الاحد 08 سبتمبر 2024م - 4 ربيع الأول 1446 هـ

فطام الأمهار ورعايتها

1 يونيو,2024

في عالم الخيل، يُعَدُّ فطام المهور أحد أكثر الفترات إرهاقًا وتحديًا، حيث يتجلى التوتر من خلال مجموعة متنوعة من السلوكيات، مثل زيادة التواتر في الأصوات والحركة، وتغيير أنماط التغذية والنوم، والتهيج، والقلق، والعدوانية، وانخفاض سلوكيات اللعب. تُعزى هذه التأثيرات إلى التأثيرات العقلية والفسيولوجية للتوتر. يمكن لهذه التأثيرات النفسية والجسدية والغذائية أن تُشكِّل مصدر قلق إذا لم يُدرَ بشكل صحيح.

تختلف طرق الفطام باختلاف الظروف والموارد المتاحة، فضلاً عن تفضيلات كل مدير لطريقة الفطام. لكل فرس طريقتها الخاصة في التعامل مع هذه الفترة المجهدة، ولذا يجب أن تكون إدارة التغذية لكل من الفرس والمهر في مقدمة الأولويات.

يمتلك معظم مديري الخيل ومالكيها طرقًا مفضلة للفطام، تعتمد غالبًا على التفضيلات الشخصية والخبرة. تعد المرونة في التعامل مع الخصائص الفردية للأفراس والأمهار، وكذلك المرافق المتاحة، أمرًا بالغ الأهمية. يجب أخذ رفاهية الفرس والمهر والآثار طويلة المدى للفطام، مثل قابلية التدريب وسلوك الأم اللاحق، في الاعتبار عند تحديد منهجية الفطام المفضلة.

لا توجد طريقة مثالية للفطام تناسب الجميع، ولكن هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار: توفر الموارد والمرافق في موقعك. مرحلة النمو الفردية للمهرات. قوة الرابطة بين الفرس والمهر. قدرة المهرات على التكيف مع التغيرات في البيئة الاجتماعية. قدرة المتعامل مع الخيل على تنفيذ الطريقة المختارة بفعالية.

يُنصح دائمًا بفطام الأمهار في مرحلة تتراوح عادة بين 4 إلى 6 أشهر من العمر، حيث يستغني المهر تمامًا عن حليب الأم ويعتمد بالكامل على الأعلاف المتنوعة. تبدأ عملية الفطام بتدرج لتجنب أي تأثيرات سلبية على صحة المهر. على سبيل المثال، يتم تقليل فترات الرضاعة اليومية لمدة أسبوعين، مع زيادة تدريجية في تقديم الأعلاف الأخرى. يجب أن يرافق هذا الفطام توقف إدرار الحليب عند الفرس لتجنب التهابات الضرع.

يفضل العديد من أصحاب الفحول الكبيرة طريقة الفطام الجماعي في المراعي. تتضمن هذه الطريقة إبعاد الفرس عن المجموعة تدريجياً، مع ترك المهر في محيط مألوف ومع أصدقائه. تتم إزالة الأفراس المتبقية تدريجياً على مدى أسابيع حتى يتم فطام جميع المهرات، مما يجعل هذه الطريقة أقل إجهادًا للمهر.

إذا لم يكن الفطام الجماعي ممكنًا، يمكن اللجوء إلى الفطام الفوري أو التدريجي. في الفطام الفوري، يُحضر الفرس والمهر إلى الاسطبل ثم يتم إبعاد الفرس. بعد بضعة أيام أو أسابيع، وبعد أن يستقر المهر ويتناول الطعام بشكل جيد، يمكن نقله مع المهور المفطومة الأخرى. يفضل بعض المربين فطام المهرات في أزواج، ولكن قد تنشأ علاقة وثيقة بين المهرين، مما قد يكون له نتائج عكسية عند فصلهما لاحقًا.

غالبًا ما يفضل المربون الفطام التدريجي باستخدام فرس واحد أو اثنين فقط. تتضمن هذه الطريقة فصل الفرس عن المهر لفترات زمنية تتزايد تدريجياً. يمكن للفرس والمهر البقاء على مقربة من بعضهما البعض، حيث يمكنهما رؤية وسماع وشم ولمس بعضهما البعض، لكن لا يمكنهما الرضاعة. هذه الطريقة قد تقلل من التوتر أثناء الفطام، لكنها قد تطيل فترة الفطام وتزيد من خطر التهاب الضرع إذا كانت الفرس حلوبًا.

كل طريقة فطام لها مزاياها وعيوبها، ويعتمد اختيار التقنية الأنسب على احتياجات المهر الفردية.

يتسبب الإجهاد الناتج عن الفطام في تأثيرات متعددة على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى إطلاق مواد تسمى الكاتيكولامينات والقشرانيات السكرية، المعروفة بهرمونات الإجهاد. تؤثر هذه الهرمونات على الجسم بطرق متنوعة، حيث أظهرت الأبحاث أن الجهاز الهضمي يستجيب لها عن طريق إنتاج مواد تغير توازن البكتيريا المعوية. هذه التغيرات غير مرغوب فيها ويمكن أن تؤدي إلى حالات خطيرة مثل المغص والإسهال الشديد.

