لا تقتصر التغذية المثالية المتبعة بنظام صحي للخيل على مجرد إمداد جسمه بالقوة لنشاطه وحركته، ولا إمداده بالبروتين الضروري لمجرد بناء خلاياه وأنسجته،, بل هي بجانب ذلك, تهدف إلى وقاية الجسم وأعضائه المختلفة من الكثير من الأمراض.
ولن يتم تحقيق ذلك, إلا من خلال العمل على إمداده بجميع ما يحتاجه من العناصر المغذية والتي تتمثل ايضاً بالمعادن اللازمة لتقوية دمه وعظامه وللحفاظ على بنية الجسم، وتوازن السوائل في الخلايا، وانقباض العضلات، بالإضافة للفيتامينات التي تسمى بالواقية، حيث لكل منهم دوره الخاص في تحسين صحة خيولنا وسلامتها.
تحتاز المعادن على درجة أكبر من إهتمامنا، نظراً لأنها أساس لسلامة الهيكل العظمي للخيل، ومن أمثلته عنصري الكالسيوم والفوسفور !؟، خلال هذه المقالة سنتمكن من معرفة مدى أهمية توافر الفوسفور في النظام الغذائي للخيل، وإن هناك كمية محددة يجب الإكتراث لها لضمان صحة عظامه وقوتها التي تعتبر أساس لخيول السباق خاصةً.
الكثير من أصحاب الخيول وعشاقها يدركون حجم حاجة خيولهم لكمية الفوسفور للحفاظ على سلامة الهيكل العظمي، حيث لا يعتبر الفوسفور في العظام دعماً أساسياً وحسب، إذ أيضا يعد بمثابة احتياطي للفوسفور لوظائف الجسم الأخرى، بالإضافة لكونه مهم لأغشية الخلايا والتفاعلات التي تتطلب طاقة الخلية، ويساعد بشكل كبير في تشكل الدعامة الأساسية للحمض النووي وكما يساهم في توازن درجة الحموضة والكهارل (موصلات الكهرباء) في سوائل الجسم، وبإختصار تام، يعد الفوسفور من المغذيات الأساسية التي لا يمكن للحيوانات أن تتخلى عنها في نظامها الغذائي.
من المهم أن تنمو عظام خيولنا بشكل جيد ومناسباً بشكلٍ خاص، وذلك لمواجهة الضغط والإجهاد الذي ستواجهه حتماً خلال التدريب والسباقات، فمن الطبيعي أن تقع كل تلك الأمور على كاهل الهيكل العظمي وخاصةً عندما تدخل الخيول حلبة السباق، وتلعب العديد من العوامل دوراً بارزاً في الحصول على عظام قوية (كالجينات مثلاً)، لكن هناك عاملين رئيسيين يمكننا التأثير فيهما بشكل كبير هما: التغذية والتدريب، حيث لا يمكن أن تنمو عظام صحية قوية بدون نظام تدريب مناسب وبذات الوقت توفير تغذية جيدة لتفادي أي مشكلة قد تحدث مستقبلاً، إذ تثير إصابات الهيكل العظمي القلق في عالم منافسات الخيول.
ولذلك نلاحظ بأن العديد من مدربي ومالكي الخيل والأطباء البيطريين يتطلعون لتحسين برامج التدريب وتحديد أي ثغرات محتملة في النظام الغذائي للخيول للمساعدة في تقليل الإصابات الهيكلية والوقاية منها.
يستمد الفوسفور الغذائي من العديد من مكونات العلف الشائعة، بما في ذلك الأعلاف والشوفان والذرة وفول الصويا، ويعتبر الفوسفور الموجود طبيعياً في الحبوب والأعلاف عضويا؛ إلا أن مصنعي الأعلاف يضيفون الفوسفور غير العضوي إلى الأغذية التجارية للخيول.
وغالبا ما تدرج مصادر الفوسفور غير العضوي على مسميات الأغذية بتسميات مثل فوسفور أحادي، ثنائي أو ثلاثي الصوديوم أو الفوسفات منزوعة الفلورايد، ويُستمد من عمليات تعدين ومعالجة الفوسفور الصخري حتى يصبح مستساغا للاستهلاك الحيواني.
وكما يتواجد الفوسفور بكميات جيدة في الحبوب النجيلية ومخلفاتها ولكنه لا يوجد بشكل متاح ويزداد في الإضافات البروتينية ذات المنشأ الحيواني.
يتم إضافة الفوسفور غير العضوي للنظام الغذائي للخيل وذلك لضمان حصة كافية من الفوسفور لصحته، حيث أثبتت بعض الأبحاث التي أجريت في السبعينيات إلى أن الخيل لا يمكن أن يمتص الفوسفور الناتج عن الحبوب ومشتقاتها بشكل فعّال مقارنة بغير العضوي.
ولكن نظراً لحجم ضرره على البيئة ركز الباحثون في جامعة كنتاكي في المملكة المتحدة على إيجاد توازن بين التغذية الكافية من الفوسفور من أجل صحة أفضل وإنتاج أكبر (النمو، الرضاعة، التكاثر والأداء ) مع الحرص على عدم الإفراط به، للحفاظ عليه مع تقليل الضرر البيئي الناجم عن عمليات الخيول.
إن النسبة المثالية بين الفوسفور والكالسيوم لمعظم الخيول تتراوح من 1+1/2:1 إلى 2:1، ولتلبية الاحتياجات الدقيقة والمتوازنة لهذه المعادن الأساسية، يُوصى بزيادة النسب اليومية للخيول الصغيرة والناشئة بمكمل غذائي مناسب.
ومن المثالي أن يكون هناك تطابق لتركيز الفسفور في مكونات النظام الغذائي مع متطلبات الخيول من الفسفور، حيث يختلف مقدار الاحتياج من خيل لآخر، فالخيول الناضجة غير الحاضنة لديها متطلبات فسفور منخفضة نسبيا بالمقارنة مع الأفراس المرضعة والخيول التي تكون في مرحلة النمو، ويمكن تلبية متطلبات الفوسفور للعديد من الخيول الناضجة غير الحاضنة بالعلف المناسب، إذ التركيز الإضافي في كثير من الأحيان ليس ضروريا.
وكخلاصة لكل ما سبق: يجب أن تحصل الخيول على تركيزات مناسبة من الفوسفور لضمان حصولها على كفايتها، من أجل صحتها وقوة هيكلها العظمي، لتكون بأفضل حال على الدوام.
للمزيد من الموضوعات الشيقة تابعونا
للمتابعة على الإنستجرام