ثقة الفارس في نفسه أمر مهم للغاية، فبمجرد أن تشعر بالثقة ستتمكن من نقل هذه الثقة إلى حصانك. إذا كنت تعاني من الشك في نفسك، سيكون من الصعب على حصانك أن يشعر بالثقة أيضاً. قد يكون التخلص من هذه الشكوك والتفكير بشكل إيجابي أمراً صعباً، خاصة إذا مررت بتجارب سلبية مثل السقوط أو الأداء السيء في المنافسات.
إذا كنت تخطط للتنافس في المستقبل أو حتى الاستمتاع بركوب الخيل ، فإن الثقة في نفسك أمر أساسي.
كثير من الفرسان يتساءلون في مرحلة ما: “هل أنا جيد بما فيه الكفاية؟” هذا الشعور ليس منعزلاً، وأنت لست وحدك فيه.
تقول أنيكا ماكجيفرن، مدربة الأداء العقلي للفروسية: “هذا الاعتقاد أو الخوف شائع جداً بين الفرسان. أسمعه باستمرار من المئات الذين عملت معهم. لقد مررت به بنفسي في سنواتي الأولى كفارس، وأعرف تماماً ما يشعرون به.”
كثيراً ما نقع في فخ تحديد معنى “الجيد بما فيه الكفاية” بناءً على النتائج مثل ترتيبنا في المسابقات أو العلامات في الاختبارات. هذا يجعل معيارنا لما نعتبره “جيداً بما فيه الكفاية” يتغير باستمرار، مما يجعل من الصعب تحقيقه.
إذا كنت تعتقد بشكل أساسي أنك لست جيداً بما فيه الكفاية، فكيف يمكنك أن تثق في قدرتك على اتخاذ قرارات صحيحة.
هذه المعتقدات الأساسية تشكل واقعنا. المشكلة تكمن في الاعتقاد بعدم كفايتنا وعدم قدرتنا على الشعور بالرضا إلا بعد تحقيق أهداف معينة أو الحصول على نتائج محددة.
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر بعد السقوط من فوق حصانك، حتى لو لم تتعرض لأي إصابات. فعقلك أداة قوية يمكن أن تعمل لصالحك أو ضدك، ويحدث الكثير مما يدور في أذهاننا دون وعي.
إليك سبع تقنيات سريعة لمساعدتك على استعادة ثقتك والعودة إلى المسار الصحيح:
1) اعرف أن مشاعرك طبيعية: سواء كنت قد سقطت بالفعل أو كنت على وشك السقوط – حتى بدون أذى – يرتبط جزء بدائي من دماغك بهذا الموقف بالخطر. هذا يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول، مما يسبب ردود فعل جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب والتنفس السطحي والعضلات المتوترة. في هذه الحالة، يكون الركوب بالقرب من باب الحلبة هو المحفز.
2) هدئ عقلك بالتنفس العميق: خذ أنفاساً طويلة وبطيئة وعميقة باستخدام الحجاب الحاجز. هذا يساعد على تقليل التوتر الجسدي من خلال إبطاء تدفق هرمونات التوتر، كما يساعدك على تهدئة أفكارك. عندما تكون هادئاً، يمكنك رؤية الأمور بوضوح أكبر لأنك لا تكون مشوشاً بعواطفك.
3) حرر جسمك من التوتر: العضلات والمفاصل المتيبسة يمكن أن تؤثر على توازنك ومرونتك وثقتك بنفسك، مما ينعكس أيضاً على حصانك. تدرب على تحديد مناطق التوتر في جسمك وحررها من خلال التنفس العميق، مع التركيز على استرخاء هذه المناطق مع كل زفير.
4) غيّر الصور الذهنية: التصور هو تقنية قوية يستخدمها الرياضيون لتحسين أدائهم. عقلك لا يميز بين الأحداث الحقيقية والمتخيلة. إذا كنت تكرر أخطاءك أو تخشى النتائج السلبية، فإن عقلك يصدقها. بدل ذلك، تصور نتائج إيجابية وناجحة لتشجيع نفسك على تحقيقها.
5) راقب حديثك مع نفسك: كما يؤثر التصور على ثقتك بنفسك، فإن حديثك الذاتي يلعب دوراً مهماً أيضاً. استخدم حديثاً ذاتياً إيجابياً للتركيز على الحلول بدلاً من التحديات، فهذا سيساعدك على تعزيز ثقتك وتحسين نتائجك.
6) ابدأ من منطقة راحتك: ابدأ بالركوب في الأماكن التي يشعر فيها كل من أنت وحصانك بالراحة التامة. انتقل تدريجياً إلى تحديات أكبر مع مراقبة تنفسك ومستوى توترك وأفكارك. إذا شعرت بالتوتر، عد إلى المكان الذي كنت فيه مرتاحاً حتى تهدأ.
7) خذ وقتك: تحديد مواعيد نهائية ضيقة يمكن أن يزيد الضغط ويؤثر سلباً على ثقتك بنفسك إذا لم تلتزم بها. بدلاً من ذلك، اتخذ خطوات صغيرة وبطيئة لبناء ثقتك تدريجياً بمرور الوقت. هذا يتيح لك تعلم مهارات جديدة وتوسيع منطقة راحتك بدون أن تشعر بالإرهاق.
بناء الثقة أثناء ركوب الخيل يتطلب مزيجاً من الوعي الذاتي والممارسة المستمرة. من خلال اتباع الطرق السبع الفعّالة التي ناقشناها، يمكنك تعزيز شعورك بالراحة وتذكر أن الثقة تنمو تدريجياً مع الوقت والتدريب، ومن المهم أن تكون صبوراً مع نفسك وحصانك. باتباع هذه الاستراتيجيات، ستتمكن من تحسين أدائك والتمتع بركوب الخيل بشكل أكبر.
تابعونا على الإنستجرام
للمزيد من المقالات