الاحد 08 سبتمبر 2024م - 4 ربيع الأول 1446 هـ

ركوب الخيل: وسيلة فعّالة لعلاج الإعاقة الجسدية 2024

14 يوليو,2024

ركوب الخيل: وسيلة فعّالة لعلاج الإعاقة الجسدية 2024

ركوب الخيل لم يعد مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبح يستخدم على نطاق واسع كوسيلة لتحسين نوعية الحياة والصحة العامة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل حركية. الدراسات تظهر أن ركوب الخيل يمكن أن يحسن الوظيفة الحركية للأطفال المصابين بحالات مثل الشلل الدماغي، ويمكن أن يخفف من التشنجات ويساعد في إعادة التأهيل الحركي بشكل فعّال.

من جهة أخرى، تتطلب مهارات ركوب الخيل من الفارس التكيف مع حركات تمايل الحصان، مما يحفز المشاركة النشطة في العلاج وينقل نبضات إيقاعية ثلاثية الأبعاد إلى الفارس، تشبه تلك التي يمارسها عند المشي على الأرض.

هذه الأساليب تبرز كفعالية مكملة للعلاجات التقليدية، تعزز من الصحة العامة وتقدم فرصة للتحسين المستدام للحركة والوظائف الجسدية.

ركوب الخيل تحت إشراف مختصين في العلاج الطبيعي يحقق نتائج إيجابية، ويعتبر مكملاً فعّالاً للطرق العلاجية الأخرى المستخدمة في العلاج الطبيعي لهذه الحالات، هذا ما توصلت إليه دراسة جامعية أجرتها باحثة في قسم العلاج الطبيعي بكلية العلوم الطبية التطبيقية، وقُبلت للعرض في الملتقى العلمي الثامن لطلاب الكلية.

فوائد ركوب الخيل في علاج الإعاقة الجسدية

1. تحفيز الحركة والتوازن

ركوب الخيل يعمل على تنشيط مجموعة واسعة من العضلات، ويشجع على تحسين التوازن والتنسيق الحركي. خلال الجلسات، يتعين على الفرد التفاعل مع حركات الخيل، مما يعزز من قوة العضلات والمرونة، ويساهم في تحسين التنسيق بين الأطراف والتحكم في الحركات.

2. تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة

ركوب الخيل يُعَدُّ نشاطًا بدنيًا مكثفًا يساهم في تعزيز اللياقة البدنية العامة، ويحفز القلب والدورة الدموية، مما يسهم في تحسين الصحة العامة للأفراد. هذا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص للأفراد ذوي الإعاقات الجسدية الذين قد يجدون صعوبة في ممارسة التمارين البدنية التقليدية.

3. تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية

ركوب الخيل يساهم في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالاستقلالية لدى الأفراد ذوي الإعاقات الجسدية. بالإضافة إلى التفاعل مع الخيل، يمكن للمتدرب أن يتعلم مهارات جديدة ويحقق أهدافًا شخصية، مما يعزز من شعوره بالإنجاز والتحكم في حياته.

4. تحسين الاندماج الاجتماعي والتفاعل الإيجابي

ركوب الخيل يوفر بيئة اجتماعية محفزة حيث يمكن للأفراد ذوي الإعاقات الجسدية التفاعل مع مدربين متخصصين ومجموعات داعمة. يمكن لهذا التفاعل المشترك أن يساهم في تعزيز الاندماج الاجتماعي والحصول على دعم نفسي وعاطفي إيجابي من الآخرين.

دراسات علمية وتجارب ناجحة

على مر السنين، أظهرت العديد من الدراسات العلمية البحثية النتائج الإيجابية لاستخدام ركوب الخيل كعلاج طبيعي للأفراد ذوي الإعاقات الجسدية. على سبيل المثال، دراسة نُشرت في “Journal of Physical Therapy Science” أشارت إلى تحسن ملحوظ في القدرة على المشي والتوازن لدى المشاركين بعد جلسات متكررة من ركوب الخيل.

