بمجرد ولادة المهر، تكون الرضاعة هي المصدر الوحيد لغذائه. حليب الأفراس هو الغذاء الأمثل للمهر الصغير، حيث يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة لنموه السليم. كميات الحليب التي تشربها الأمهار خلال الأسابيع الأولى من حياتها تعتمد بشكل كبير على تغذية الأفراس الأم، وهذا يؤثر بشكل مباشر على نوعية وكمية الحليب المتاح للمهر.
بحسب البحوث، يتضح أن محتوى البروتين والرماد في حليب الأفراس يختلف عن ذلك في حليب الثدييات المنزلية الأخرى، مما يشير إلى أهمية تلك العناصر في دعم نمو المهر. على سبيل المثال، يحتاج المهر إلى كميات محددة من البروتين والرماد لضمان نموه بالشكل الصحيح، وهو ما يعكس الفرق في معدل نموه مقارنة بالثدييات الأخرى.
بعد الولادة، يتغير تركيب حليب الأفراس تدريجياً، مما يؤثر على نمو وتطور المهر. يتميز السرسوب الأولي الذي ينتج في الساعات الأولى بعد الولادة بتركيب غني بالمادة الجافة، البروتين، الدهون، الفيتامينات، والمعادن، باستثناء الكالسيوم والفسفور، إضافة إلى وجود الغلوبولينات المناعية والإنزيمات المساعدة مثل الكاتلاز والليباز واللكتاز. هذا السرسوب يلعب دوراً هاماً في تنظيف أمعاء المهر وتحفيز إفراز العقي، مما يساعد على تعزيز صحة الهضم.
تتغير تركيبة حليب الأفراس أيضاً على مدار الرضاعة، ويعزى ذلك إلى التغيرات الفسيولوجية في الفرس، مثل دورات الشبق والحمل. هذه التغيرات يمكن أن تؤثر غير مباشرة على نمو وتطور المهر.
في الخيل البرية، تستمر فترة الرضاعة عادةً لمدة 8-9 أشهر أو أكثر، وفي بعض الحالات قد لا يتوقف إفراز الحليب حتى بعد ولادة المهر التالي، مما يسمح للفرس بإرضاع مهرين معًا لفترة. أما في خيل المزارع، فتستمر فترة الرضاعة عادةً لمدة 6 أشهر، وتتم إدارتها بواسطة الإنسان.
في البيئات الاصطناعية، يتم وضع مهر واحد وتربيته سنويًا، حيث يستمر الحمل في الفرس لمدة تتراوح حوالي 333 يومًا، مما يتطلب تشبية الفرس في دورة الشبق الأولى بعد وضع المهر. يتمتع الفرس بالقدرة على إنتاج الحليب والرضاعة بشكل متكرر، ويتم تحفيز هذه العملية من خلال السرسوب الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيف أمعاء المهر وإفراز العقي.
خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، يحدث الإفراز الأول للعقي بشكل متوسط بعد حوالي 180 دقيقة، ويشمل الحليب تركيبة غنية بالبروتينات والدهون التي تدعم نمو المهر. في الفترة الأولى، يتميز إنتاج الحليب بالكميات العالية، حيث يبلغ متوسط الإنتاج اليومي حوالي 250 لترًا خلال الـ30 يومًا الأولى بعد الولادة، مما يدل على استجابة الغدة الثديية للتحفيز الدائم من رضاعة المهر.
الدهون
مستوى الدهون في حليب الأفراس العربية خلال فترة الدراسة كان متوسطه 1.67%. لوحظ أن هناك تقلبات في مستوى الدهون، حيث كانت القمة في اليومين الثاني والثاني والعشرين بعد الولادة (1.81%)، والأدنى كان في اليوم الرابع عشر من الرضاعة (1.54%). تم ملاحظة انخفاض في نسبة الدهون خلال الستة أيام الأولى بعد الولادة.
البروتين
فكان متوسط مستواه خلال فترة الدراسة 2.53%. لوحظ انخفاض كبير في مستوى البروتين خلال الدراسة، حيث كان الذروة في اليوم الثاني من الرضاعة (3.43%)، والأدنى في اليوم الثلاثين (2.09%).
