تعتبر الأمهار الحديثة الولادة في أكثر فترات حياتها حساسية، حيث تواجه مجموعة من المشاكل الصحية التي قد تهدد حياتها في غضون ساعات قليلة من ولادتها. يتطلب هذا الوقت اهتماماً ورعاية متخصصة من قبل مربي الخيل والبيطريين لضمان سلامة الأمهار الجدد وتجنب المضاعفات الصحية التي قد تكون وخيمة.
أصبحت الأمراض الهامة التي ازدادت أهميتها مؤخرًا في المجتمعات الريفية، خاصة عند اكتظاظ الأمهار في الأسطبلات، هي الإشيريشيا القولونية المرضية. يمكن تقسيم هذا المرض إلى نوعين: النوع المعوي الذي يتسبب في درجات متفاوتة من الإسهال، والنوع الانتاني الذي يتميز بالإصابة الحادة والموت السريع. يُقدر أن حوالي 25% من حالات الإنتانات في الأمهار تُصاب بهذا المرض.
تُعزى عوامل مختلفة إلى حدوث هذا المرض، مثل تقليل مناعة المهر بسبب عدم تناول اللباء في الساعات الأولى بعد الولادة. يظهر المرض عادة في الأمهار في سن 2-28 يومًا، ويكون الأمهار الصغيرة أكثر عُرضةً للإصابة بالنوع الانتاني، بينما يمكن أن يظهر النوع المعوي، أي الإسهال، في الأمهار الكبيرة. ويمكن أن يتطور الإصابة بالخمج في بعض الحالات إلى التهاب المفاصل القيحي، والتهاب الخلب، وحالات الحبن القيحي.
يظهر المصابون بالتهاب القولون أعراضًا سريرية متنوعة، تشمل الحمى واحتقان الأغشية المخاطية مع ظهور اليرقان، الذي يمكن التفريق فيه بسهولة عن اليرقان الذي يحدث مع الأمراض الأخرى؛ حيث تصبح الأغشية المخاطية باهتة ومصفرة في الحالة الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، يتميز التهاب القولون بالإسهال الحاد ذو اللون الأبيض، مما يؤدي إلى فقدان سريع للسوائل ويزيد من خطر الانكاز الشديد. يمكن أن يستمر مسار المرض لعدة ساعات أو عدة أيام. أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن %1 من حالات الإجهاض و%5 من حالات الوفاة للمواليد الجدد تعزى إلى جرثومة الأشريشيا القولونية. يعتمد تشخيص المرض على عزل العامل المسبب وتحديد نمطه المصلي، مع إثبات أمراضية العترة المعزولة، ويمكن استخدام فحص الاستشعاع المناعي في التشخيص.
وللعلاج فإن البنسلين مؤثر وفعال جدًا حيث يعطى بجرعة 20000 وحدة دولية / كغم من وزن الجسم وتعاد يوميًا ولمدة ثلاثة أيام، ويفضل أن يستمر العلاج لمدة 10-7 أيام في حالة وجود العملية القيحية.
للسيطرة على المرض، من الضروري معالجة الأفراس المصابة والحد من تلوث المحيط الخارجي. يُفضل استخدام البنسلين الطويل المدى كوسيلة وقائية للأمهار المولودة حديثًا، بالإضافة إلى وجود لقاح يمكن استخدامه للأفراس والأمهار، ويتكون من بكتيريا مشتركة.
إنتانمية السالمونيلا الخيلية المجهدة لدي الأمهار:
مرض خاص يصيب الفصلية الخيلية، يتميز بإجهاض الأفراس وانتمانية الأمهار وآفات بخصيتي الذكور. يمكن عزل الجرثومة المسببة للمرض من الخيول المصابة، وقد يحدث المرض تجريبيًا. وفي بعض الأوبئة، يمكن عزل الجرثومة من الأمهار المجهضة وتعتبر مسببًا ثانويًا للإجهاض، حيث تعتبر الحمات المسبب الأساسي. في حالة عدم وجود الخمج الحموي، هناك عوامل أخرى تسهم في حدوث الإجهاض، ومن ثم الخمج.
هذا المرض يؤثر على الفصيلة الخيلية فقط، ويشمل الخيول والحمير. يحدث الإصابة بالمرض نتيجة تناول الحيوانات الأعلاف الملوثة بإفرازات الأفراس الحوامل للجرثومة أو التي أجهضت حديثاً. يمكن عزل الجرثومة من الحصان أثناء التزاوج مع فرس تحمل الجرثومة. تظهر للجرثومة القدرة على البقاء في الرحم وتسبب الإجهاض المتكرر في الفرس أو خمج الأمهار. تم توثيق المرض على نطاق واسع في عام 1900 وقد انخفضت حالياً نسبة حدوثه، ويُعتبر من الأمراض المعرضة للانتشار والتي تُسبب الإجهاض للأفراس أو الإصابة بالتهابات بالخيل.
تظهر الأمهار التي لا تجهض وتبقى حتى نهاية فترة الحمل علامات الانتانمية الحادة المميتة خلال الأيام الأولى من العمر. أما الأمهار التي تبقى حية بعد ّ ب الانتانمية فإنها ُتظهر أخيرًا حالة من التهاب المفاصل المتعدد وخلال 14-7 يوم.
للعلاج فإن المضادات الحيوية والسلفونامايد مؤثرة على الجرثومة ولكن استجابة الأمهار المصابة بالانتانمية المميتة تكون ضعيفة.
بالنظر إلى هذه التحديات الصحية التي تواجه الأمهار حديث الولادة، يظل الوعي والاهتمام الدائم بصحتها أمرًا حيويًا. إن تقديم الرعاية اللازمة والتدابير الوقائية المناسبة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تخفيف المخاطر وتعزيز فرص نموها وتطورها السليم في المستقبل.