الثلاثاء 21 يناير 2025م - 21 رجب 1446 هـ

من يتربع على عرش التميز ( مروان الشقب أم دبليو إتش جستس )

من يتربع على عرش التميز ( مروان الشقب أم دبليو إتش جستس )
22 ديسمبر,2024

لطالما كانت الخيل العربية الأصيلة رمزًا للجمال والقوة والعراقة، تحمل في تفاصيلها إرثًا عريقًا يمتد لقرون طويلة. فهي ليست مجرد مخلوقات جميلة، بل سفيرة للتراث والثقافة العربية التي أبهرت العالم بجمالها الأخاذ وأناقتها المتفردة. عبر التاريخ، برزت أسماء خيول أسطورية تركت بصمة في هذا العالم الراقي، لتصبح معيارًا للجمال وأيقونات للتميز.

من بين أبرز الأسماء التي سطعت في سماء جمال الخيل، نجد أساطير حققت شهرة عالمية وتاريخًا من الإنجازات في المحافل الدولية. تلك الخيل تمثل التقاء الأصالة والتقاليد مع الابتكار والتجديد، لتصبح قصصها مصدر إلهام لكل عشاق الخيل في العالم.

في هذا المقال، نستعرض حكاية التميز والتألق في عالم الخيل العربية، بين أسماء حملت لقب الأفضل بجدارة، لنكتشف معًا أسرارها وأثرها في الحفاظ على هذا التراث العربي العظيم.

مروان الشقب

يحمل اسم مروان الشقب لقب “الخيل الأسطورة”، وهو لقب لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لسجل حافل بالبطولات والإنجازات التي حققها على مستوى العالم. هذا الحصان المميز ليس فقط رمزًا للجمال، بل يمثل روح الخيل العربية الأصيلة بكل ما تحمله من عراقة وأصالة.

أصل مروان الشقب

وُلد مروان الشقب في 12 فبراير 2000 ضمن البرنامج الدولي للخيل “الشقب”، الذي تأسس ليكون حاميًا لسلالة الخيل العربية الأصيلة. هدف البرنامج كان إنتاج خيول مميزة تثري التراث القطري والعالمي، وقد نجح في تحقيق هذا الهدف مع ميلاد مروان الشقب، الذي أصبح تجسيدًا لهذه الرؤية.

ينحدر مروان من سلالة عريقة للغاية، فهو ابن البطل العالمي غزال الشقب، وأمه هي ليتل ليزا فيم، الفرس التي كانت بطلة على المستوى المحلي في الولايات المتحدة قبل أن يتم اختيارها كفرس حاضنة في برنامج الشقب. هذه السلالة جعلت من مروان الشقب أيقونة عربية تحمل أرقى الصفات الجسدية والشخصية.

صفات مروان الشقب

تحدث الشيخ حمد عن مروان قائلًا:

 “يتميز مروان بشكله الجميل ورقبته الطويلة، وقوامه الممشوق، وبنيته القويّة، فهو حصان رشيق ورياضي، وفطِنٌ ذكيّ، ولا يُقدّر بثمن”.

مروان ليس مجرد حصان جميل؛ فهو يتمتع ببنية قوية وقدرة عالية على التحمل والمشي لمسافات طويلة. يمتاز بجسم رياضي وهيكل متناسق، مما جعله يحصد جوائز في العديد من مسابقات الجمال المحلية والدولية.

إلى جانب مظهره الجذاب، يتمتع مروان بسلوكيات استثنائية، فهو ذكي، صبور، شجاع، وفخور بنفسه، وهي صفات نادرة تجمع بين الجمال الداخلي والخارجي.

إنجازات مروان الشقب

بدأت رحلة مروان الشقب من داخل حدود قطر، حيث أثبت من أول ظهور له أنه حصان استثنائي. في أول عرض شارك فيه بالدوحة، أظهر ثقة لافتة مكنته من الفوز بالمركز الأول. ومن هنا انطلقت مسيرته المليئة بالإنجازات التي امتدت إلى الساحات العالمية.

