أدى الإهتمام المتزايد بقطاع الفروسية وانتشاره الواسع بين عشاق الخيل و الشغوفين به لزيادة عدد الاستشارات مع أخصائي العلاج الطبيعي لحرصهم الشديد على صحة الخيل نظراً للاصابات المحتملة التي تنشأ عن الممارسة الرياضية.
ويعد العلاج اليدويّ أحد الأشكال الرئيسية للعلاج الطبيعي للخيول، كونه يوفِّر الكثير من المرونة واسترخاء العضلات بالإضافة للتسكين والعديد من الآثار الإيجابية التي تعود بالمنفعة على الأنسجة إلى جانب إعتباره أحد العلاجات الأكثر تأثيراً خلال المنافسة.
ولكن تباعاً للوعي المتزايد في الأونة الأخيرة، لوحظ وجود زيادة في البحث والمعرفة مع فهم أعمق وأفضل للأساس الفسيولوجي والتطبيقات العملية للعلاج الطبيعي المبنية على أسس تقليدية متطورة، كاستخدام طب الوخز بالإبر الذي ولّي إهتماماً خاصاً، إذ يعد إحدى أهم التطبيقات الرئيسية في ممارسة الفروسية ذات الصلة بتشخيص العرج وعلاجه.
ما هي تقنية العلاج الوخز بالإبر؟
تقنية العلاج بالوخز بالإبر هي بالمجمل تحفيز نقاط معينة في الجسم لتحقيق تأثير علاجي أو استتباب، ولا تعد التقنية حديثة كما يعتقد الكثيرون، حيث يشير الطبيب البيطري طارق أدهم بأنها: « تقنية قديمة جدًا، وقد استخدمت في علاج الحيوانات في عدد من الدول، ومنها الصين وبعض الدول الأوروبية».
وأضاف: «هناك أطباء بيطريون يعلمون بتطبيق هذه التقنية في العلاج على الخيول، وهي تعطي نتائج إيجابية سريعة، لكن لا بد من التنويه إلى أن استخدام هذه الإبر أثناء علاج الخيول يجب أن يكون من قبل طبيب بيطري مختص، ولديه معرفة في العلاج بالإبر الصينية حتى لا يصاب الخيل بمضاعفات نتيجة لاستخدام هذه التقنية بطرق خاطئة، لذلك لابد أن يتم تدريس استخدام هذه التقنية لاستخدامها في علاج أمراض الخيول».
آلية العلاج الوخز بالإبر:
يتضمن العلاج بالوخز بالإبر إدخال إبر رفيعة للغاية عبر الجلد عند نقاط إستراتيجية من جسم الخيل، وتفنيداً لمصطلح “نقاط الوخز بالإبر” فهي مناطق على الجلد لديها مقاومة كهربائية منخفضة أو زيادة توصيل كهربائي.
إذ تتوافق نقاط الوخز بالإبر مع أربعة بنيات عصبية معروفة:
الحالات التي يستخدم بها تقنية الوخز بالإبر:
تستخدم تقنية علاج الخيول بالإبر الصينية في عدة حالات، منها حالة إصابة الخيل بمغص، أو أمراض تنفسية، أو إصابات جلدية، أو مشاكل العقم في الأفراس، والألم الحاد والمزمن، ويسبق ذلك تشخيص دقيق لحالة الخيل، ولابد من تحديد النقاط الأساسية للعلاج، لكن يشيع استخدامها بصورة أكبر لعلاج الألم، وهو العلاج الذي يعد أحد المكونات الأساسية للطب الصيني التقليدي.
تقنية العلاج الوخز بالإبر ومدى فعاليتها لعلاج العرج عند الخيول.
أما بالنسبة لعلاج العرج عند الخيول، أكد الأطباء البيطريون أن الإبر الصينية تعالجها بشكل كبير، إذ تعد من العلاجات التقليدية كعلاج مشكلة العرقوب الأولية، حيث هناك تعادل ثانوي يحدث في أنماط نقاط التحفيز في الظهر أو الرقبة التي لا تزال دون حل، لذا يتم استخدام العلاج بالإبر بنجاح كبير لعلاج المشاكل الثانوية لمشكلة العرقوب الأولية، كذلك تستخدم في علاج أمراض الظهر لدى الحيوانات، مشيرين إلى أنه لابد من وجود تحفيز لاستخدام هذه التقنية؛ لأن هناك تخوفًا من قبل البعض يعود إلى عدم وجود معرفة سابقة وخبرة لدى المربين في إيجابيات هذه التقنية بالعلاج.
لكن تنخفض مخاطر الوخز بالإبر إذا أجراه ممارس لتقنيه الوخز بالإبر المختص والمعتمد باستخدام إبر معقمة، ومن أثارها الجانبية الشائعة الشعور بالألم والنزيف البسيط أو الإصابة بكدمات في مكان إدخال الإبر، وفي الوقت الحالي، أصبحت الإبر المخصصة للاستخدام لمرة واحدة من معايير الممارسة المثلى، ومن ثم تنخفض معدلات مخاطر الإصابة بالعدوى إلى الحد الأدنى.
وتوضيحاً لآلية الوخز بالإبر.
لابد من تثبيت الحصان أثناء الوخز، وألا يتجاوز الوخز بالإبر 10 نقاط في الجلسة الوحدة، أما بالنسبة لفترة ترك الإبر في جسد الخيل أثناء إجراء العلاج بالإبر الصينية، يجب أن تكون من 8 إلى 22 دقيقة، وقد يحتاج الخيل الواحد أكثر من جلسة حسب الحالة المرضية.
محفزات العلاج الوخز بالإبر
قد أكدت مصادر بيطرية عدة أن نقاط الوخز بالإبر لها عدد من المحفزات، من بينها التحفيز بالإبر الجافة، والوخز الإبري الكهربائي، والوخز الإبري المائي، والعلاج أو الإرقاء الإبري وغيرها، ولكل طريقة، منها مميزاتها ونقاط قوتها وضعفها.
بالنهاية:
وبالرغم من وجود تخوّف لدى الكثير من مربي الخيول من استخدام هذه التقنية، إلا أنها بدت ذات انتشار كبير باستخدامها لعلاج خيولهم بالإبر الصينية، حيث بدأ كثير من مدربي الخيول اللجوء إلى هذه التقنية في العلاج، مشددين على آثارها الإيجابية وسرعة شفاء الخيول المصابة والمعالجة بواسطتها، حيث هناك دول كثيرة تستخدم تقنية العلاج بالوخز، لكنها ما تزال محدودة جدا.
للمزيد من الموضوعات الشيقة تابعونا
للمتابعة على الإنستجرام