الفنان ناصر الضبيحي ، سعودي من منطقة حائل ،مواليد عام 1388 هـ 1968 م ، حاصل على دبلوم فنون عام 88 م ،حصلت لوحته – التي استلهم تفاصيلها من قصيدة للشاعر أبو تمام – على المركز الأول في مسابقة “لوحة وقصيدة” في سوق عكاظ بالطائف في نسخته الأخيرة ، هذا بخلاف رصيده من الجوائز العالمية والشهرة والمحبة والتقدير.
اختار لنفسه منطقة بعيدة وتميز فيها ، بعد دراسة طويلة لتشريح الخيل والتعرف على أدق تفاصيل بنيتها الجسدية تخصص في رسمها ، وصلت أعماله لمعارض ومهرجانات عربية ودولية بمتوسط 32 معرض في العام الواحد ، في عدد كبير منها كانت لوحاته تباع قبل وصولها للمعارض .
الضبيحي صاحب ذوق خاص ،يطل على المشهد من نافذة في الماضي ، علاقته باللون والخيل مبنية على أساسات متينة بدأت منذ الطفولة، مسيرته طويلة كان نتاجها لوحات متميزة سمتها التشخيص والعمق في الاحساس بالإضافة إلى وجود الإنسان وعلامات الاستفهام في عدد كبير من أعماله.
لوحاته عن الخيل تنوعت ما بين توثيقية وغامضة تشبه أحلامًا تحتاج إلى تفسير وكلاسيكية وتجريدية وأخرى صامتة تحتاج من يستنطقها معتمدا على ولعه بالخيل وصفاتها من نبل وعزة وألق وجموح ، أعماله حكايات ألوانها وكلماتها غريبة يتسابق لاقتنائها عشاق الخيل في الخليج والدول العربية وفي كثير من دول أوروبا و امريكا.
فن الضبيحي يشبه كتاب تستمتع به كلما قرأته لأن صفحاته مكتوبة بحب ولأن الخيل هي البطلة الرئيسية فيه.
الضبيحي لايملك اسطبلا ولا حتى حصانًا واحدا ولكن الولع بالخيل يمكن أن يفعل أكثر من ذلك .
“الحصان العربي” مخلوق خرافي افتتن به الفنان ناصر الضبيحي فجعل منه صديقا مقربا يشاركه حياته ولوحاته وماضيه ومستقبله.
يقول التشكيلي أحمد حسين المشرف العام على صالة داما آرت بجدة : “الخيل هي “الشغل الشاغل لتفكير ناصر الضبيحي والمتتبع لمسيرته الفنية لأكثر من (25) عاما يشاهد القدرة الفائقة التي وصل لها هذا الفنان في التعامل مع حركة الخيل، فقد سكنت الخيل بتفاصيله الدقيقة، فأصبح هناك “صداقة” حميمة بين الخيل وناصر طاوعته لتجسيد نظرات الخيل وجموحه وقوته ووفائه وكأنك تشاهد “خيل الضبيحي” يعدو داخل اللوحة ويحمحم ويصهل ويجمح.
ي