كان مروان دائمًا في الصدارة، حيث حصل على عدد لا يُضاهى من الجوائز مقارنة بأي خيل عربي آخر. ومن أبرز إنجازاته:

بطل قطر الوطني للمهرات (2001).

بطل العالم للمهرات في باريس (2001، 2002).

بطل أوروبا للمهرات (2002).

بطل كأس كل الأمم للمهرات في ألمانيا (2002).

بطل الولايات المتحدة للمهرات (2003).

بطل الفحول في بطولة العالم بباريس (2008).

حاصل على جائزة الواهو للإنجاز الدائم (2009).

فحل الإنتاج الرائد في بطولة العالم 3 مرات وبطولة قطر 3 مرات.

إنتاج سلالة مروان الشقب

ليس مروان الشقب بطلًا على مستوى البطولات فقط، بل هو أيضًا ملك في مجال إنتاج الخيل العربي الأصيل. يُعتبر إنتاجه من السلالات مثالًا حيًا على التميز، حيث ورثت مهوره صفاته الجمالية والأخلاقية الفريدة.

يصل سعر التلقيح من مروان الشقب إلى 15 ألف يورو، وهو دليل على قيمته العالية كمنتج للسلالات. بعض الخيول التي تنحدر من نسله أصبحت بدورها أبطالًا عالميين، ومنهم:

كحيل الشقب، بطل العالم.

إف إيه الشاوان، فحل بطل عالمي.

ميراج، أسطورة عالمية.

أبها قطر، بطل العالم.

حريري الشقب، أحد أروع الأسماء في عالم الخيل.

غزوان الجاسمية، بطل العالم.

مروان الشقب: إرث خالد

لقد كان لبرنامج الشقب رؤية واضحة في إنتاج حصان بمواصفات استثنائية مثل مروان الشقب. يقول الشيخ:

 “يُعزى الفضل في امتلاكنا لهذه الأسطورة إلى كافة الجهود المبذولة وإلى التخطيط الدقيق، وسعينا للمضي قدماً نحو تقديم صفوة السلالة العربية من الخيل لقطر والعالم على حد سواء”.

تُجسد هذه الكلمات رحلة التخطيط والجهود التي أثمرت عن ميلاد حصان لا يشبه أي حصان آخر. مروان الشقب ليس مجرد خيل؛ إنه رمز لتراث قطر الغني وإسهامها في الحفاظ على سلالة الخيل العربية الأصيلة.

دبليو إتش جستيس

يُعتبر دبليو إتش جستيس (WH Justice) أحد أعظم الخيل العربية الأصيلة التي سطرت اسمها في تاريخ الفروسية بجمالها وتأثيرها العميق على معايير الخيل العربي. وُلد هذا الفحل الاستثنائي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999، وهو نتاج سلالة عريقة جمعت بين والده ماغنوم سايكي، أحد أعلام الخيل العربية، ووالدته فونا شير رينيا، الفرس ذات الحضور اللافت في ميادين الجمال.

منذ ولادته، كان واضحًا أن دبليو إتش جستيس خُلق ليكون أيقونة في عالم الخيل. في تلك الفترة، كان المالكان تيري وكاثرين يبحثان عن حصان مميز يجسد رؤيتهما للجمال العربي، وعندما رأيا هذا المهر الأنيق، أيقنا أنه الخيار المثالي.

بجماله اللافت ونسبه العريق، لم يكتف دبليو إتش جستيس بتحقيق النجاحات في الحلبات، بل أصبح مصدر إلهام للمربين والملاك حول العالم. يُنظر إليه على أنه حصان أحدث ثورة في معايير الجمال، تمامًا كما فعل جده الأسطوري Shaklan قبل عقود، حيث غيّر الطريقة التي ينظر بها العالم إلى الخيل العربية.

