افتتحت السيدة امنية جمجوم المعرض الشخصي الاول للفنانة عفاف الجديبي والذي اختارت له الفنانة المولعة بالخيول عنوان الصافنات ، يقام المعرض في المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة ويستمر لمدة عشرة أيام ، ويضم مجموعة من الأعـمال المدهشة والتي تنوعت ما بين رسم وتصوير فوتوغرافي .
استطاعت الفنانة من خلال لوحاتها أن أن تبرز عشقها للخيل وأن تعكس الكثير من جمالياته الداخلية والخارجية من خلال الضوء واللون ورؤيتها المتميزة لهذا المخلوق الذي وصفته بأنه الأجمل على الإطلاق .
زوار المعرض شعروا بأنهم على احدى منصات عروض جمال الخيل العربية وهذا يؤكد على أن الفنانة عفاف برعت في توصيل إحساسها بالخيل لهم، وفي حوار معها أوضحت الفنانة بان جذور علاقتها بالخيل سواءا على المستوى الشخصي أو المستوى الفني تمتد حتى تبدأ من مرحلة عمرية مبكرة في حياتها ، حيث كانت تستمتع برسم الخيل على طريقتها في كل كراساتها حتى أن أول لوحة زيتية أنهتها كانت عن الخيل وكان عمرها في ذلك الوقت 16 عام ، ومما زاد من قوة علاقتها بالخيل انها كانت تحرص على زيارة اسطبل للخيل العربية في مكة المكرمة و بشكل مستمر .
الفنانة عفاف كانت ومازالت تنظر إلى الحصان العربي كأيقونة للشموخ والعنفوان ومعنى جامع لغالبية مصطلحات الجمال ، فهي تراه كالإناث الجميلات حد الفتنة ، شعره ، مشيته ، تمايله أصالته وأناقته ، وأكدت بأن مجرد تأمل فرس عربية أصيلة جميلة لبعض الوقت يمنح طاقة لايمكن وصفها ويصفي الذهن مما علق به من القبح . خاصة وأن عين الفنان تختلف عن عين الشخص العادي فالفنان إنسان حساس ولماح يلتقط أدق الجماليات مهما كانت متخفية ويلاحظ التأثيرات والأشياء الصغيرة كانعكاس الضوء وعناصر الطبيعة على أجزاء من وجه الخيل مثلا ويحاول وصفها وإبرازها باستخدام اللون والظلال بطريقة تزيد على جمالها جمالا ، وعن سبب تركيزها على الخيل ، قالت بأن الأسباب كثيرة ولكن أهمها جموحه وعنفوانه والشموخ الذي لا حد له ولأنه بمثابة موطن حقيقي للجمال عدا انه أحد أهم رموز الأصالة والتراث وميراث الأجداد.
وعن صعوبة رسم تفاصيل الخيل الدقيقة خاصة وأن الخطأ مع هذا المخلوق لايمكن التغاضي عنه ،أضافت بأن الحب والعزيمة إذا اجتمعا في قلب فنان فلاشيء يصعب على مخيلته وريشته وأدواته ، وانا أحب الخيل وحبي لها زادت من عزيمتي .
رغم أن كل خيل عربية تفتنها إلا أن الفنانة عفاف تمنت أن يكون لديها خيل عربية أصيلة نجدية المنشأ لأنها في نظرها الأجمل.
أثناء رسمها للخيل تغمر الفنانة عفاف سعادة بالغة لأنها تحاول أن تختصر مفهومي الأصالة والجمال في مساحة صغيرة تخرج فيها جزء من محبتها وطاقاتها فينتابها شعور بأنها تضع مفتاح بوابة سرية في جيبها لا يستطيع احد دخولها إلا عشاق الخيل الحقيقيين ، وعن طقوس رسم الخيل تقول بأن جموح الخيل وعنفوانه كافيان لتحفيزها ، كل ما تحتاجه لكي ترسم هو الهدوء التام .
الفنانة عفاف الجديبي أرادت أن تكون رفيقة دائمة للخيل واستطاعت أن تحقق ذلك من خلال فنها وخيالها الخصب كمزرعة شاسعة بها أجمل الخيول العربية الأصيلة .
المعرض مستمر حتى الـ 16 من مايو الجاري.
* جانب من المعرض