تعد حالات عسر الولادة في الخيل مشكلة نادرة، ولكن عندما تحدث، فإنها تصبح طوارئ حقيقية. تؤثر هذه الحالة على نحو ما يقرب من 10% من الأفراس، خاصةً خلال الولادة الأولى، وغالبًا ما تكون ناتجة عن سوء وضع الجنين داخل الرحم. يتطلب علاج هذه المشكلة تدخلًا بيطريًا فوريًا. فيما يلي فهم أعمق لعسر الولادة عند الخيل، بما في ذلك أسبابها وأعراضها وكيفية التعامل معها.
عسر الولادة، أو صعوبة الولادة، يُعد من المضاعفات النادرة نسبيًا في الخيل، حيث يحدث في أقل من 10% من الأمهار. هذه المشكلة تشكل خطرًا كبيرًا على الفرس والمهر على حد سواء، حيث يمكن أن يتسبب في تلف الأعضاء الداخلية والأعصاب وقلة إمدادات الدم للفرس، مما يؤدي إلى انخفاض توافر الأكسجين للمهر.
أسباب عسر الولادة في الخيل: الوضع السيء للجنين داخل الرحم، زيادة حجم المهر، حدوث عدوى داخل الرحم، تشوه جنيني، حمل توأم، قصور ذاتي في الرحم، فشل عنق الرحم في الاسترخاء، تعلق قدم المهر في الجزء العلوي من قناة الولادة.
العلامة الرئيسية لعسر الولادة هي تأخر ولادة المهر بين 20 إلى 30 دقيقة بعد إطلاق السائل المشيمائي من فرج الفرس. بعض العلامات الأخرى تشمل عدم رؤية أي جزء من المهر عند شفاه الفرج، أو وضع المهر بشكل غير طبيعي.
إذا ظهرت على فرستك علامات عسر الولادة، يجب عليك الاتصال بالطبيب البيطري على الفور. التدخل الفوري ضروري لرعاية الفرس والمهر.
تشخيص عسر الولادة يتطلب فحصًا للقناة المهبلية لتحديد وضع المهر وتقييم إذا كان التدخل الجراحي ضروريًا.
يمكن معالجة معظم حالات عسر الولادة في المزرعة من خلال إعادة وضع المهر داخل الرحم لتسهيل الولادة. في الحالات الشديدة، يمكن أن تتطلب الأمور إجراء عملية قيصرية أو الولادة تحت التخدير.
بالتدخل المناسب، يمكن تجنب مضاعفات عسر الولادة وضمان ولادة مهر سليم. من الأفضل مراقبة الأفراس عندما تقترب من الولادة لتحديد عسر الولادة في وقت مبكر واتخاذ التدابير اللازمة بفعالية.
المخاطر التي تهدد الفرس تشمل تمزق الجهاز التناسلي أو الأمعاء بسبب حركة المهر، واحتباس المشيمة مما يؤدي إلى تعفن الدم، وتمزق شرايين الرحم عند المهر، وحدوث شلل في الأطراف الخلفية بسبب تلف الأعصاب. الفرس التي تجاوزت عسر الولادة قد تعاني من انخفاض الخصوبة في المستقبل بسبب تلف الجهاز التناسلي.
أما المخاطر على المهر، فتتضمن الإضعاف الناتج عن نقص الأكسجين وتلف الدماغ وحتى وفاة المهر إذا لم يتم التدخل بسرعة كافية. في حالات عسر الولادة، قد تكون قدرة المشيمة على توفير الأكسجين محدودة، مما يستدعي الولادة السريعة للسماح للمهر بأخذ أنفاسه الأولى.
وجدت دراسة أن كل عشر دقائق زيادة في مدة المرحلة المخاضية يرتبط بزيادة بنسبة 10٪ في خطر ولادة المهر ميتًا.
أحد أسباب عسر الولادة هو وضع المهر غير الطبيعي داخل قناة الولادة، مما يمنع الولادة السلسة. يمكن أن يؤدي أي تغيير في وضعية المهر إلى عسر الولادة، نظرًا لضيق قناة حوض الفرس بالنسبة لحجم المهر.
حجم الجنين الكبير نادرًا ما يكون سببًا لعسر الولادة في الخيل. يبدو أن الفرس تنظم نمو الجنين بما يتناسب مع سعة رحمها، مما يقلل من فرصة إنتاج مهر كبير جدًا لا يمكن الولادة الآمنة.
