يعتبر عرب الطحاوية من أكبر بطون قبيلة الهنادي من بني سليم، والتي نزحت إلى مصر والمغرب العربي مع حركة الفتوحات الإسلامية، ويعيش معظم أفراد عرب الطحاوية في تجمعات كبيرة في محافظة الشرقية تسمى بأسماء أجدادهم ويتميزون بحبهم للخيل الأصيلة واهتمامهم بتربيتها وبأنسابها .
وقد كتبت السيدة “أليس ستريف” بحثًا عن خيول الطحاوية بعنوان: “بدو الطحاوية مربو خيول منذ عدة قرون”.
جاء في بعض فقراته:
أمضى أفراد قبيلة الطحاوية مائتي عام من حياتهم البدوية، ولا يزالون يدعون البداوة على الرغم من تغير الظروف. كان موطنهم القديم في الحجاز من المملكة العربية السعودية، ومنذ ثلاثمائة عام مضت بدأوا في البحث عن مراع جديدة؛ فارتحلوا إلى ليبيا، وأخيرًا إلى تونس ومن ثم استقر بهم المقام في مصر،وباعتبارهم من البدو فهم لا يتقنون فن الدعاية الإعلامية لخيولهم، ولكنهم حافظوا على نمط الحياة البدوية.
يبيع الطحاويون خيولهم بأسعار متواضعة إلى حد ما مقارنة بالمصريين الآخرين الذين ارتفعت أسعار خيولهم جدًّا منذ تعرف عليهم المشترون الأمريكان. ومعظم خيول الطحاوية يعود أصلها إلى خيول الجزيرة العربية، وفي الغالب من سلالات الخيول التي اصطحبوها معهم من نجد.
الطحاوية يبيعون ويشترون الخيول فيما بينهم فقط؛ لأنهم يثقون بأنفسهم وبسلالات خيولهم. فصاحب الفرس يتواجد دائمًا عند ولادتها، ولا يثق بأي أحد في هذه الحالة، أما بالنسبة للأوروبيين فلا يهمهم في الخيل إلا الجمال.
الحصان عند الطحاوية وإن كان جميلاً لا يستخدم كحصان شبوة إذا لم يكن من سلالة أصيلة. والطحاوية لا يحتفظون بشهادات نسب لخيولهم؛ لأن كل واحد منهم يحفظ نسب فرسه ويسرده بدقة وعن ظهر قلب، كما أنهم لا يفسدون خيولهم بالدلال فهي تربط كبقية الحيوانات، وتلد الأفراس بينهم عادة عندما تبلغ السن الرابعة أو الخامسة، فتدلل الأمهار منذ اليوم الأول لولادتها، ويتقربون منها بقطع الحلوى والسكر لكي تألف الناس، ويبدأ المهر في الشهر الرابع أو الخامس، وعندما تحمل الفرس الأم لمرة ثانية يربط المهر بحبل طويل طوله أربع أو خمس ياردات عن طريق طوق لطيف يثبت في رقبته، ففي الأيام الأولى لربطه يكون معه بشر لتهدئته وتسليته، حيث يلمس بشكل متكرر، ويداعب، وبعد بضعة أسابيع يربط من قوائمه. وقبل قيادته إلى الماء تعالج قوائمه الخلفية والأمامية، أما في الشهر السابع عشر فيشد عليه السرج؛ ليقوم أولاد القبيلة الصغار بامتطائه.
.