الاحد 08 سبتمبر 2024م - 4 ربيع الأول 1446 هـ

شفط الهواء لدى الخيل

24 يونيو,2024

شفط الهواء عند الخيل هو سلوك شائع ومثير للقلق بين مربي الخيل ومحبيها. يتمثل هذا السلوك في قيام الخيل بابتلاع كميات كبيرة من الهواء عبر الفم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

شفط الهواء ليس مرضًا في حد ذاته، بل هو سلوك شاذ عند الخيل. يتمثل هذا السلوك في ابتلاع الهواء عن طريق الفم، حيث يقوم الخيل بالعض على عارضة خشبية أو معدنية في الحظيرة أو الإسطبل، أو يقوم بجذب أي سطح أفقي بأسنانه، بحيث يكون فمه مفتوحًا، ويثني رقبته ويسحب الهواء إلى داخل المريء، مصدراً صوتاً أشبه بالشخير. يقوم الخيل بشفط كميات كبيرة من الهواء إلى داخل المعدة والجهاز الهضمي، ويكرر هذا السلوك عدة مرات ولساعات طويلة في اليوم الواحد. مع استمرار هذه العادة السيئة، يكون الخيل عرضة لمرض الكوليك الانتفاخي.

الأسباب غير معلومة بشكل كبير، ولكن هناك بعض الاحتمالات:

– يُعتقد أن تغذية الخيل على الأعلاف المحلاة (العليقة الغنية بالذرة والحبوب) والتي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والنشويات التي يصعب هضمها بالنسبة للجهاز الهضمي للخيل.

– قد تكون عادة مكتسبة يتعلمها الخيل من الخيل المجاورة.

– ترك الخيل بدون تشغيل، وعزله عن الخيل.

– تباعد الوجبات الغذائية، بمعنى أن تكون الفترة الزمنية بين كل وجبة ووجبة طويلة.

– بقاء الخيل بدون أكل لفترة طويلة مما يصيبه بالملل والإحباط.

– نقص الألياف في النظام الغذائي، ونقص الأملاح والمعادن والفيتامينات.

– نقص البروبيوتيك الذي يساعد في تكوين البكتيريا النافعة بالجهاز الهضمي.

– الإجهاد في التمارين.

– قد تكون هذه الحالة مؤشرًا لمشاكل بالجهاز الهضمي، مثل التهابات أو قرحة أو زيادة حموضة المعدة.

الأسباب الدقيقة وراء شفط الهواء لدى الخيل

الأسباب الدقيقة وراء شفط الهواء لدى الخيل لا تزال محل بحث، ولكن يُعتقد أنها ترتبط بعدة عوامل مثل التوتر، الملل، القلق، أو ظروف الإسطبل غير الملائمة. الخيل التي تقضي معظم وقتها في الإسطبل دون تحفيز كافٍ أو تواصل مع الخيول الأخرى تميل إلى تطوير هذا النوع من السلوكيات النمطية كوسيلة للتعامل مع بيئتها.

تأثيرات شفط الهواء على الخيل

شفط الهواء ليس مجرد سلوك مزعج، بل يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على صحة الخيل. من بين هذه التأثيرات:

– مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ وزيادة خطر الإصابة بالقرحة المعدية.

– تآكل الأسنان بشكل غير طبيعي.

– مشاكل في الفك.

– أحد أسباب المغص والانتفاخات المستمرة نتيجة شفط الهواء إلى داخل الجهاز الهضمي.

– تدمير أشياء كثيرة في الإسطبل نتيجة محاولات العض المستمرة.

استراتيجيات العلاج والوقاية

من الضروري تبني نهج شامل للتعامل مع ظاهرة شفط الهواء، يركز على تحسين ظروف معيشة الخيل والتقليل من التوتر والملل. تشمل الاستراتيجيات المفيدة:

– زيادة وقت الرعي والتفاعل الاجتماعي مع الخيل الأخرى.

– تحسين التغذية بما في ذلك توفير كميات كافية من الألياف.

– استخدام الألعاب والتحفيزات البيئية للحفاظ على انشغال الخيل وتحفيز ذهنه.

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب البيطري لتقييم الحالة الصحية للخيل وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتدخلات طبية. كما يمكن استخدام أجهزة خاصة مصممة لمنع الخيل من شفط الهواء، ولكن يجب استخدام هذه الوسائل بحذر وتحت إشراف مختص لضمان عدم إلحاق الضرر بالخيل.

شفط الهواء لدى الخيل هو سلوك معقد يتطلب فهمًا دقيقًا ونهجًا شاملًا للإدارة والوقاية. من خلال توفير بيئة داعمة ومحفزة، يمكن لمربي الخيل تقليل احتمالية تطور هذا السلوك والحفاظ على صحة ورفاهية خيلهم.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...