بدايع
Badayee
(بيضون x لهفة)
إنتاج محطة الزهراء – مصر
يقول أحمد :البداية كانت في عنبر المهرات ، في محطة الزهراء ، كنتُ أذهب إلى هناك بشكل دائم وأثناء تجوالي وقعت عيني على مهرة لها وجه جميل جعلني اقترب منها كالمسحور و أكرر سبحان الخلاق مرتين ، داعبتها طويلا حتى أخذنا( أنا وإياها ) الوقت ، سألت المسؤول عن العنبر عن اسمها وعمرها وقصتها وبلغته بشكل غير مباشر بأن صاحبة هذا الوجه مؤهلة للمشاركة في بطولات الجمال فأخبرني حينها بأن بدايع فرسًا عمرها 5 سنوات وليست مهرة ولكنها لاتنجب وتعد قصيرة نوعًا ما مقارنة بالأفراس في عمرها لذلك قمنا بوضعها في عنبر المهرات ، من مبدأ كونها كبيرتهم ، تقودهم وتحنو عليهم خاصة وأنها مسالمة بدرجة كبيرة ولا تؤذي أحدا .
لم يغير ماقاله المسؤول نظرتي لبدايع الجميلة من الداخل والخارج ، بل زاد انجذابي لها حتى أنني كنت في أغلب الصباحات أذهب لاتناول إفطاري معها وكان لذلك تأثير بالغ على باقي يومي ، الذي يبدأ بالجمال والحنو وينتهي بهدايا لا أعرف مصدرها، كنت استمتع كثيرا بالساعات التي اقضيها في مناولتها الطعام ومداعبتها واللعب معها ومجرد التطلع إلى وجهها .
عندما أجمع الأطباء أن بدايع غير قادرة على الإنجاب قرر مسؤولوا المحطة بيعها ،خاصة وأن الزهراء تعتبر مؤسسة حكومية إنتاجية ولا تشارك في البطولات ، فتبين لهم بأن وجود بدايع لا معنى له ، حينها اعترض بعض محبيها متعللين بأنها فرس جميلة بحق مما يجعلها ثروة وإضافة مهمة للمحطة ويجب عدم التفريط بها .
كبديل تقرر ارسالها إلى مدرسة لتعليم الفروسية ، ليستفاد منها في تعلم مهارات امتطاء الخيل ولكن بدايع كفرس حساسة شعرت بأنه غير مرغوب فيها وبأنها ستغادر بيتها عما قريب فاكتأبت لدرجة الانطواء حتى أن شعرها بدأ يتساقط وأصبحت ترفض أن يعتليها أحد، فقرروا مرة أخرى أن يبيعوها .
افتتحت المزايدة على بدايع بمبلغ 35 الف جنيه وهو مبلغ لايذكر ، أثناء عرضها على الحضور كانت برفقة مدربها الخاص السيد صالح الذي تركها وحفزها لتمشي مستعرضة خطواتها أمام الجمهور ولكنها لم تتحرك خطوة إلى أن ركض برفقتها مجبرا اياها على التحرك ، حينها بدأت المزايدة بمبلغ 60 ألف جنيه إلى أن وصلت إلى 100 الف جنيه وأخذ المبلغ بالارتفاع إلى أن استقر على 250 الف جنيه ، قبل أن يستلمها مالكها الجديد أدمعت عيني كل من عرفوا بدايع عن قرب ،ومن وقتها لم يرها أحد.
يقال أن من اشتراها يخبأها و يعاملها بشكل جيد وحينما سألوه عن السبب الذي جعله يقوم بدفع مبلغ كهذا في فرس غير منتجة أجاب بأن وجهها مريح وجميل للغاية ويكفيه أن يرى هذا الألق كل صباح .
وأنا ، لم يبقَ لي من بدايع الفرس التي كانت تقيم في عنبر المهرات إلا الذكريات وبعض الصور التي التقطتها لها .
أحمد نشأت
مصور خيل