مع دخول فصل الشتاء، يمر الحصان بتغيرات فسيولوجية مهمة، أبرزها تساقط الشعر الصيفي ونمو الشعر الشتوي السميك لحمايته من البرودة القاسية. هذه المرحلة الانتقالية تتطلب اهتمامًا خاصًا بالتغذية لضمان صحة الحصان وقوة جهازه المناعي، إذ أن عملية تبديل الشعر تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والعناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الفيتامينات، والمعادن.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفية تكييف النظام الغذائي للخيل خلال هذه الفترة لضمان نمو شعر صحي وكثيف، وتعزيز مناعته ضد الأمراض الشتوية، والحفاظ على وزنه ومستوى طاقته. سنناقش أهمية توفير مصادر غذائية غنية بالبروتين لدعم إنتاج الكيراتين، العنصر الأساسي في تكوين الشعر ودور الألياف في تنظيم حرارة الجسم والحفاظ على عملية الهضم في الطقس البارد.
تعد التغذية المتوازنة من العوامل الأساسية التي تساهم في تعزيز صحة الخيل وتحسين أداء الجهاز الهضمي لديها، وذلك بناءً على طبيعة تكوينها البيولوجي. نظرًا لصغر حجم معدتها، فإنها مصممة لاستهلاك وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم، مما يساعد على تعزيز الهضم وتقليل المشاكل المعوية.
من أهم العناصر الغذائية التي تحتاجها الخيل لضمان صحة أمعائها هي الألياف، حيث تلعب دورًا حيويًا في تحفيز حركة الجهاز الهضمي ودعم التوازن الميكروبي في الأمعاء. عندما تمضغ الخيل الألياف، فإنها تنتج اللعاب الذي يساعد على معادلة الحموضة في المعدة وتحسين عملية الهضم. إضافةً إلى ذلك، تعد الألياف المصدر الأساسي للطاقة للخيل، حيث يتم تخميرها بواسطة الميكروبات في الأمعاء الغليظة، مما يساعد على تثبيت درجة حموضة الجهاز الهضمي وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.
يجب الانتباه إلى نوعية العلف المستخدم، حيث يفضل اختيار أنواع تحتوي على نسبة عالية من الألياف لدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزيز إنتاج الطاقة بشكل طبيعي. كما أن الألياف طويلة الساق، مثل تلك الموجودة في التبن العشبي، تعتبر مثالية لأنها تعزز المضغ وإنتاج اللعاب، مما يساعد في تحسين عملية الهضم ومنع اضطرابات الجهاز الهضمي مثل المغص أو الحموضة الزائدة.
تلعب الألياف دورًا محوريًا في تغذية الخيل، حيث تساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، وتحسين امتصاص العناصر الغذائية، ودعم التوازن الميكروبي. لذلك، من الضروري التأكد من توفير كمية كافية من الألياف ضمن النظام الغذائي اليومي، مع اختيار الأعلاف المناسبة التي تضمن تحقيق أقصى فائدة غذائية وصحية للخيل.
تعتمد صحة الجهاز الهضمي للخيل على النظام الغذائي الذي يتناسب مع طبيعة جهازها الهضمي، حيث تحتاج إلى استهلاك كميات كافية من الألياف للحفاظ على صحة الأمعاء وتعزيز عملية الهضم. وبما أن معدة الخيول صغيرة الحجم، فهي مصممة لتناول وجبات صغيرة على مدار اليوم، مما يجعل الألياف عنصرًا أساسيًا في تغذيتها.
عند اختيار العلف المناسب، من الضروري عدم الاعتماد على نوع واحد فقط، خاصة البرسيم، إذ لا يوفر الكمية الكافية من الألياف التي يحتاجها الحصان يوميًا. لهذا السبب، يُوصى بعدم تجاوز نسبة البرسيم 50% من إجمالي العلف المقدم، حيث إنه يحتوي على كمية أقل من الألياف مقارنة بتبن الأعشاب مثل تيموثي أو برمودا.
كما أن الخيل تميل إلى اختيار أوراق البرسيم وترك السيقان، مما يقلل من نسبة الألياف التي تحصل عليها. وعلى الرغم من أن البرسيم غني بالطاقة، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تقليل كمية العلف التي يتم تناولها، وبالتالي يقل معدل استهلاك الألياف المطلوبة.
لتحقيق توازن مثالي، يُمكن خلط البرسيم مع أنواع أخرى من التبن، مثل تبن تيموثي، بنسبة 50/50 لضمان حصول الحصان على احتياجاته من الألياف بشكل أفضل.
بالإضافة إلى نوع العلف، فإن طريقة تقديمه تلعب دورًا مهمًا في تحسين الهضم. على سبيل المثال، استخدام وحدات التغذية البطيئة يساعد في إبطاء استهلاك العلف، مما يعزز إنتاج اللعاب الذي يخفف العصارة المعدية ويحافظ على صحة الجهاز الهضمي.
بعض أصحاب الخيل يعتمدون على مكعبات أو حبيبات البرسيم لتغذية الخيل، ولكن لا يُنصح بأن تشكل هذه الأعلاف أكثر من 50% من إجمالي النظام الغذائي، لأن تناول المكعبات يقلل من تحفيز الجهاز الهضمي مقارنة بالعلف طويل الساق.
كذلك، فإن الأعلاف الكاملة التي تُصمم لتلبية جميع الاحتياجات الغذائية للخيل، بما في ذلك الألياف، لا توفر كمية كافية من الألياف عند الاعتماد عليها وحدها. على سبيل المثال، 15 رطلاً من العلف الكامل لا تغطي سوى 81% من احتياجات الألياف اليومية للخيل، لذا من الضروري إضافة العلف طويل الساق لضمان تحقيق التوازن الغذائي.
إلى جانب التبن، هناك مصادر أخرى للألياف تُعرف بـ “الألياف القابلة للذوبان”، مثل لب البنجر وقشور فول الصويا، والتي توفر كميات جيدة من الألياف وتُهضم في الأمعاء الدقيقة على عكس الألياف التقليدية التي تُهضم في الأمعاء الغليظة. يمكن تقديم هذه المصادر بعد نقعها أو ترطيبها بالماء لضمان سهولة استهلاكها وتحقيق الفائدة الغذائية المطلوبة.
لضمان صحة الجهاز الهضمي للخيل، يجب أن يتضمن نظامها الغذائي كمية كافية من الألياف، بحيث تستهلك ما لا يقل عن 1.5% من وزن جسمها يوميًا من الأعلاف الغنية بالألياف طويلة الساق. يساعد هذا النظام في تحفيز إنتاج اللعاب، تعزيز حركة الجهاز الهضمي، وتقليل الفجوات بين الوجبات، مما يحافظ على صحة الحصان وراحته.
تابعونا على الانستجرام أضغط هنا
للمزيد من المقالات أضغط هنا