ركوب الخيل ومنذ العصور القديمة، عرفت البشرية قيمة ركوب الخيل كوسيلة فعّالة في علاج الإعاقة الجسدية. يعود أقدم توثيق لهذا الفعل إلى اليونان القديمة حوالي عام 600 قبل الميلاد، حيث وردت تقارير عن تحسن قدرات فرادى من المعاقين الجسديين نتيجة لممارسة ركوب الخيل. في القرن التاسع عشر، ظهرت أول دراسة علمية موثقة تبحث في فوائد ركوب الخيل للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية و صعوبات حركية وتوازن.

خلال الحرب العالمية الأولى، بعد ارتفاع عدد الإصابات بين الجنود والمدنيين، بدأت مصحات العلاج في المملكة المتحدة تنصح مرضاها المصابين حركياً بممارسة ركوب الخيل. سرعان ما انتشرت وتطورت هذه الفكرة في عدد من الدول مثل استراليا والولايات المتحدة الأمريكية. وبدأت الفوائد تتعدى الفئات المعوقة حركياً لتشمل الأشخاص المصابين بالتوحد والإعاقات البصرية والذهنية وحتى اضطرابات التواصل.

في الوقت الحاضر، توجد عدة برامج علاجية تعتمد على ركوب الخيل مصممة لفئات متنوعة من الأفراد المعاقين. يُعتبر العلاج بركوب الخيل له فوائد متعددة لمختلف الفئات العمرية والاحتياجات الصحية. يتمتع ركوب الخيل بالقدرة على تحفيز حركة الجسم بشكل رئيسي، مما يتطلب وضعية مناسبة وتوازنًا جيدًا على ظهر الخيل. هذا النشاط يعزز من حركة العضلات اللازمة للحفاظ على التوازن والثبات، مما يسهم في تحسين وتطوير الحركة وقوة العضلات في الظهر و الرجلين والعضلات الصغيرة في الجسم.

بفضل التعليمات الشفهية المحددة والمساعدة اليدوية، يمكن للمختصين في العلاج بركوب الخيل تعزيز توازن الجسم وتحسين ليونة المفاصل ووضعية الجسم. هذا التأثير الإيجابي يمتد إلى تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي للمرضى، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم بشكل عام.

في الوقت الحالي، يُستخدم ركوب الخيل لمعالجة مشاكل متنوعة ليست مقتصرة على المشكلات العصبية، بل تشمل أيضًا المشكلات المعرفية. يستفيد منه عدد كبير من الأشخاص حول العالم، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من متلازمة داون، واضطرابات طيف التوحد، وصعوبات التعلم أو اللغة، وحتى حالات التصلب المتعدد. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم العلاج بالخيل بنجاح في إعادة تأهيل الإصابات وما بعد حوادث الأوعية الدموية الدماغية.

هناك العديد من الأسباب التي تجعل فوائد ركوب الخيل مناسبة لمجموعة واسعة من الظروف.

 أولاً، إنه نشاط لا يتضمن وزنًا ويمكن أن يستوعب معظم الأشخاص.

 ثانيًا، إنه نشاط ذهني وممتع للغاية؛ تجربة يشعر فيها الفارس بالارتباط العميق بالحصان والطبيعة المحيطة.

يعبر العديد من الراكبين عن شعورهم بالسلام والفرح فور انتهاء الجلسة. ومن الناحية البدنية، يعزز ركوب الخيل الاستقرار الأساسي، ويقلل من التشنجات، ويحسن التنسيق والتوازن والوضعية.

بالنظر إلى هذه الفوائد المتعددة والتأثيرات الإيجابية، لا شك أن ركوب الخيل يظل خيارًا قيمًا وفعالًا في مجال العلاج الطبيعي للأفراد المعاقين، ويمثل تقنية متكاملة لتحسين الحياة اليومية والصحة العامة لهؤلاء الأفراد.

للمزيد من الموضعات الشيقة

تابعونا علي الإنستجرام

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...