيضا؛ وقال: لأن المعار يهان بالابتذال ولا يشفق عليه شفقة صاحبه. وقد قيل إن المعار من العارية، بمعنى جعله مستعارا متداولا بين الأيدي؛ ليس بصحيح.
“أكَرَمُ الخيل أجزعها من السوط” : أي الفرس الكريمة تحرص ألا ينالها الضرب لأن فيه مذله.. فهي لذلك لا تحوج فارسها لاستعمال سوطه لأنها تنجز ما يراد منها من دون أن تدفع إليه.
ويضرب المثل للشخص كريم الخلق الحريص على ألا يهان أو يقرع .

  • “إن لكل جواد كبوه” : الذي يعني أن الحصان القوي الصلب، المُمتلئ حيوية ونشاطًا، قد يتعثر في عدْوه فيسقط على الأرض لسببٍ ما.
    فالحياة بكل تفاصيلها ما هى إلا مجرد حرب يخوضها الإنسان. ولكن ليس للجواد أن يكبو للنهاية وما من فارس يغفو للأبد
    “تركته على مثل خد الحصان” : أي على طريق واضح .
    “جاء وقد لفظ لجامه” : يضرب المثل لعدم المبالاة والإنفلات والتحدي التام ..
    “جرى المذكيات غلاب” : المذكيات من الخيل ما كملت قوته .. وغلاب أي غالب على غيره.. ويضرب المثل للمتفوق الذي لا يدانيه أحد..
    “الخيل تجري على مساويها” : معناه أن الخيل العربية الأصيلة، وإن طرأت عليها عيوب، بخاصة تلك العيوب التي تطرأ على الأطراف، كانتفاخ مفصل العرقوب، وغيرها من فبالرغم من ذلك؛ فإن كرم هذه العتاق وعزة نفوسها تحملها على الركض.
    ويضرب المثل للرجل الكريم يحمل نفسه على المحمل الحسن، على ما به من هنات وعيوب. فالكريم الحر يحتمل المؤن ويحمي الديار وإن كان ضعيفا، ويستعمل الكرم على كل حال.
    “ليس الفرس بجله وبرقعه” : (البجل ما يوضع على الدابه لتصان به.. والبرقع قناع الدواب .. او لباسه) ..
    ويضرب المثل أن الرجل بجوهره وليس بمظهره..
    “هما كفرسي رهان” : يضرب مثلاً للمتساوين في الفضل أو القوة.
    “إن العصا من العصية” : والعصا اسم فرس ..أُمها فرس اسمها العصيه.. ويدل المثل على عامل الوراثه .. وأن الفرع يؤثر فيه الأصل.
    وجسدت الأمثال العربية حب العرب للخيل واعتزازهم بها منذ العصور القديمة. فالخيل كانت وما زالت رمزاً للقوة والجمال والسرعة، ومرافقاً للعرب في رحلاتهم وحروبهم وصيد الغزلان في الصحراء الشاسعة. كانت الخيول تشكل أساساً للاقتصاد العربي ووسيلة تجارية للتبادل بين القبائل والأمم. ولذلك، لا تكاد تخلو الأمثال العربية من إشارات ومصطلحات ترتبط بالخيل، فهي تعبّر عن الحكمة والقوة والتفاني والفخر والتحدي.
التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...