تعتبر الإدارة الصحيحة للمهر قبل الفطام وبعده أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى فقدان الوزن، وقلة الشهية، وإسهال خفيف، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهاز المناعة. كما يزيد الإجهاد من احتمالية الإصابة بقرحة المعدة، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على النمو والأداء المستقبلي. تزداد أيضًا احتمالية الإصابة بأمراض العظام النمائية مثل الداء العظمي الغضروفي خلال هذه الفترة، خاصةً إذا كانت إدارة التغذية غير كافية. النظام الهيكلي للمهر في هذه المرحلة الحساسة من التطور يكون عرضة للتغيرات الطفيفة في النظام الغذائي، مما يعزز خطر الإصابة بأمراض العظام.

يستمر المهر في النمو بسرعة بعد الفطام، ويحتاج هذا النمو السريع إلى دعم غذائي يلبي جميع المتطلبات الغذائية. رغم أن العلف فقط قد يدعم صحة الجهاز الهضمي ويشغل المهر، إلا أنه لن يلبي احتياجاته الغذائية بالكامل. حتى أفضل المراعي قد تفتقر إلى المستويات المثلى من المعادن الأساسية، وتكون الأعلاف المحفوظة (مثل التبن) غالبًا أقل في السعرات الحرارية المطلوبة. كذلك، قد تكون جودة البروتين غير كافية، مما يعني نقص الأحماض الأمينية الأساسية مثل اللايسين. لذلك، من الضروري تقديم تغذية متوازنة وصحيحة للمهر قبل الفطام وأثناءه وبعده.

يعتمد اختيار العلف الأنسب للمهر على عدة عوامل، منها حالة جسمه ووجود أي مشاكل في النمو.

بالنسبة للمهور قليلة الوزن، يُنصح دائمًا بتعزيز نظامها الغذائي باستخدام موازن عالي الجودة. يضمن هذا الموازن توفير كمية كبيرة من المغذيات الدقيقة والبروتين عالي الجودة، مما يلبي المتطلبات الغذائية في مرحلة الفطام دون التسبب في أي مخاطر. كما تتوفر أنواع ممتازة من الموازنات المناسبة للأصناف المعرضة لأمراض العظام النمائية.

في المزارع الكبيرة، يتم وضع المهور المفطومة في عنبر واحد لتتعود على البيئة الجديدة، حيث تعرف على رفاقها وتتعود على الرسن والتنظيف والانضباط. يجب أن تكون المهور قد تعودت على هذه العادات قبل عملية الفطام.

من الأمور المهمة ألا يتم فطام المهر قبل بلوغه عمر 4 أشهر، وذلك لضمان استقراره الصحي ومستقبله الانتاجي. يُفضل وضع المهر الأصيل في مقصورة منفردة لتربيته بمفرده، ويُحرص على توفير تغذية متوازنة وعالية الجودة. تشمل الأعلاف المناسبة الحبوب المتنوعة، والدرنات، والجذور، ويجب أن تعطى لكل مهر بشكل فردي وباعتبارات متعددة مثل العمر، والوزن، والصحة.

عند تقديم الأعلاف، يجب ربط الأمهار بمعالفها وتقديم أعلاف جيدة الجودة وذات قيمة غذائية عالية وآمنة صحيًا. عند تحديد كمية العلف المناسبة، يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل منها: العمر، والصحة، والوزن، والفصيلة.

عملية الفطام تبدأ متدرجة كي لا تتأثر المهور وتتعرض لنكسات صحية. فعملية تغيير الغذاء والأعلاف من الحليب إلى الحشيش الأخضر واليابس والشوفان والجزر العلقي وغيره تربك الجهاز الهضمي إذا حدثت فجأة.

أما من يحاول أن يفطم المهر قبل بلوغه 4 أشهر فهو يجازف بمستقبله الانتاجي. كما أن باستطاعة المهر أن يبقى مع أمه مدة أطول في حال أن هذه الأخيرة لم تحمل.

ويُحرص على أن يوضع المهر الأصيل المنحدر من سلالة صافية منتجة في مقصورة منفردة يربى فيها لوحده، ولا تجوز تربيته في مجموعات من 20 إلى 40 رأس.

إن تربية المهور في المراعي، والاعتماد على علفها الأخضر هي الطريقة الأفضل والأنسب. ولكن هذه المراعي قد لا تفي بالكمية اللازمة من العلف فتصبح الإضافات العلفية أمراً لا بد منه. هذه الإضافات عبارة عن الحبوب المتنوعة، والدرنات، والجذور، وتعطى لكل مهر بمفرده.

باختيار الوقت المناسب وتبني الإجراءات اللازمة لفطام الأمهار بعناية، يمكن تقليل المخاطر وتحقيق أفضل النتائج لصحة ونمو المهر. يمكن للمربين توجيه المهور خلال هذه المرحلة بنجاح، مما يساهم في تطوير جيل صحي وقوي من الخيل.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...