الاحد 08 سبتمبر 2024م - 4 ربيع الأول 1446 هـ

الخيل تميز أصوات أصحابها وتلبي النداء

29 مايو,2024

هل تستجيب الخيل لنداء صاحبها وتتجاهل الآخرين، حتى لو كانوا أقرب مثل الطبيب البيطري أو أي غريب آخر؟ هل تركض نحوك بمجرد فتح باب المزرعة وأنت تقف وسط أصدقائك وعائلتك؟ في بعض الأحيان، قد يبدو هذا السلوك كأنه صدفة، لكن هل يمكن أن يكون لدى الخيل القدرة على تمييز صاحبها الحقيقي؟

الأهم من ذلك، هل تستطيع الخيل التفريق بين صاحبها وأي شخص آخر قد يرعاها ويقدم لها العلف أو يجهزها للركوب؟ لكن ماذا يحدث إذا كنت مريضًا في يوم ما وأرسلت صديقًا ليعتني بالخيل؟ إذا كان صديقك يفعل كل ما تفعله عادة، هل ستدرك الخيل أنه صديقك وليس أنت؟

الخيل تستطيع التعرف على أصحابها من خلال أصواتهم، حيث تقوم بتكوين صورة ذهنية عن الأشخاص المألوفين لديها. في تجربة قام بها الباحثون، عندما تم تشغيل صوت شخص مألوف من مكبر صوت مخفي، توجهت الخيل بنظرها نحو هذا الشخص بشكل أكبر من غيره.

الحيوانات تتعرف على بعضها بهذه الطريقة الحسية، وأظهرت النتائج الحديثة أن الخيل يمكنها التعرف على البشر بنفس الأسلوب. من المعروف أنه عندما يسمع الإنسان صوتًا مألوفًا، يكون صورة ذهنية للمتكلم بمطابقة الإشارات المرئية والسمعية. هذه الطريقة، المعروفة باسم “الإدراك عبر الوسائط الحسية”، تتضمن تفاعلات بين حاستين مختلفتين أو أكثر، وكانت تُعتبر سابقًا سمة خاصة بالبشر فقط.

وتشير نتائج الدراسة أيضا إلى أن الجانب الأيسر من المخ هو الذي يتحكم في هذه المهارة لأن الخيل أفضل بكثير في أداء المهام عندما يكون الشخص واقفا على يمينها.

الخيل تميز أصوات أصحابها وتعرفهم ولا تأنس بغيرهم، وبعض الخيل لا تسمح لغير فارسها بركوبها. إذا حاول شخص غريب دخول الاسطبل، فقد يتعرض لرفسة من الخيل لأنها تنفر من الغرباء.

يعتقد الجميع أن الخيل يمكنها التواصل معنا بلغة غير مسموعة، وهناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الخيل تتعرف على أصحابها المقربين بنفس الطريقة التي تتعرف بها على الخيل الأخرى في القطيع.

عندما نسمع صوتًا مألوفًا، نشكل صورة ذهنية للمتحدث ونطابق الصورة البصرية مع الإشارات السمعية للتعرف على الأشخاص. الخيل تتبع نفس النظرية! في دراسة ، وقف شخصان على جانبي الخيل، أحدهما مألوف والآخر غريب، ثم تم تشغيل تسجيل صوتي لصوت الشخص المألوف أو الغريب.

تبينت النتائج التي توصلا إليها أن الخيل غالباً ما كانت تتجه نحو الشخص المألوف عندما سمعت صوت هذا الشخص، يشير هذا إلى أن الخيل تتعرف على الصوت وتعرف الإنسان الذي ينتمي إليها.

عندما تسمع الخيل بصوت غير مألوف، لا يبدو عليها القيام بأي نوع من علامات التواصل تجاه أي من الأشخاص الذين يقفون بالقرب منها.

قام الباحثون أيضًا بهذه التجربة مع شخصين عرفهما الخيل بالفعل، كان الاختبار هو معرفة ما إذا كان يمكن للخيل التمييز بين صوتين مألوفين ومطابقة كل صوت مع وجه مألوف، اجتازت معظم الخيل الاختبار، مشيرة إلى أن الخيل تستخدم ذاكرة متعددة الوسائط (ذاكرة تنطوي على أكثر من إحساس) لتحديد هوية البشر.

هناك نظرية أخرى تشير إلى أن الخيل لا تتعرف على البشر كأفراد بقدر ما تدرك الأفعال المتكررة من الإنسان. على سبيل المثال، إذا كنت تأتي إلى الحظيرة كل صباح لإزالة القش، فإن الخيل تتوقع وصولك بناءً على هذا الروتين. نفس الشيء ينطبق على ركوب الخيل وممارستها، حيث تتعرف الخيل على أصحابها من خلال التفاعلات اليومية المتكررة، مما يعزز معرفتها بهم في ذهنها.

تثير قدرات الخيل على التمييز والتفاعل مع البشر تساؤلات مثيرة حول طبيعة العلاقة بين الإنسان والحيوان، وتسلط الضوء على القدرة المذهلة للحيوانات على فهمنا والتفاعل معنا بطرق لا تخطر على بال الكثيرين. إن فهم هذه العلاقة المعقدة بين الخيل وأصحابها يمكن أن يلقي الضوء على طبيعة الاتصال الحيواني ويساهم في تعزيز العلاقات بين الإنسان وعالم الحيوان.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...