تجمعني بالخيل علاقة حميمية قديمة جدا ،لا أحد يعرف عدد الأسرار اللانهائي بيني وبين الخيل ،الشيء الوحيد الذي يعرفه أصدقائي وأقاربي وأطفالي وجيراني أن حبي للخيل غير تقليدي ،وبعد أن غلبني الشوق ، قررت بأن الوقت قد حان وأنه لابد من العودة إلى زمن جميل مضى يستلهم فيه قلبي وقلبي صغاري الكثير من الجمال .
ما إن وصلنا إلى الاستراحة التي اشترطت أن يكون فيها اسطبل ، شهدت فرحا لم أره من قبل يولد في عيني ابنتي لانا ،تلعثمت وأصابها خوف مفاجيء ولم تستطع أن ترتب الجمل من فرط دهشتها ، اقتربت منه بهدوء كما يقترب عاشق من معشوقه ،ابتسمت ووضعت يدها الصغيرة على رأسه وقالت بنبرة شاعرية : “كم هو جميل ولطيف ” !
لقاء لانا الأول بالخيل،أقل ما يقال عنه بأنه ( عظيم )!
ذكرني صغيرتي بعلاقتي السابقة بهذه المخلوقات النبيلة وشعرت بأن حب الخيل من الأشياء التي تورث للأبناء .
لانا التي لاتجيد الوصف الدقيق أخبرتني بأنها شعرت بهدوء في قلبها بعد أن اقتربت من الحصان وحدثته عن يومياتها .
بعد فترة قصيرة ، زال كل الخوف عنها وامتد اللقاء بينهما حتى شعرت بأن روحها توافقت مع روحه حتى أنها رفضت أن تغادر الاسطبل دون وعد مني بتكرار الزيارة أو شراء حصان صغير ليعيش معها في المنزل !