الجمعة 22 نوفمبر 2024م - 20 جمادي الأول 1446 هـ

محطة الدم النقي ؛أقدم مزرعة للخيول العربية الأصيلة

8 أبريل,2017

محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة.. تسمى أيضاً محطة الدم النقي، كانت بدايات الاهتمام بالخيول العربية الأصيلة في بداية القرن التاسع عشر، حيث استورد محمد علي باشا عدداً قليلاً من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية، وفي عام 1811م واظب ابنه إبراهيم باشا وحفيده عباس باشا على الاستيراد، وترك عباس باشا الأول بعد وفاته خيوله العربية لابنه إلهامي باشا الذي لم يكن متحمساً لتربيتها، وآلت معظم هذه الخيول إلى علي باشا شريف واعتنى بها.

في عام 1908م تم تكليف قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية بالبدء في تربية خيول عربية أصيلة بعد الحصول على أفضلها من عباس باشا الثاني وعلي باشا شريف والأمير كمال الدين حسين؛ وقد جُمعت في مزرعة بهتيم، ولكن بسبب التربة الطينية تم نقلها في صحراء عين شمس”كفر فاروق” عام 1928م على مساحة 55 فدانا، وسُميت “محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة” في عهد الملك فاروق وكانت تابعة للهيئة العربية الزراعية، وتعتبر بيئة ملائمة لتربيتها لأنها مكان صحراوي مشابه لظروف الحياة الطبيعية.

ويقول الدكتور محمد يوسف، المستشار الطبي للهيئة الزراعية، لـ”الوطن”، شارحاً: تتلخص مهام “محطة الزهراء” في الإشراف على جميع المزارع الخاصة لتربية الخيول وعددهم يتجاوز 1000 مزرعة، والغرض من المحطة الحفاظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة وعددهم أكثر من 460 حصاناً ما بين الفرسات والطلائق؛ وكذلك عمل سجلات لهذه الخيول وأنسابها حيث توجد عائلات للخيول وتضم أسماء الخيول وأنسابها، ونحافظ على الأرسان في المحطة وعددهم 5 أرسان وهم الكحيلان والصقلان والهدبان والدهمان والعبيان، ويعتبر رسن العبيان من أندر أرسان الخيول العربية.

وأضاف يوسف أما عن الطلائق التي تستخدم في تلقيح الأفراس لها بوكسات منفصلة؛ وعدد الطلائق يصل لـ40 وعدد الأفراس يصل لـ200، ومن أشهر الطلائق “التاجويد – رباح – مجاسر”، ويتم سحب عينات من الخيول بصفة دورية كل 3 شهور؛ وأما عن الدخل الشهري للمحطة فيصل لمليون جنيه.

أنشطة المحطة

تنظم “محطة الزهراء” مهرجاناً دولياً سنوياً للخيول العربية الأصيلة تشارك فيه خيول عربية من مختلف الدول ويكون تحت إشراف منظمة الإيكاهو وهي المنظمة الأوروبية المعنية بالمهرجانات الخاصة بالخيول العربية، ويجري خلاله تنظيم مسابقة لاختيار أجمل الخيل في المهرجان، وتعتبر مصر من الدول الخمس المؤسسة لمنظمة الواهو وهي المنظمة العالمية المسؤولة عن تسجيل وتنزيل الخيول العربية في جميع أنحاء العالم وأنشئت عام 1990م، ومن الأنشطة الأخرى التي تنظمها المحطة “مهرجان الفروسية الشعبية” الذي يهدف إلى تدريب الخيل على عمل حركات على الموسيقى، ومدرسة الفروسية لتعليم ركوب الخيل.

المزاد المقبل للمحطة

صرح الدكتور محمد يوسف المستشار الطبي للهيئة الزراعية، لـ”الوطن”: “تنظم المحطة مزادين أو ثلاثة في العام لبيع المُهر الفائضة من إنتاج المحطة، وتوجد لجنة متخصصة في تقييم الخيل ووضع السعر الأساسي لها، ويتم تحديد السعر الأساسي للخيول المعروضة في المزاد بناء على عدة عوامل أساسية منها الرسن والعائلات ونسب هذه الخيول وعمرها وصفاتها الجمالية والجنس فسعر الأنثى أضعاف سعر الذكر، وتكون الدعوة عامة ويحضر كل المربين والمهتمين بالخيول العربية الأصيلة في مصر والعالم العربي والدول الأجنبية، وتعتبر دول الخليج أكثرهم حضوراً، وأعلى ثمن لمهرة كان مليون جنيه وبيعت في مزاد عام 2016م؛ وسيعقد المزاد المقبل في 11 أبريل 2017م، وأما عن الأمهار المزعم بيعها قد يصل سعرها الإجمالي إلى 15 مليون جنيه.

هيكل المحطة

وتتكون المحطة من 3 إدارات، أولها إدارة التسجيل وهي المسؤولة عن التسجيل الخاص بالخيول العربية في جمهورية مصر العربية، وتسجيل الولادات والطلائق وتنسيب الخيل وختم الخيول، حيث يتم ختم الخيول على رقبتها باستخدام الوسم بالتبريد وهي شفرة خاصة معتمدة من منظمة الواهو، ويشمل تاريخ الميلاد ورقم الحصان وحرفي E.A ورقم المزرعة إذا كان الحصان من مزرعة خاصة، وعند ميلاد المهر يتم وضع شريحة إلكترونية تحت الجلد في الجانب الأيسر من الرقبة ويتم قراءته من خلال “قارئ الشريحة الإلكترونية”، وقبل أن يكمل أول عام يتم ختمه.

وأما الإدارة الثانية فهي إدارة التربية والتناسليات وتختص بوضع برنامج التربية، ومن أهم أهدافه الحفاظ على الأرسان والعائلات للخيول العربية الأصيلة، وعدم تهجينها بأي دماء غير نقية.

والإدارة الثالثة هي إدارة الرعاية والوقاية وهذه الإدارة هي المسؤولة عن وضع البرنامج الوقائي للخيول، ويشمل التحصينات الدورية وتجريع الخيول بشكل مستمر، ووضع برنامج الأمان الحيوي باستخدام المطهرات التي تطهر بها عنابر الفرسات وبوكسات الطلائق، وهذه الإدارة مسؤولة أيضاً عن رعاية الفرسات الحارز “الحامل”، والمرضعة ورعاية المهر منذ الولادة واتباع برنامج رعاية صحية للحفاظ على الأمهار أثناء الفترة الحرجة من العمر حتى سن الفطام.

رابع إدارة وهي المزرعة وبها عنابر للفرسات حيث تم تربية الأفراس فيها تربية جماعية، وتقديم العليقة “الأكل للأفراس”، في السابعة صباحاً مع عملية الطهار “تنظيف الأحصنة”، بعد ذلك تخرج الأفراس مع أمهارها للملاعب، ثم تدخل الأفراس بعد ذلك عند الظهيرة ويقدم لها عليقة مرة أخرى وتُعطى وجبة ثالثة مساءاً وتفطم الأمهار عند عمر من 5 لأ6 شهور، وتوضع في عنابر خاصة حتى عمر سنة، ويتم الفصل بين الذكور والإناث كل منهم على حدة.

• المصدر : صحيفة الوطن

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...