ما يميز دبليو إتش جستيس هو حضوره الطاغي وكاريزماه الفريدة. يمتلك رقبة طويلة مقوسة تزيد من أناقته، وذيلًا مثاليًا يُبرز فخامته، وحركات سلسة تعكس رشاقته وقوته في آنٍ واحد. كل هذه الصفات جعلته محط الأنظار في أي حلبة يظهر فيها.

عندما يكون في ميادين العرض، تصبح تفاصيله محور اهتمام الجماهير والحكام على حد سواء. جمال وجهه العربي، عيناه الواسعتان اللتان تنطقان بالأصالة، وهالته الساحرة تجعل من الصعب ألا يُبهرك هذا الفحل الاستثنائي.

لم يتوقف تأثير دبليو إتش جستيس عند منصات التتويج، بل امتد إلى مجال الإنتاج، حيث أثبت أنه قادر على نقل جيناته الفريدة إلى أبنائه. بفضل إنتاجه المميز، أصبح أحد أكثر الفحول طلبًا في العالم، حيث يرغب المربون في الحصول على نسل يحمل بصمته الجمالية.

من أبرز إنتاجاته:

بيس فايزة (2004): الفرس الجميلة الحائزة على بطولات كبرى والمملوكة لمربط عجمان.

أجا جاستافايد (2007): بطل العالم الذي ترك بصمة واضحة في بطولات الجمال.

رف جستس: الفحل البطل المملوك لمربط الجندل في المملكة العربية السعودية.

شنغهاي: أحد الفحول الأيقونية في مربط عجمان.

رحلته إلى أوروبا: تحول كبير في مسيرته

في عام 2012، استأجرت مزرعة الجاسمية دبليو إتش جستيس وأرسلته إلى مزرعة أم العرب الدولية، حيث قضى عامين حقق خلالهما تحولًا كبيرًا في الإنتاج. جذب هذا الانتقال أنظار المربين حول العالم الذين أدركوا القيمة الهائلة لهذا الفحل في تطوير سلالات تحمل صفاته.

كان دبليو إتش جستيس دائمًا ما يجذب الجماهير بحضوره المميز، حتى أن عشاقه أنشأوا ناديًا خاصًا للاحتفاء بإنجازاته. مع كل ظهور له، كان عدد معجبيه يتزايد بشكل كبير، وكانت الهتافات في الحلبات تعبر عن إعجاب لا ينتهي.

في عام 2011، وخلال مشاركته في كأس الأمم في آخن، ترك دبليو إتش جستيس بصمة لا تُنسى. هرولته الرشيقة، حركته المتزنة، ورقبته المقوسة جعلت الجماهير والحكام في حالة من الانبهار. تصفيق الحاضرين وهتافاتهم كانت شهادة على عظمته كواحد من أعظم الخيول التي عرفها العالم.

أثره على الخيل العربية: إرث خالد

إن تأثير دبليو إتش جستيس يتجاوز الميداليات والألقاب. إنه حصان غير مفهوم الجمال العربي وأعاد صياغة المعايير التي يُنظر بها إلى الخيل الأصيلة. بفضل مساهماته في الإنتاج وتأثيره في سلالات الخيل حول العالم، أصبح رمزًا خالدًا للأصالة والجمال.

تقول إحدى معجباته عنه:

“عندما رأيت صورته لأول مرة، شعرت وكأنني أمام لوحة فنية لا مثيل لها. كان جماله ساحرًا لدرجة جعلتني أُدرك أن الله وحده قادر على خلق مثل هذا الكائن المذهل.”

 لا يمكن إنكار أن كلاهما يقف على قمة الهرم في مجالهما. التربع على عرش التميز قد لا يكون لقبًا يُمنح لأحدهما دون الآخر، بل هو احتفاء برحلة كل منهما وإنجازاتهما التي جعلتهما أسطورتين خالدتين في عالم الخيل العربية.

تابعونا على الإنستجرام

للمزيد من المقالات

التعليقات

اترك تعليقا

تقويم الفعاليات

جاري تحميل التقويم
المزيد ...