الاحد 22 ديسمبر 2024م - 21 جمادي الثاني 1446 هـ
  • الرئيسية
  • مقالات‎
  • فن التداوي في إدارة الجروح في الخيل وطرق الوقاية الصحيحة للعلاج والشفاء

فن التداوي في إدارة الجروح في الخيل وطرق الوقاية الصحيحة للعلاج والشفاء

23 مارس,2024

تعتبر الجروح عند الخيل من الإصابات الشائعة التي تواجه طبيب الخيل نتيجة طبيعة الحركة والنشاط والتدريب عند الخيل والذي يترافق عادة بإصابات جلدية بسيطة أو معقدة تتطلب التدخل السريع لإنقاذ حياة ومستقبل الحيوان الرياضي. وإن الجروح في الخيل شائعة للغاية ويجب على كل مالك ومربٍّ للخيل أن يكون على علم بكيفية التعامل معها، في حين أن العديد من الجروح صغيرة ولا تتطلب سوى التنظيف والمراقبة الدقيقة، فإن بعض الجروح التي تبدو غير ملحوظة قد تكون لها عواقب أكثر خطورة وتتعرض الخيل غالباً للجروح نتيجة حوادث الاصطدام بالموانع الصلبة الموجودة في محيط الحيوان في الإسطبل أو على المرعى أو نتيجة العراك مع الخيل في نفس المكان. وقد تكون الجروح سطحية  أو جروح جلدية قطعية  أو وخزية أو متهتكة. وقد تترافق بغياب جزئي للمنطقة الجلدية أو مترافقة بإصابة الأعضاء المجاورة كالعظام أو الاوتار أو الأعضاء الداخلية.

الإصابات السطحية :

تحدث عندما يتعرض الجلد للاحتكاك بسطح خشن، مما يؤدي إلى تلف وتآكل الطبقات الخارجية للجلد وانفصالها عن الطبقات الأعمق. لعلاج هذه الإصابات، يُنصح بغسل المنطقة المتضررة بمحلول ملحي معقم لتنظيفها من البكتيريا التي قد تسبب العدوى، مع التأكد من استخدام كمية كافية من السائل المعقم بلطف لتفادي التهيج. يجب معالجة حواف الجرح بعناية لتسريع عملية الشفاء، ويُفضل استخدام جل مضاد للجراثيم للحفاظ على نظافة المنطقة المصابة.

الجروح الناتجة عن الوخز:

 تعتبر أكثر خطورة حيث قد تكون عميقة، خاصة إذا كانت في مناطق حساسة مثل الصدر أو البطن أو الساق. يتطلب علاج هذه الجروح التقييم الفوري من قبل طبيب بيطري لتحديد عمق الجرح والتأكد من عدم وجود أضرار جسيمة. يجب تنظيف الجرح على الفور وإزالة أي جسيمات غريبة، ثم شطفه بالمحلول الملحي المعقم، مع الاهتمام بتركه مفتوحاً لتصريف السوائل المحتملة، مع الحرص على وضع ضمادة إذا كان ذلك ضرورياً.

النزيف الحاد:

 يحدث عندما تتضرر التمزقات العميقة مما يؤدي إلى نزيف كثيف، ويتطلب إجراءات سريعة لوقف التدفق المستمر للدم، سواءً عن طريق الضغط المباشر أو باستخدام وسادة مضغوطة. يجب مراقبة معدل فقدان الدم بعناية لضمان التدخل الطبي السريع اللازم.

اللحمية الزائدة :

تشير إلى نمو زائد للأنسجة في منطقة الجرح، وهي تتطلب تقييماً من قبل طبيب بيطري لتحديد الإجراء المناسب لمعالجتها، سواءً بتطبيق مواد كيميائية أو إجراء عملية جراحية لإزالتها.

وفيما يلي بعض النصائح حول تطهير إصابات الخيل

الماء والملح:

أحلق الشعر في المنطقة المحيطة بالإصابة لمنع تلوّثه، وامسح الجرح بلطف شديد بقطعة من القماش المعقم. وإذا شعرت بأن الإصابة ما زالت بحاجة لمزيد من التعقيم، تجنّب المسح بقسوة أكبر، واكتف بغسله بمحلول الماء والملح. زيادة تركيز الملح في المحلول تؤدي إلى تعقيم إضافي من البكتيريا. لكن، يسبب هذا المحلول تلف الخلايا العادية، لذا احذر من استخدامه على الخلايا غير الملوّثة.

حمض (الخل) وعسل المانوكا :

يمكن استخدام بعض من المكونات الموجودة في المطبخ لتطهير جروح الخيل. ويُنصح بلف مكان الإصابة لربع ساعة يومياً بالقماش الطبي المنقوع بمحلول الخل والماء لتطهير الجرح، ومن ثمّ تنظيف الإصابة بمحلول الماء والملح.

أيضاً، يمكن تطهير الإصابة باستخدام عسل المانوكا، نظراً لخواصه المضادة للبكتيريا.

يتم شفاء الجروح عبر أربع مراحل متتالية:

مرحلة الالتهاب: تبدأ مباشرة بعد الإصابة، حيث تحدث تقلصات في الأوعية الدموية للحد من النزيف، ثم يتم توسيع الأوعية لتمكين عناصر الشفاء من الوصول إلى المنطقة المتضررة.

 مرحلة التنظيف: يزداد إفراز السوائل في هذه المرحلة لإزالة الفضلات والخلايا الميتة من مكان الجرح.

 مرحلة التكوين: في هذه المرحلة، تتجمع خلايا التجديد الجلدية وتتوافد الأوعية الدموية الصغيرة إلى المنطقة المصابة، حيث تتضمن الخلايا الفيبرينية والظاهرية والوعائية.

   مرحلة النضوج: تتم في هذه المرحلة إعادة بناء النسيج الجلدي بشكلٍ تدريجي، حتى يستعيد الجلد هيكله ومظهره الطبيعي قبل الإصابة.

وقبل البدء بعلاج الجروح يجب العمل على تأمين الوظائف الحيوية الأساسية للحيوان كإيقاف النزف الذي قد يسبب صدمة دورانية عند الحيون تأمين التنفس للحيوان في حال النزف الأنفي وتحديد حركة الحيوان وتهدئته كي لا يصاب بجروح ومشاكل جديدة ومن ثم فحص الجرح ووضع خطة لطريقة علاج الجرح وتحضير المواد اللازمة. وتحتاج الخيل للتهدئة لفحص وعلاج الجرح. و للتخدير الموضعي لتجديد حواف الجرح ولإجراء الخياطة حسب شكل وعمق ومكان الجرح.

 ومن خلال الاهتمام بالجروح وعلاجها بشكل صحيح، يمكننا المساهمة في صحة الحيوان ورفاهيته بشكل كبير. ومن المهم أن نتذكر أن الوقاية خير من العلاج، ولذلك يجب علينا أن نسعى جاهدين لتجنب الإصابة بالجروح في الأصل من خلال اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، فالجروح قد تكون مصدر قلق كبير لصحة الحصان وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...