في القسم الجنوبي من مدينة جرمانا المحاذي للمنطقة العسكرية في المليحة، من ريف دمشق، افتتح في العام 2017 “نادي الخيول الذهبية”، كأول نادٍ لتربية وتدريب الخيول العربية في جرمانا، بإدارة بهاء وهبة، صاحب جزء من “جمعية باسل الأسد لتربية الخيول”. والنادي هو واحد من مزارع متعددة تم افتتاحها خلال السنوات الماضية في مناطق النظام، وتركزت في دمشق وجرمانا والديماس وقدسيا، وتقوم باستقطاب الخيول وتربيتها.
“نادي الخيول الذهبية” يقدم خدمات “إيداع” الخيول على مستويات متعددة؛ الخيول المُعدّة للإيجار، وتكون في العادة مجهولة النسب، أو من نخب متواضع. والمستوى الثاني للايداع هو للخيول المُسجّلة بقيود نظامية، وتعود لعدد من تجار دمشق وضباط النظام، ويتم الاعتناء بها والإشراف على صحتها وتربيتها. والقسم الثالث، هو الخيول الأصيلة التي لا تملك قيوداً وأوراقاً ثبوتية. فهل هذه الخيول مسروقة فعلاً؟ أم أن أوراقها قد ضاعت بفعل الحرب؟
وتعود تلك الخيول الأصيلة إلى نصار كحّول، من مدينة جرمانا، المعروف بأنه تاجر عقارات. وبحسب مصادر محلية، هنالك اشارة استفهام حول مصدر ثروة كحّول المفاجئة، وهو الذي كان كان يعمل سائقاً قبل دخوله عالم العقارات في العام 2007. وتدور شائعات بأن الثروة التي جمعها كحّول تعود إلى تهريب الأثار، في حين كانت العقارات واجهة لتغطية أعماله.
“المدن” تقفّت أثر نصار كحول، الذي بدأ منذ العام 2013 بما سيُعرف بـ”السوق السوداء للخيول”، حيث يتم تهريب الخيول وسرقتها من المزارع التي تربى فيها، ومن ثم إصدار أوراق ثبوتية جديدة لها بإسماء مالكين جدد.
“خيول السوق السودا” هي الخيول التي سرقها عدد من ضباط النظام، خلال سيطرتهم على أجزاء من الغوطة الشرقية والغوطة الغربية والقلمون، ويتولى ضباط “الحرس الجمهوري” حصراً المتاجرة بها، ويتم بيعها إلى اسطبلات “الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة”، غالباً عن طريق نصار كحّول، الذي يملك علاقات مع الطرفين.
قسم آخر من “خيول السوق السودا”، وهي الخيول في المناطق المحاصرة، إذ لا يقوى أصحابها على تربيتها لانها بحاجة إلى غذاء خاص وتمرينات، لذلك يقومون ببيعها إلى قوات النظام وتهريبها، غالباً برضى الطرفين، وغالباً ما تكون هذه الخيول مولودة حديثاً لا تملك أوراقاً ثبوتية مطلوبة، لعدم قدرة أصحابها المُحاصرين على تسجيل قيودها، ونسبها، وفحص الحمض النووي.
القسم الثالث هي الخيول القادمة من العراق، عن طريق رجل الأعمال خالد النجيفي، وهي إما تكون خيولا عربية في العراق تربت وتم سرقتها وتحويلها إلى سوريا، أو يكون “داعش” قد باعها إلى أشخاص عراقيين، ومن ثم قاموا ببيعها إلى السوريين.
المصدر:صحيفة المدن