مناسبة تحظى باهتمام خاص من جانب المولعين بالخيول العربية في مصر، يعرفها من شغفه صوت الصهيل، ويستعد لها أصحاب المزارع الخاصة، الطامحين في ضم سلالات جديدة إلى خيولهم، يتحملون في سبيل ذلك المكوث 7 ساعات لمشاهدة عروض لمجموعة من أجمل وأجود الأحصنة في مصر، للفوز بأحدها، بعد خوض غمار معركة العطاء، الذي تنظمه محطة الزهراء، إحدى كُبرى مزارع تربية الخيول العربية الأصيلة بالشرق الأوسط، والتابعة لوزارة الزراعة.
استقبلت المحطة، العشرات من عُشاق الخيل، وأصحاب المزارع الخاصة، لحضور المزاد الذي تقيمه مرتين سنويًا، لبيع فائض إنتاجها من الخيول العربية، والبالغ عددها داخل المزرعة 400 حصان، مابين ذكور وإناث.
37 حصانًا تراوحت أعمارهم بين عام ونصف وحتى عشرين عامًا، اختارتهم لجان مُختصة من وزارة الزراعة والمالية لطرحهم للبيع، وفق معايير معينة، لبدء المزايدة عليها.
صباح يوم المزاد، تم عزل الخيول المعروضة للبيع، بعد خضوعها للفحوصات الطبية اللازمة؛ للتأكد من سلامتها قبل عرضها أمام الجمهور، ويرافقها عدد من السُيّاس، والذين كان من بينهم “محمد حمدان”، صاحب الـ45 عامًا.
الذي أوضح أن جميع المتقدمين للمزاد يعاينون الخيول المطروحة للبيع مُسبقًا، ويحددون اختياراتهم، وذلك بعد دفع تأمين العطاء، الذي يبلغ عشرة آلاف جنيه للمزايدة على شراء الحصان الواحد.
كما ذكر حمدان أن سعر الأنثى يرتفع عن سعر الذكر بمراحل، لعدة عوامل منها: الجمال، والرشاقة، واستخدامها في إنتاج المهور، خاصة إذا كانت مشهورة بجودة إنتاجها، وهو ما تحدده سلالة كل “فرسة”.
بدأ المزاد في تمام الساعة العاشرة صباحًا، وأداره مسؤول العطاءات بوزارة المالية، ومن ورائه جلست لجنة البيع المُكلفة بتحصيل تأمينات الاشتراك،
أول حصان تم بيعه بمبلغ 14.500جنيهًا، يُدعى “رشدي”، وهو أقل سعر سجّله المزاد، الذي ما لبث وأن شهد تنافسًا شديدًا بين الحاضرين، فارتفعت الأسعار تدريجيًا، وبِيعت الفرسة “هداية” بملبغ 117.000 جنيهًا، بينما كانت نظيرتها الفرسة “تنسيم” أكثر حظًا بحصدها مبلغ 550.000 جنيهًا، ووصل المزاد إلى ذروته مع بيع آخر “مُهرة”، وأكثرهم جمالًا، وتُدعى “أجفان”، التي بيعت بملغ 999.000 جنيهًا، والتي أكدت الكلمات التي استقبلنا بها عم محمد في إشارته إلى تفوق الإناث على الذكور بمراحل في هذا المجال.
وأوضحت إدوار، أن السبب في ذلك يرجع إلى الدفع بسلالات نادرة لم يتم طرحها للمزايدة منذ عشر سنوات تقريبًا، مثل “العبيان”، بالإضافة إلى طرح خمسة إناث “عشار” في المزاد، وهو ما رفع سعرهن.
وأشارت مسؤولة التغذية إلى أن جودة إنتاج محطة الزهراء، وملاءمة أسعار خيولها، من العوامل التي تستقطب أصحاب المزارع الخاصة، وعشاق الخيل إليها، مما يجعلهم حريصين على حضور المزادين اللذين تقيمهما المحطة سنويًا، في شهري أبريل وأكتوبر.
صلاح عودة”، 25 عامًا، موظف بالمخازن، قال إن حركة البيع في مزادات محطة الزهراء تأثرت كثيرًا منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، بسبب توقف الاستيراد والتصدير، مُعللًا ذلك بأن معظم زبائن مزادات “الزهراء” من تجار الخيول وأصحاب المزارع الخاصة الذين يعمدون إلى شراء المُهور والعناية بها ثم بيعها بالدولار، أو بضعف ثمنها خارج مصر، فهى تجارة مربحة لمن يمتلك الخبرة الكافية بها، معتبرًا هذا المزاد بداية لعودة “زمن المجد” لخيول المحطة، التي كانت تتخطى حاجز المليون جنيه.
وأضاف عودة، أن المحطة لا تستقبل إلا الخيول العربية، ولا تسمح باختلاطها بأخرى إنجليزية أو “بلدي”، للحفاظ عليها من الأمراض المُعدية، وكذلك لا تبيع في العطاءات إلا “المهور”، وبعض الأفراس الزائدة عن الحاجة، مؤكدًا أن الخيول الكبيرة يتم استخدامها في “التزاوج”، فهي الثروة الحقيقية للمزرعة.
واختتم عودة كلامه بدعوة عشاق الخيل في مصر إلى حضور المهرجان السنوي للجمال الذي تنظمه المزرعة في شهر نوفمبر، بمشاركة خيول عربية من دول أخرى.