الاحد 22 ديسمبر 2024م - 21 جمادي الثاني 1446 هـ

عروبة  الفروسية وأيقونة الدول في تربية و امتلاك الخيول العربية

18 مارس,2024

تعتبر الخيول العربية من بين أعظم الثروات التراثية التي تفخر بها العديد من الدول حول العالم. فهي ليست مجرد حيوانات، بل هي رمز للفخر العربي ورمز للجمال والقوة. تاريخ هذه الخيول يعود لقروناً خلت، وهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتراث العربي. ومع التطور ، تبوأت بعض الدول مكانة بارزة في امتلاك وتربية هذه الخيول الرائعة.

نشأ الحصان العربي بداية في الأراضي الصحراوية العربية، وانتشر منها إلى معظم دول العالم التي يوجد فيها اليوم بأعداد أكبر من أعداده داخل موطنه الأصلي، فقد بدأت الدول الأوروبية، وأمريكا، وروسيا، وغيرها باستيراد الخيول العربية من الشرق وتربيتها، وتشير المصادر إلى أنّ الخيول العربيّة التي توجد في مصر هي أحد أكثر الخيول العربية نقاءً، ويعود السبب في ذلك إلى اهتمام حكام مصر على امتداد التاريخ بتربية الخيول العربية، كما يلتزم مربّو الخيول العربية في مصر حتى هذا اليوم بالمحافظة على نقاء دم هذه الخيول، وإلى جانب ذلك فقد كرّس العديد من الباحثين حياتهم لتوثيق أصلها.

“تأتي الولايات المتحدة الأمريكية بمفاخرها البارزة في عالم الخيول، فهي تتصدر القائمة بأكثر من 10 ملايين و350 ألف خيل يرفدون ربوعها الشاسعة بجمالهم وقوتهم. لكن لا يمكن تجاهل جارتها المقربة المكسيك، التي تتباهى بأكثر من 6 ملايين و356 ألف خيل، موضحة بأنها ليست بعيدة في التنافس.

تحتل الصين المرتبة الثالثة بفارق ضئيل، حيث تضم في أراضيها ما يقرب من 6 ملايين و335 ألف خيل، مما يجعلها لاعبًا مهمًا في عالم الفروسية العالمي. وفي قارة أمريكا الجنوبية، تبرز البرازيل بمكانتها كقوة تمتلك أكثر من 5 ملايين و312 ألف خيل، مما يثبت التنوع الجغرافي لحب الخيول حول العالم.

وبينما تحتل الأرجنتين المرتبة الخامسة في هذا السباق، إلا أن لها تاريخًا مرموقًا في عالم الخيول، حيث تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تراثها وحياتها اليومية.

وبالرغم من أن منغوليا لا تحتل مراكز متقدمة في هذه القائمة، إلا أنها تتمتع بروابط عميقة مع هذه الكائنات الرائعة. للشعب المنغولي، ليست الخيول مجرد حيوانات، بل هي وسيلة للبقاء، ورفاق أمناء ومساعدين. فالخيول المنغولية تظلّ حتى اليوم جزءًا لا يتجزأ من هويتهم، فهي ليست فقط وسيلة للتنقل، بل كانت ولا تزال سلاحًا رئيسيًا، شكّل جزءاً أساسيًا في بناء إمبراطوريتهم العظيمة في القرن الثالث عشر. ورغم مرور القرون، تظل الخيول المنغولية تحتفظ بمظهرها الأصلي، حيث تتميز بصغر حجمها، ما يجعلها تحفظ عراقتها وتاريخها العريق.”

بينما في الدول العربيه تأتي “الإمارات وتتصدر قائمة الدول العربية بامتلاكها 13 ألف خيل عربي أصيل، وفقًا للمدير التنفيذي لجمعية الإمارات للخيول العربية، عصام عبدالله. هذا الرقم يجعل الإمارات في المرتبة الأولى عربيًا والسادسة عالميًا. يتم استخدام هذه الخيول في مجموعة متنوعة من الأغراض بما في ذلك مسابقات جمال الخيل والركوب والقدرة والسباقات. كما تصدر الإمارات حوالي 500 حصان سنويًا إلى مناطق مثل الخليج وأوروبا، وتستورد بين 250 و300 حصان سنويًا من مختلف أنحاء العالم. في المقابل، تأتي السعودية في المرتبة الثانية بين الدول العربية بعدد يتراوح بين 11 ألفًا و12 ألف خيل .

وبالإضافة إلى تسجيل الخيول العربية، تسعى جمعية الإمارات للخيول العربية إلى الاهتمام بجميع جوانب هذه الثروة، بدءًا من تربيتها وعددها وصولًا إلى نوعيتها وسلالاتها وحمايتها. تدير الجمعية مجموعة واسعة من الأنشطة المتعلقة بالخيول العربية بما في ذلك البطولات والمسابقات والمهرجانات.

تعد المملكة العربية السعودية وقطر والكويت من الدول المشهورة بتربية الخيول العربية الأصيلة. وتقوم هذه الدول بتربية الخيول العربية منذ قرون، مع الحفاظ على خصائص السلالة المميزة والترويج لها في جميع أنحاء العالم.

تعتبر تربية الخيول العربية وامتلاكها من الفنون القديمة التي تمتد جذورها في تاريخ بلاد الشرق الأوسط. فالخيل العربية لها سمعة عالمية في عالم ركوب الخيل، حيث يُعتبر جمالها الطبيعي وقوتها وذكاؤها محط جذب لملايين عشاق الخيول حول العالم. ومن بين الدول التي تبرز في تربية وامتلاك الخيول العربية براعة وتميز وعلى مر العصور شكلت الخيول العربية ركيزة أساسية في حضارات الشرق الأوسط، حيث كانت لا غنى عنها في الحروب والرحلات التجارية وحتى في الحياة اليومية للناس. ومع مرور الزمن، بقيت هذه الثقافة متأصلة في المنطقة، وتطوّرت لتصبح فناً رفيعاً في تربية الخيول وتحسين سلالاتها.

تشهد العديد من الدول اليوم اهتماماً متزايداً بتربية الخيول العربية، حيث تُنظم مسابقات ومهرجانات تعكس جمال وقوة هذا النوع من الخيول. ولا يقتصر هذا الاهتمام على البلدان العربية فحسب، بل انتقل إلى أرجاء العالم، حيث يتسابق الهواة والمحترفون على اقتناء وتربية هذه الخيول الفريدة.

بفضل جهود العديد من الهواة والمربين، استطاعت الخيول العربية الأن تتحول من مجرد وسيلة للتنقل والحرب إلى رمز للفخر والتراث الثقافي. فهي لا تزال تلفت أنظار العالم بجمالها الفريد وقوتها العظيمة. ومع استمرار الاهتمام والدعم لهذا الفن القديم، فإن مستقبل تربية الخيول العربية يبدو مشرقاً، حيث تظل هذه الحيوانات النبيلة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وثقافة الشرق الأوسط ومن عالم ركوب الخيل العالمي.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...