السبت 21 ديسمبر 2024م - 20 جمادي الثاني 1446 هـ

ما لا تعرفه عن مرض الرعام الذي يصيب الخيل

30 يونيو,2024

يُعد مرض الرُعام من الأمراض الحيوانية الخطيرة التي تصيب الخيل، وهو مرض بكتيري نادر لكن مُعدٍ جدًا يُعرف بوجود أعراض خطيرة على الجهاز التنفسي والتهابات جلدية. هذا المرض كان قديمًا يُعتبر بمثابة حكم بالإعدام  للخيل المصابة، نظرًا لعدم توفر علاج فعال له. يعود تاريخ ظهور مرض الرُعام إلى العصور القديمة، وكان له تأثير كبير على قطاع الفروسية وتربية الخيل.

مرض الرعام، المعروف أيضًا باسم السقاوة أو داء الخيل (Glanders)، هو مرض معدٍ يصيب الخيل. يحمل المرض جرثومة تدعى Burkholderia mallei، والتي تتواجد في الإفرازات الأنفية وإفرازات الجلد المتقرح من الحيوانات المصابة، مما يساهم في انتقاله عبر الأغذية والمياه الملوثة. يمكن للجرثومة أن تصيب الإنسان عند التلامس المباشر مع الحيوان المصاب عبر الدخول من خلال خدوش الجلد، الأنف، الفم، الأسطح المخاطية، أو عبر الاستنشاق.

تكمن خطورة الرعام بشكل أكبر عندما ينتقل من الخيل إلى الإنسان، حيث يمكن أن ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي أو الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، أو الغشاء المخاطي المبطن للأنف والفم، مما يسبب أعراضًا تنفسية لدى المصاب. تنتشر البكتيريا من إفرازات الخيل في الهواء، فإذا استنشقها الإنسان أو الخيل الأخرى، تخترق البكتيريا الغشاء المخاطي مسببة أعراضًا بارزة مثل صعوبة التنفس، ارتفاع درجة الحرارة، السعال، الالتهاب الشديد في الرئة، بالإضافة إلى إفرازات الأنف، مما يؤدي إلى ضعف شامل في الجسم المصاب، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا.

عند انتقالها عبر الجروح في الجلد، يمكن أن تحدث تقرحات تبدأ بورم صغير ثم تنفجر على شكل خراج، غالبًا ما تتشكل على هيئة خطوط منتظمة نتيجة إصابتها للجهاز اللمفاوي. بالنسبة للخيل، تظهر التقرحات على القوائم والصدر والبطن بشكل خطوط طولية منتظمة، وتصبح إفرازاتها مصدرًا للعدوى. ينتقل المرض أيضًا عن طريق البول والبراز، أو تناول أعلاف أو مياه ملوثة.

العلاج صعب جدًا، لكنه قد يستجيب للمضادات الحيوية إذا تم تناولها بجرعات عالية، وقد يمتد العلاج لفترات طويلة تتراوح بين ستة إلى سبعة أشهر للإنسان. عادةً ما يكون الحل الأمثل للأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان هو التخلص من الحيوان المصاب. يختلف علاج الإنسان عن علاج الحيوان، حيث يحتاج الإنسان إلى مضاد حيوي يُعطى بانتظام، بينما يحتاج الحيوان إلى جرعات أكبر بكثير بناءً على حجمه ووزنه.

لا يوجد تحصين للرعام، وأفضل وقاية هي التخلص من الحيوان المصاب لتجنب العبء على المالك. للمرض اختبار خاص يسمى “الملين تست”، وهو قطرة تُوضع في العين أو حقنة تحت الجلد، ينتج عنها ورم يساعد في تحديد نسبة الأجسام المضادة ومدى إصابة الخيل.

عند الإصابة، يجب عزل الحيوان وإبلاغ الجهات المختصة لتشخيص المرض وإعدام الخيل المصاب. يجب أيضًا اختبار الفصيلة الخيلية المحيطة بالحيوان المصاب للتأكد من سلامتها، وتنظيف وتعقيم الإسطبلات وتهويتها بشكل جيد للتخلص من الرطوبة ورائحة الأمونيا الناتجة عن بول الخيل، حيث تعمل الأمونيا على تهييج الأغشية المخاطية للأنف والعين وفقدان خاصيتها المناعية، مما يسهل انتقال المرض. الوقاية خير من العلاج.

الحالات المزمنة الشائعة في الخيل.

قد تعيش الحيوانات المصابة لسنوات وتستمر في نشر الجرثومة  وقد تكون العدوى كامنة وتستمر لفترات طويلة.

يصيب الرئة و أغشية الأنف والمجاري الهوائية.

يصيب الجلد ويظهر على هيئة قروح صغيرة متقاربة.

قروح متعددة متفاوتة الأحجام على الحاجز الأنفي والغشاء المبطن للأنف، ينتج عنها إفرازات صديدية من إحدى فتحتي الأنف. تضخم العقد اللمفاوية بين فرعي الفك السفلي دون أن تتقيح. ارتفاع درجة الحرارة وجفاف الجلد. في النوع الجلدي، تظهر حبيبات تتحول إلى قروح مختلفة الشكل والحجم، وتسيل منها إفرازات صديدية. ينتهي المرض غالبًا بالنفوق.

الوقاية والعلاج: تطبيق الاحتياطات الصحية.

– عزل الحيوان المريض وتطهير الإسطبلات وتعقيمها بشكل جيد.

– لا يوجد تحصين متخصص، ولكن يتم علاج الأعراض بمضاد حيوي مناسب لتقليل الأعراض ورفع مناعة الحيوان.

من خلال الفحوصات الدورية والاهتمام بصحة الخيل، يمكن للمالكين والمربين حماية حيواناتهم من هذا المرض الخطير وتبقى الوقاية خيرًا من العلاج، ومعرفة ما لا نعرفه عن مرض الرُعام يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو حماية أفضل للخيل.

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...