هل تعلم أن لعاب الحصان يشكل حاجزًا طبيعيًا ضد حمض المعدة الذي يسبب قرحة المعدة؟ على عكس البشر، الخيل لا تنتج اللعاب إلا عند المضغ. لذا، ففترات طويلة دون تناول الطعام تزيد من حموضة المعدة، مما يجعل توفير نظام غذائي مناسب وفرص كثيرة للمضغ أمراً ضرورياً لصحة حصانك.
في إحدى الدراسات، تبين أن خطر الإصابة بالقرحة غير الغدية يزيد بنحو أربعة أضعاف في الخيل التي تُترك لأكثر من ست ساعات بدون علف، على الرغم من أن هذا الخطر قد يكون أعلى خلال النهار. الخيل التي يمكنها الوصول إلى العلف بحرية تقضي وقتاً أقل في الأكل ليلاً، مما يؤدي إلى انخفاض حموضة المعدة خلال الساعات الأولى من الصباح، سواء كان لديها إمكانية الوصول إلى العلف أم لا. ونظرًا لعدم ممارسة الرياضة أثناء الليل، يقل احتمال تناثر المعدة أيضاً. لذلك، من المهم التفكير في هذه العوامل عند تحديد كيفية تقسيم حصص العلف.
إطالة وقت الأكل
كلما زادت مدة تناول حصانك للطعام، زاد مضغه وبالتالي زاد إنتاج اللعاب. لزيادة وقت المضغ، يمكنك إطعامه التبن أو القش باستخدام شبكات تبن مزدوجة الطبقات ذات ثقوب صغيرة، مما يساعد على إطالة فترة الأكل. في إحدى الدراسات، وُجد أن استخدام شبكة تبن ذات ثقوب صغيرة زاد من وقت الأكل بمقدار خمس دقائق فقط لكل كيلو جرام من التبن، وهذا يعادل 30 دقيقة إذا تم إطعام 6 كجم من التبن (حوالي ثلاثة أقسام من بالة مستطيلة قياسية).
في المقابل، وجدت دراسة أخرى أن استخدام ثلاث شبكات تبن مزدوجة الطبقات يمكن أن يطيل وقت الأكل بساعتين إضافيتين في الليلة عند إطعام 6 كجم من التبن مقارنة باستخدام شبكة واحدة فقط. يمكنك أيضًا تقسيم العلف إلى حصص أصغر أو استخدام “مغذيات بطيئة”، حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن الخيل التي تتغذى على العلف ثلاث مرات في اليوم تكون أقل عرضة للإصابة بقرحة المعدة مقارنة بالخيل التي تتغذى مرتين فقط.
الرعي
عادةً ما يكون خطر الإصابة بقرحة المعدة أقل لدى الخيل التي ترعى في المراعي. لذا، إذا كان حصانك يعاني من زيادة الوزن أو عرضة لذلك ويحتاج إلى تقليل تناول العشب، يمكنك التفكير في استخدام طرق مثل الرعي الشريطي أو كمامة الرعي. هذه الوسائل قد تسمح لحصانك بقضاء وقت أطول في الحقل مع الحفاظ على وزن مناسب.
أمور أخرى يجب مراعاتها:
– إذا كان الحصان يتعرض للإجهاد في المراعي، فقد لا يكون الرعي مفيدًا له، لأن الحصان المجهد يتوقف عن الأكل، وإذا كانت معدته فارغة ويشعر بعدم الارتياح، قد يؤدي ذلك إلى رش الحمض داخل المعدة.
– يمكن استخدام كمامات الرعي طوال العام بشرط أن يكون طول العشب مناسبًا. إذا كان العشب طويلًا جدًا أو قصيرًا جدًا، قد يواجه الحصان أو المهر صعوبة في الرعي.
– قد تحتاج إلى تقييد وصول الخيل التي تعاني من التهاب الصفيحة إلى المراعي أو حتى منعها تمامًا في أوقات معينة من السنة، خاصة إذا كانت معرضة لخطر كبير.
نقع التبن
يساهم نقع التبن في تقليل محتوى الكربوهيدرات القابلة للذوبان في الماء، أي السكر، مما يقلل من كمية السعرات الحرارية. وغالباً ما يُثار تساؤل حول المدة المناسبة لنقع التبن، وتكون النصائح متباينة في هذا الشأن، إذ لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع.
وفقاً للأبحاث، يُعتبر نقع التبن لمدة تتراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات في الطقس الدافئ ومن ست إلى اثنتي عشرة ساعة في الطقس البارد مناسباً. ومع ذلك، يجب أن تعرف أن النقع يقلل من المادة الجافة في التبن، مما يعني أن كل قطعة من التبن ستحتوي على كمية أكبر من الماء وأقل من التبن بعد النقع. للتعويض عن ذلك، يمكن زيادة كمية التبن التي تنقعها بنسبة 20% لضمان عدم تقليل كمية العلف التي تقدمها بشكل كبير.
تغذية القش
على الرغم من أن تقديم القش كعلف وحيد قد يزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة لدى بعض الخيل، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن استبدال 50% من إجمالي العلف بالقش لم يرفع من هذا الخطر (وقد يكون استبدال 30% أكثر ملاءمة لبعض الخيل). تذكر أن القش الذي تقدمه للخيل يجب أن يكون بجودة صحية جيدة وأن يتم إدخاله في نظامها الغذائي تدريجيًا.
إضافة الألياف المقطعة إلى الوجبات
إضافة الألياف المقطعة إلى وجبات الخيل يزيد من مدة المضغ وبالتالي يزيد من إنتاج اللعاب، وهو أمر مفيد للخيل التي تتناول علفاً مقيداً. اختر أليافاً منخفضة السعرات الحرارية ويفضل أن تحتوي على البرسيم، حيث يُعتقد أن المحتوى العالي من البروتين والكالسيوم يساعد في تخفيف حموضة المعدة. على الرغم من أن هذه النصيحة مفيدة لجميع الخيل المعرضة لقرحة المعدة، إلا أنها تكون أكثر فائدة للخيل التي تتناول حصصًا محدودة من العلف.
إن الحفاظ على صحة خيلك يبدأ بالعناية الجيدة بتغذيته وبيئته. من خلال تشجيع خيلك على مضغ الطعام لفترات أطول، يمكنك تعزيز إنتاج اللعاب الطبيعي الذي يشكل حاجزًا قويًا ضد حموضة المعدة. لضمان وقاية فعّالة من قرحة المعدة، وللحفاظ على خيلك في أفضل حالاته الصحية والبدنية.
تابعونا على الإنستجرام
للمزيد من المقالات