تشوهات المهر تساهم كثيرًا في عسر الولادة، حيث تكون الأطراف المنقبضة هي السبب الأكثر شيوعًا. لا يمكن للمهرات ذات الأطراف المنقبضة أن تمد أرجلها بالكامل، مما يمنعها من وضع نفسها بشكل صحيح داخل الرحم قبل الولادة.
استسقاء الرأس يعتبر سببًا مهمًا لعسر الولادة في سلالات المهر. يحدث هذا عندما يفشل السائل النخاعي المحيط بالدماغ في التصريف بشكل صحيح ويبدأ في التراكم، مما يؤدي إلى حجم رأس غير عادي.
في بعض الحالات النادرة، قد يكون التواء الرحم سببًا لعسر الولادة، حيث يلتوي الرحم حول المهر ويغلق فتحة قناة الولادة.
تظهر أعراض عسر الولادة بمجرد بدء المخاض، ويعتبر التعرف عليها في الوقت المناسب أمرًا بالغ الأهمية لضمان سلامة كل من الفرس والمهر. إذا كانت حضنتك قريبة من موعد ولادتها، فابق يقظًا للعلامات التي تشير إلى بدء الولادة حتى تتمكن من التدخل إذا كانت هناك مضاعفات.
تشمل العلامات التي تشير إلى أن الفرس على وشك الولادة ما يلي:
– تليين رأس الذيل واسترخاء الفرج.
– زيادة في حجم الضرع.
– مادة تشبه الشمع تتراكم على أطراف الحلمة.
– نزول الحليب من الضرع.
خلال الولادة الطبيعية، تمر الأفراس بثلاث مراحل من المخاض:
مراحل الولادة الطبيعية عند الخيل:
المرحلة الأولى: من المخاض تكون الفرس في قلق دائم، ويكون الذيل مرفوعا إلى أعلى في أثناء المشي، وفيها تتم محاذاة المُهر بشكل صحيح في قناة الولادة، حيث يُعدل المهر من وضعه على ظهره لتمديد قدميه الأماميتين ورأسه في قناة الولادة.
المرحلة الثانية: من المخاض في هذه المرحلة تتمزق المشيمة، وتستمر هذه المرحلة من وقت نزول الماء حتى وقت الولادة، إذ يندفع المُهر الجنين بالأقدام الأمامية أولَا ثم يستريح الرأس فوق الأرجل الأمامية وتكون مدة هذه المرحلة من 10 – 30 دقيقة.
المرحلة الثالثة: والأخيرة من الولادة تستمر هذه المرحلة تقريبَا لمدة ساعة كاملة تستمر فيها تقلصات الرحم مع أعراض عدم الراحة، بعد ذلك يبدأ المُهر الوليد في الخروج تدريجيَا.
يتم تشخيص عسر الولادة إذا لم يتم تسليم المهر خلال 20 إلى 30 دقيقة من تمزق المشيمية. تشمل العلامات المحتملة الأخرى لعسر الولادة عدم رؤية الحافر عند الشفاه الفرجية خلال خمس دقائق من تمزق المشيمية السقاء، ورؤية الحوافر متجهة للأعلى، بدلًا من الإشارة للأسفل في وضع الولادة الطبيعي، وتحديد أي شيء آخر غير القدمين الأماميتين والرأس في “وضعية الغوص” أثناء الفحص المهبلي للفرس، وأدلة قليلة على تقلصات الرحم في الفرس.
يجب تشخيص عسر الولادة بسرعة، حيث أن المخاطر التي تتعرض لها كل من الفرس والمهر عالية. يمكن علاج العديد من حالات عسر الولادة في المزرعة من خلال الولادة المهبلية المساعدة. تحدد هذه العوامل ما إذا كان عسر الولادة قابلاً للعلاج في الإسطبل ، أو ما إذا كانت الإحالة إلى منشأة جراحية مطلوبة.
بالرغم من أن عسر الولادة في الخيل قد يكون مشكلة نادرة، إلا أنه يجب التعرف على العلامات المبكرة واتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة لضمان سلامة الأم والمهر. التدخل السريع والمعرفة بمراحل الولادة هي العناصر الأساسية للتعامل مع هذه الحالة بنجاح وتجنب المضاعفات الخطيرة.