تؤكد الدراسات الحديثة أن الحصان العربي هو وليد الصحراء ونتاجها الطبيعي وقد خضع في الصحراء لعملية انتقاء طبيعية صارمة فلم يصمد أمام قسوة الطبيعة إلا الأجود والأقوى والأصلح من الخيول حتى إن بعض الخبراء بالخيل يرى أن كل سلالة كريمة من الخيل لا تضمن لنفسها البقاء دون اختلاطها بالسلالة العربية الأصيلة وللاعتراف بالحصان على أنه عربي أصيل فلا بد أن يكون منحدراً مباشرة من الصحراء العربية حيث يحرص العرب على أنساب الخيل فيعرفون كل فرس ومشجرات آبائها فهم لا يقفون عند الآباء فحسب بل يحرصون على حفظ نسب الخيل من الأمهات لأنها تحمل الصفات النقية الأصيلة ومن اهتمام العرب بالخيل أنهم كرسوا لها بعض مؤلفاتهم مثل أنساب الخيل ) لابن الكلبي و (أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها) للغندجاني و ( كتاب الخيل ) للأصمعي وغيرها .
وقد اشتهرت كثير من الخيول بنسبتها إلى الجد الأكبر وبقيت أنسابها متوارثة في مكان نشأتها في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير فهذه المناطق كانت ومازالت من أخصب المناطق قوة وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد الأصيلة وقد أكدت الكشوف الأثرية أن الحصان العربي أصيل في شبه جزيرة العرب ولم يفد إليها من خارجها .
لا تزال أرض المملكة العربية السعودية تكشف للعالم أدلة أثرية جديدة تؤكد أن مسيرة الحضارة الإنسانية لا تكتمل قراءتها إلا بالاطلاع على ما تختزنه أرض المملكة من شواهد أثرية مهمة .
ولا شك أن الكشف عن حضارة المقر يمثل نقلة نوعية في معرفتنا بمسيرة الحضارة الإنسانية، وشاهد واضح على المساهمة الفاعلة لإنسان الجزيرة العربية في النهضة الثقافية التي شهدتها الإنسانية إبان فترة العصر الحجري الحديث.
ويعد وجود تماثيل كبيرة الحجم للخيل في مقترنة بمواد أثرية من العصر الحجري الحديث يرجع تاريخها إلى ٩٠٠٠ سنة قبل الوقت الحاضر اكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي.
يقارب طول أحد تماثيل الخيل التي وجدت بالموقع ١٠٠سم ، وهو يمثل الرقبة والصدر. ولم يعثر من قبل على تماثيل حيوانات بهذا الحجم في أي موقع آخر في العالم من هذه الفترة نفسها، وما عثر في تركيا والأردن وسوريا لا يعدو أن يكون تماثيل صغيرة الحجم ومن فترة متأخرة عن هذا التاريخ ، وليست للخيل .
يحمل تمثال الخيل الكبير الذي وجد بالموقع ملامح الخيل العربية الأصيلة ويبدو ذلك واضحاً في طول الرقبة وشكل الرأس . يوجد على راس تمثال الخيل السابق الذكر شكل واضح للجام يلتف على رأس الخيل ، مما يشكل دليلاً قاطعاً على استئناس الخيل من قبل سكان هذا الموقع في تلك الفترة المبكرة .
صنعت هذا التماثيل من نوع الصخر المتوفر بالموقع . والذي يُرى في أماكن عدة بالمكان في الوقت الحاضر، ويبدو أن هذه التماثيل كانت مثبتة في بناء يتوسط الموقع على الضفة الجنوبية للنهر قبل مصبة في الشلال، وربما كان لهذا البناء دور رئيس في الحياة الاجتماعية لسكان الموقع.
الخيل العربية الأصيلة من أقدم السلالات, فهي عربية, أصلاً ونسباُ وموطناً, قال أحد الصحابة – رضي الله عنه – عن كيفية خلق الخيل وهو وهب بن منبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لما أراد الله أن يخلق الخيل ، قال لريح الجنوب اني خالق منك خلقاً ، فجعله عزاً لأوليائي ، ومذله على أعدائي ، وجمالاً لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق فقبض منها قبضه ، فخلق فرساً ، فقال له خلقتك عربياً وجعلت الخير معقود بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك….إلى آخر الحديث) ولهذا وذالك ، فقد حظيت باهتمام الكتاب والأدباء والشعراء والمؤرخين والنسابة فأفردوا لها كتباً اهتمت بخلقها وصفاتها و أمراضها وأدواتها وأسمائها وأنسابها وأنواعها وفرسانها
الخيل العربية من أجمل الخيل في العالم قاطبة لجمالها ورشاقتها وألوانها الساحرة حيث تمتاز الخيل العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، فرأسها الصغير نسبيا والمتناسق مع الرقبة يدل على الرشاقة والأصالة، ومما يزيدها جمالا تقعر قصبة الأنف قليلا وجبهة عريضة تباعد بين العينين السوداوين البراقتين المستديرتين، ويعتلي رأسها أذنين قصيرتين متجانستين نهايتهما حادة وتتحركان بسرعة وتجانس غريب، ولها رقبة طويلة متناسقة مع بقية أجزاء الجسم تملأها العضلات،أما ظهرها فهو قصير مكتنز العضلات، والذيل مرتفع بشكل واضح، ناهيك عن سرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله و إخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظراً لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيل العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالا منقطع النظير وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب
المصادر :
· كتاب الفحول السعودية .
· كتاب Peter Upton ( The Arab Horse ) .
· مخطوطات عباس باشا .
· سجل الأنساب السعودي للخيل العربية الأصيلة لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب.
· كتاب :peter Upton ( out of the desert ) .
· كتاب The purebred Arabian horse in polend