الجمعة 25 ابريل 2025م - 27 شوال 1446 هـ

كيفية التعرف على الألم عند الخيول من خلال تعابير وجوهها 6 علامات

كيفية التعرف على الألم عند الخيول من خلال تعابير وجوهها
24 أبريل,2025

الخيول كائنات رائعة تمتلك طيفًا واسعًا من تعابير الوجه التي يمكنها التعبير عنها. ولكن، هل تساءلت يومًا لماذا تتغير هذه التعابير؟ أو سألت نفسك لماذا يبدو حصانك دائمًا “متجهمًا” عند وضع السرج عليه؟
في مركز الدراسات الخاصة بالخيول في مؤسسة صحة الحيوان بنيو ماركت، قاموا مؤخرًا بتطوير إيثوغرام (وصف منهجي للسلوكيات) خاص بتعابير وجه الخيول أثناء الركوب، وباستخدام هذا الإيثوغرام، تم بحث في إمكانية تحديد وجود أو غياب العرج لدى الخيول من خلال تحليل سلسلة من الصور لكل حصان سواء كان مصابًا أو سليمًا.

تم التقاط الصور أثناء فترة العمل، ولكل حصان تم حساب متوسط نقاط الألم استنادًا إلى سلسلة الصور، حيث أظهرت النتائج وجود اختلافات كبيرة بين نقاط الخيول العرجاء والخيول السليمة، كما تم تقييم مجموعة من الخيول المصابة بعد إزالة مصدر الألم باستخدام التخدير الموضعي، حيث انخفضت درجات الألم بشكل ملحوظ بعد تحسن العرج، مما وفّر دليلًا قويًا على أن تغيرات تعابير الوجه مرتبطة بالألم.
بعض الخيول المصابة تم تقييمها أيضًا أثناء الوقوف مع فارس على ظهرها؛ وكانت درجات الألم أقل بكثير مقارنة بالفترة التي كانت تعمل فيها، مما يشير إلى أن التمرين وليس مجرد وجود الفارس هو الذي يسبب الألم.

لقد تم إستخدام الصور في الدراسة لتقييم الرأس بشكل مستقل عن باقي جسم الحصان، حتى لا تتأثر الملاحظ بكيفية حركة الحصان أو سلوكياته، ومع ذلك، يمكن إجراء نفس الملاحظات بسهولة في الوقت الفعلي من خلال مراقبة الحصان بالكامل.

 

راقب وتعلم

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 47% من خيول الرياضة تعاني من العرج، كما أن العرج هو السبب وراء رفض شراء حوالي نصف الخيول خلال فحوصات ما قبل الشراء.
ومع ذلك، يبدو أن الفرسان والمدربين يفشلون غالبًا في التعرف على علامات العرج، بينما قد يكون من الأسهل ملاحظة تغيّرات السلوك وتعابير الوجه، ما يجعل من الواضح وجود مشكلة صحية.

راقب حصانك أثناء ركوبك في المرآة أو اطلب من صديق مراقبته. انتبه إذا كان يفتح فمه أو يسحب اللجام إلى أحد الجانبين، أو إذا كان يميل رأسه أو يرسل إشارات عبر حركة أذنيه.
من المهم تحليل كل تصرف، لأن الألم قد يظهر فقط تحت ظروف معينة.
مثلًا: هل يقوم بإرجاع أذنيه للخلف وفتح فمه أثناء العدو، ولكن لا يفعل ذلك أثناء الهرولة؟ هل وضع رأسه غير مستقر عندما يعمل باليد اليمنى مقارنة باليسرى؟
ملاحظة هذه الإشارات والتحقيق فيها قد يساعد على اكتشاف المشكلة مبكرًا، مما يتيح تعديل التدريب لتجنب تفاقم الإصابة.

الدراسة ركزت على الخيول أثناء العمل على الأرض المسطحة، لكن النتائج قابلة للتطبيق على رياضة القفز أيضًا.
عادةً، تكون آذان الخيول متقدمة وفمها مغلقًا عند الاقتراب من الحواجز وأثناء القفز والهبوط.
فبعض الخيول الطبيعية ترفع رأسها أكثر عند الاقتراب من الحاجز، لذا لا يمكن الاعتماد على وضعية الرأس وحدها كدليل على الألم.

ولكن، في الرياضات الجماعية مثل البولو أو السباقات، قد تتداخل تفاعلات الخيول مع بعضها، مما يجعل تطبيق نفس الملاحظات أقل دقة.
الخيول التي تقفز بسبب الحماس عادةً ما تبقى آذانها للأمام وتظهر عليها علامات الارتياح، لكن الخيول التي تفعل ذلك بسبب الألم تظهر تغيّرات واضحة في تعبيرات وجهها, غالبًا ما يكون هذا السلوك ناتجًا عن ألم في منطقة مفصل الحوض العجزي، ويمكن علاجه عن طريق التخدير الموضعي.
كثير من المالكين يفسرون هذا السلوك على أنه مشكلة سلوكية، لذا فإن تحديد السبب الحقيقي يمثل راحة كبيرة لهم, لهذا، فإن التعرف على التغيرات في تعبيرات الوجه يساعد في التشخيص المبكر.

