آن بلانت سيدة انجليزية أرستقراطية قضت معظم حياتها للاهتمام بالخيل والتجوال بين القبائل العربية.
بشكل أو بآخر يعود الفضل للسيدة آن بلانت في تعريف العالم على الخيل العربية وصفاتها النبيلة.
نجحت آن في اقناع زوجها الشاعر ويلفريد في القيام بـ “مهمة نبيلة” ألا وهي الحفاظ على نسل الخيول العربية الأصيلة ونقل عدد منها إلى إنجلترا لتحسين سلالات الخيول الإنجليزية.
بعد مرور نحو عشر سنوات على زواجهما، قاما بأول رحلة إلى الشرق بهدف شراء بعض الخيول الأصيلة والتي تعرف في الغرب حاليا بـ “خيول الحرب البدوية”.
كانت السيدة بلانت مغرمة بالخيول العربية، فتطيل الحديث عنها وعن السعادة التي تنتابها عند ركوبها أثناء رحلات الصيد التي كانت تقوم بها كما كانت تتحدث دائمًا عن مميزات الخيول العربية في الحرب وسلوكها وطباعها أثناء المعارك.
تمكنت آن من شراء أول فرس عربية أصيلة في يناير عام 1878، واسمها “دجانية”. كانت دجانية ضمن أول مجموعة من الخيول عند افتتاحها مزرعتها الخاصة بتربية الخيول العربية في بريطانيا والتي تحمل اسم “كرابيت بارك” الواقعة جنوب لندن.
اشترت أيضًا الحصان “قارس” الذي كان مصاباً بطلقتين ، فتخلى عنه فارسه بسبب إنهاكه وإصابته البالغة، وقعت عين آن عليه فأسرها بجماله وطباعه، فاشترته وضمتها إلى خيول مزرعتها في بريطانيا. وأثبت الحصان خلال الأعوام التالية جدارته في ميادين السباق.
أنشأت مزرعة خاصة بها في مصر، خاصة بعد أن تمكنت من الحصول على عدد من الخيول التي كانت تملكها الأسرة المالكة في مصر ، وجلبت أحد مربي الخيول من نجد إلى هناك للإشراف على تربية الخيول.
كانت السيدة آن تمضي وقتاً طويلاً برفقة البدوي “مطلق” الذي كان يشرف على تربية الخيول وكانت تصفه بالشيخ، ظل مطلق مرافقاً لها يعمل في المزرعة حتى آخر يوم في حياته، إذ توفي قبل عام من وفاة آن.
عندما مات علي باشا في عام 1897، وبعد وفاته بشهر، عرضت الخيول التي كان يمتلكها في مزاد علني فاشترت آن عدداً من أفضل الخيول ونقلتهم إلى مزرعتها في الشيخ عبيد وبعدها إلى مزرعتها في إنجلترا.
انفصلت آن عن زوجها عام 1906، فتقاسما المزرعة. وتركت آن حصتها من الخيول والمزرعة برعاية ابنتها الوحيدة جوديت .
لشدة تعلقها بالخيول العربية، أمضت السنوات الأخيرة من حياتها في مزرعتها في مصر وتوفيت هناك .
دُفنت آن في مقبرة الكاثوليك بالعباسية بالقاهرة. ويقوم بخدمة القبر وصيانته أحد هواة الخيول العربية في استراليا حتى الوقت الراهن ،وقد نشر أحد هواة تربية الخيول العربية صورة للقبر واللوحة الحجرية المكتوبة فوق القبر قبل عامين.