ويقول عمرو مصطفى شلبى المسؤل عن إنشاء موقع التوثيق الإلكترونى التابع لمكتبة الإسكندرية،إن الموقع يعتمد بالأساس على مخطوطات ثمينة ومهمة جدا فى مادتها ومحتواها، والتى تتناول بالتفصيل والتوثيق موضوع الخيل عند قبائل جزيرة العرب من أهل البادية وأهل الحاضرة، وتضم هذه المخطوطة النفيسة أسماء الخيل الأصيلة وأسماء مرابطها وأنواع سلالاتها وأسماء ملاكها ومربيها وتجارها الحريصين على شرائها واقتنائها.
وأضاف قائلا: “ترجع قصة كتابة هذه المخطوطة إلى أن حاكم مصر الخديوى عباس باشا الأول، أرسل بعثة متخصصة فى الخيول العربية إلى جزيرة العرب، بقصد شراء الأصيل والنجيب منها وفعلاً جاءت هذه البعثة على ظهور الإبل “الهجن” إلى جزيرة العرب سنة 1848م، وباشرت التجوال فى بوادى العرب وديارهم وما جاورها من البلدان؛ بقصد شراء الخيل وتدوين أصولها ورسم مشجرات نسبها، وتسجيل أسماء أصحابها من الأفراد والأسر والعشائر والقبائل، وتثبيت كل هذه المعلومات التاريخية المهمة فى دفاتر معدة لهذا الغرض”.
واستطرد قائلا: “بعد أن أنهت بعثة عباس باشا مهمتها رجعت إلى القاهرة، وباشرت العمل على ترتيب وتنسيق معلوماتها المدونة سابقًا، وقامت بتبييض كل هذه المعلومات والكتابات السابقة، ووضعها بين دفتى كتاب أسمته بـ”أصول الخيل”، وقدمت هذا الكتاب القيم المفيد إلى حاكم مصر عباس باشا فى سنة 1852م.
وحول أهم الشخصيات التاريخية التى أثرت فى تربية الخيول فى مصر يقول “عمروشلبى” إن المشروع استطاع التوثيق لعدد من الشخصيات المهمة فى التاريخ، والتى أثرت فى تربية الخيول المصرية، ويأتى فى مقدمتهم الخديوى عباس باشا الأول بمخطوطاته النادرة.
ثم الليدى “آن إيزابلا كنك” ابنة وليام ولقبه الوراثى الرسمى “إيرل أوف لوف ليس” واشترت إسطبلات الشيخ عبيد؛ لتربية الخيول العربية الأصيلة، وهكذا بقيت الليدى آن فى مصر، وشيدت إسطبلات خاصة بتوليد الخيل وجهزت حقول التوليد العائدة لها فى إنجلترا من إنتاج خيلها فى مصر من جهة، وما اشترته من أصاول الخيل من مصر ومن البلاد العربية من جهة أخرى.
وقد توفيت الليدى آن بلنت فى القاهرة 17 ديسمبر1917، ودفنت فيها، وقد أوصت بإسطبلاتها وخيولها لحفيدتيها اللتين باعتهما لأمهما ابنة الليدى آن الوحيدة وهى الليدى وينتورث، والتى بذلك جهودا كبيرة فى إصلاح حقول التوليد، وتعمير ما يلزم من منشآت أخرى.
كما بذلت قصارى جهدها واهتمامها بالاعتناء مجددًا بالخيل وتهيئة كل ما من شأنه أن يرقى بها إلى أعلى المستويات، ما جعلها تصل إلى ما وصلت إليه بعدئذ من مكانة وشهرة عالميتين، ومن أشهر الكتب التى قامت بتأليفها: كتاب “الأصيل”، وكتاب “الخيول الإنجليزية الأصيلة”.
وأضاف قائلا إنه بعد ذلك توالى الاهتمام بالخيول العربية من خلال محاولات فردية لأشخاص عشقوا الخيل العربى الأصيل، وكانت لديهم إسطبلاتهم الخاصة للاعتناء بها ومنهم على باشا الشريف، والأمير أحمد باشا كمال وابنة الأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، والأمير محمد على، والأمير عمر طوسون.
وحول وضع تربية الخيول فى مصر حاليا قال عمرو شلبى إن تربية الخيول تندثر حاليا، وقد بدأ ذلك مع ثورة 1952 لاعتبار الخيول رمزا من رموز الاستبداد وأصبح يتم تربيته فى أماكن محدودة بالرغم من ارتفاع سعر الحصان العربى الأصيل الذى قد يتخطى سعرة 6 ملايين جنيه.
المصدر : اليوم السابع