اللاكتوز
اللاكتوز في حليب الأفراس العربية خلال الدراسة كانت متوسطها 6.19%. لوحظ زيادة كبيرة في اللاكتوز بين اليومين الثامن والعاشر من الرضاعة، وكانت أعلى نسبة في اليوم الثلاثين (6.3%) والأدنى في اليوم الثاني (5.94%).
بالنسبة للمادة الجافة، فكان متوسطها خلال فترة الدراسة 11.09%. لوحظ انخفاض كبير في نسبة المادة الجافة خلال الدراسة، مع تكثيف بين اليوم الثاني والثامن، وكان الذروة في اليوم الثاني من الرضاعة (11.91%) والأدنى في اليوم الثلاثين (10.72%).
الكالسيوم
فكان متوسطه خلال الثلاثين يومًا الأولى للرضاعة 913.85 ملغمكغم من الحليب. كانت نسبة الكالسيوم إلى الفسفور تقريبًا 1.241، مع تقلبات في مستوى الكالسيوم، حيث كان الأدنى في اليوم الثاني من الرضاعة (879.63 ملغمكغم)، والأعلى في الأيام العاشر والثاني والعشرين (947.69 و962.68 ملغمكغم على التوالي).
الفسفور
فكان متوسطه 732.24 ملغمكغم من الحليب خلال الثلاثين يومًا الأولى للرضاعة، مع تراجع كبير في مستوى الفسفور خلال الدراسة، وكان الأعلى في اليوم الثاني من الرضاعة (1066.14 ملغمكغم) والأدنى في اليوم الثامن عشر (615.03 ملغمكغم).
المغنيسيوم
فكان متوسطه 95.86 ملغمكغم من الحليب خلال الثلاثين يومًا الأولى للرضاعة، مع تقلبات واضحة في مستوى المغنيسيوم، حيث كان الأعلى في اليوم الرابع من الرضاعة (118.91 ملغمكغم) والأدنى في اليوم الثامن عشر (84.61 ملغمكغم).
النتريوم
فكان متوسطه 132.04 ملغمكغم من الحليب خلال الثلاثين يومًا الأولى للرضاعة، مع انخفاض واضح في مستوى النتريوم خلال الأيام الأولى من الرضاعة، وكان الأعلى في اليوم الثاني (164.1 ملغمكغم) والأدنى في اليوم الثامن عشر (119.52 ملغمكغم).
البوتاسيوم
خلال الـ30 يوما الأولى من الرضاعة، تميز حليب الأفراس العربية بمتوسط مستوى البوتاسيوم البالغ 631.82 ملغمكغم من الحليب، مع تقلبات ملحوظة خلال فترة الدراسة.
الحديد
في الفترة نفسها، سجل حليب الأفراس العربية متوسط مستوى الحديد عند 1.68 ملغمكغم من الحليب، مع تقلبات غير منتظمة خلال الـ30 يوما من الرضاعة.
الزنك
أظهرت الدراسة أن متوسط الزنك في حليب الأفراس العربية خلال الـ30 يوما الأولى من الرضاعة كان 2.55 ملغمكغم من الحليب، مع اتجاه تناقصي واضح خلال الفترة المدروسة.
النحاس
تميزت الأفراس العربية بمتوسط منخفض من النحاس في حليبها، حيث سجل 0.5 ملغمكغم من الحليب خلال الـ30 يوما الأولى من الرضاعة، مع اتجاه إلى الانخفاض.
الليثيوم
كان متوسط الليثيوم في حليب الأفراس العربية خلال الـ30 يوما الأولى من الرضاعة يبلغ 0.94 ملغمكغم من الحليب، مع تقلبات غير منتظمة خلال الفترة المدروسة.
في الختام، يعتبر حليب الأفراس العربية مزيجًا فريدًا من المكونات الغذائية التي تلعب دورًا حيويًا في دعم صحة ونمو المهرات. يحتوي على نسب متوازنة من البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات، الفيتامينات، والمعادن التي تساهم في تعزيز الجهاز المناعي، تحسين الهضم، وتوفير الطاقة الضرورية للنمو والتطور. مما يجعله محورًا للاهتمام في مجالات البحث الغذائي والطبي.
للمزيد من الموضوعات التى تخص الخيل
تابعونا على الإنستجرام