تعتبر الأمثال العربية من أعظم الكنوز اللغوية والثقافية التي تمتلكها الثقافة العربية. فهي تحمل في طياتها حكمة عميقة وخبرة متراكمة للأجيال السابقة. ومن بين الأمثال العربية التي تبرز قوة وشهرة الثقافة العربية، نجد أمثالاً تجسد حب العرب للخيل وتأكيداً على أهمية هذا الحيوان النبيل في حياتهم.
وقد حملت الأمثال المتعلقة بالخيل بين ثناياها كثيرا من المعاني السامية، والأهداف النبيلة، صاحبتها بلاغة في الطرح، وحلاوة في المنطق. وقد اختلف المفسرون في تفسير المعاني وعناية العرب بالخيل جعلتها مضرب أمثالهم العربية، فوردت بشأنها أمثال ووردت في الخيل أمثال عربية كثيرة.. مما يدل على اهتمام العرب بالخيل حتى صارت مضرب المثل لديهم .
حيث ذكرت كلمات النبي صلي الله عليه وسلم التي لم يُسْبُقْ إليها، قوله وقال العرب
“الخيل أعلم بفرسانها” : يعني أنها قد اخْتَبَرَتْ ركابها فهي تعرف الكفل من غيره.
ومعنى المثل اسْتَغْنِ بمن يعرف الأمر.
“الخيل ميامين”: أي مباركات ..من اليمن والبركة.
كما يضرب مثلاً في العلم بالأمر ومعرفته.
ومن كلمات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أيضا: “ياخيل الله إركبي” تلك الكلمات تعني أن هذه الخيول وفارسيها قد خُصصوا لله ورُسِلوا في سبيله، وهم يعبرون عن القوة والتفاني في العمل.
“أبصر من فرس” :هذا المثل يشير إلى حدة البصر ، فهو يعكس مدى قوة رؤيته واستيعابه للأمور.
“إتبع الحصان لجامه” : يضرب مثلاً للرجل الذي بدأ أمراً ولم يكمله ، وكأنه يتبع الحصان لكنه لا يمسك بلجامه.
“أتعب من رائض مهر:” : لما يبذله من جهد في الترويض ويعكس المجهود الذي يُبذل في الترويض وتأديب الحصان، فهو يتطلب صبرًا وعناءً كبيرًا.
“أسرع من فريق الخيل”: كناية عن السرعة والإنجاز.
“أسمع من فرس بيهماء” : (تصغير أبهم .. وهو حلكة اللون .. في غلس ظلام حالك) وهذا المثل يُستخدم ليعبر عن حدة السمع، حيث يُقال عن الشخص الذي يمتلك سمعًا حادًا ويستطيع سماع الأصوات في الظلام الدامس.
“أشد من فرس” : يضرب مثلاً ليعكس الصبر والقوة، فالفرس يعتبر رمزًا للقوة والصبر، ومن يكون أشد منه فإنه يتحلى بصفات القوة والصبر بشكل استثنائي.
أحقّ الخيل بالركض المعار:معنى (المعار) في هذا المثل، إلا أن الاغلبين يرون أن هذه الكلمة تعني المسمن، ومنها المستعير وهو السمين من الخيل. يقال: أعرت الفرس؛ أي أسمنته وهذا المثل شطر من بيت كلماته:
أعيروا خيلكم ثم اركضوها … أحق الخيل بالركض المعار
ومنهم من قال: المعار المنتوف الذنب، وقال قوم: المعار المضمر المقدح. وقال ابن الأعرابي: هو من العارية، وذكره غيره أيضا؛ وقال: لأن المعار يهان بالابتذال ولا يشفق عليه شفقة صاحبه. وقد قيل إن المعار من العارية، بمعنى جعله مستعارا متداولا بين الأيدي؛ ليس بصحيح.
“أكَرَمُ الخيل أجزعها من السوط” : أي الفرس الكريمة تحرص ألا ينالها الضرب لأن فيه مذله.. فهي لذلك لا تحوج فارسها لاستعمال سوطه لأنها تنجز ما يراد منها من دون أن تدفع إليه.
ويضرب المثل للشخص كريم الخلق الحريص على ألا يهان أو يقرع .