 

علامات خفية يجب ملاحظتها

الخيول تختلف في طباعها، لكن لا يوجد حصان “متجهم” بطبيعته.
غالبًا ما يخبرنا الملاك أن حصانهم لم يكن راغبًا في العمل، وأن “تجهمه” أصبح أسوأ مع الوقت.
من المفترض أن المحترفين يمكنهم التقاط العلامات الخفية التي تدل على وجود خطب ما، لكن في تجربتي هذا ليس دائمًا صحيحًا، فكثير من هذه العلامات تُهمل وتُفسر كسلوك سلبي بدلاً من كونها إشارة على وجود ألم.
بعض المدربين يقترحون استخدام لجام أقوى أو مهاميز أطول أو سوطين، مما لا يحل المشكلة بل يؤدي إلى إصابات أكثر حدة ويزيد من مقاومة الحصان للعمل.

بعض الخيول التي تعاني من الألم تبدي توترًا وسرعة زائدة، ما قد يكون وسيلة للهروب من الألم.
حتى الأطباء البيطريين قد لا يكتشفون الألم، إذ يُفترض على نطاق واسع أنه إذا كان هناك ألم عضلي هيكلي، فسيظهر العرج عند اختبار الحصان على الأرض أو الدائرة.
لكن العديد من حالات العرج لا تظهر إلا عندما يُركب الحصان، وأحيانًا تحت ظروف محددة جدًا.

الفرسان يشعرون بالإحباط عندما يلاحظون تغيرًا في أداء الحصان، لكن بعض الأطباء البيطريين لا يتمكنون من تحديد السبب، ولهذا، يحتاج الأطباء إلى التعرف على وجود الألم من خلال تفسير سلوكيات الحصان والاستعداد لإحالته إلى مختصين.

كيفية التعرف على الألم عند الخيول من خلال تعابير وجوهها

كيفية التعرف على الألم عند الخيول من خلال تعابير وجوهها

ما الذي يجب البحث عنه؟

الإيثوغرام يتضمن وصفًا دقيقًا للنقاط الرئيسية التالية:

  • وضعية رأس الحصان وكل أذن
  • إذا كانت العين مفتوحة أو مغلقة
  • تعبير العين ووضعيتها
  • إذا كان الفم مفتوحًا أو مغلقًا
  • وضع اللسان
  • شكل فتحتي الأنف والفم

في الدراسة تم تخصيص درجة ألم لكل سمة تتراوح من صفر إلى ثلاثة.
مثلًا، وضع الأذنين إلى الأمام يُسجل صفر، بينما الأذنين للخلف يُسجل ثلاثة.
ثم يتم حساب مجموع درجات تعبير الوجه استنادًا إلى تحليل صورة لرأس الحصان.

السمات التي ظهرت كثيرًا كعلامة على الألم تضمنت:

  • رفع الرأس بشدة فوق مستوى اللجام
  • إمالة أو التواء الرأس
  • وضعية غير متوازنة للجام في الفم
  • حركة الأذنين
  • مظهر العين (ظهور بياض العين، إغلاق جزئي أو كلي للعين، توتر العضلات خلف العين، والنظرة الحادة)

لكن لم يتم الاعتماد على خاصية واحدة فقط.
إذا أعاد الحصان أذنيه للخلف مؤقتًا بينما ملامحه الأخرى طبيعية، فقد لا يعني ذلك شيئًا.
لكن إذا تكرر نفس السلوك عند الانتقال من الهرولة إلى العدو، كإرجاع الأذنين ورفع الرأس وفتح الفم، فغالبًا ما يكون ذلك انعكاسًا للألم.

أخيراً…

في نهاية المطاف، يبقى الحصان كائنًا ناطقًا بلغة صامتة، لا يفهمها إلا من يراقب بصدق ويشعر بعمق، فعابير وجه الحصان ليست مجرد حركات عابرة، بل رسائل تحمل في طياتها إشارات واضحة عن راحته أو معاناته.

الوعي بهذه الإشارات الدقيقة هو أول خطوة نحو توفير حياة أفضل للخيول، والاعتراف بأن الألم ليس دائمًا مرئيًا في خطواته، بل قد يكون مختبئًا خلف نظرة عين أو ارتعاشة أذن.

تابعونا على الانستجرام أضغط هنا

للمزيد من المقالات أضغط هنا

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...