لطالما كان هناك نقاش واسع بين مربي الخيل حول أفضل عمر لتدريب الخيل وبدء الركوب عليها. تشير الحكمة التقليدية إلى أن الحصان يجب أن يبدأ التدريب في سن الثالثة. في حين أن البعض يفضلون الانتظار لبضع سنوات إضافية، فإن صناعة السباق عادة ما تبدأ في وضع الخيل تحت السرج وعلى المضمار في سن الثانية. ولكن هل تراعي هذه الآراء الفسيولوجيا الخاصة بنمو الخيل؟
متى تنضج الخيل جسديًا؟
لا يصل أي حصان إلى النضج الهيكلي الكامل حتى يبلغ حوالي ست سنوات على الأقل، وبعضها قد لا ينضج تمامًا حتى يبلغ ثماني سنوات. هذا ينطبق على جميع السلالات، بغض النظر عما يُعتقد أحيانًا.
تتأثر العوامل التي تؤثر على نمو الهيكل العظمي والأنسجة الرخوة مثل الأربطة والعضلات والأوتار بالعوامل الوراثية والتغذية والنظام الغذائي والجنس والبيئة والإجهاد.
كما أن سوء التغذية يمكن أن يعيق النمو، فإن الإفراط في إطعام الحبوب عالية الطاقة للحصان الصغير قد يساهم في تطور مرض العظام التنموي (DOD)، الناجم عن معدل النمو المتسارع.
أحد العوامل الحاسمة التي تؤثر على نمو وحركة الحصان في أي عمر هو شدة التمرين وطريقة التدريب؛ مما يثير التساؤل عن كيفية ومتى يجب أن نبدأ بأمان في تدريب خيلنا.
كيف تنمو الخيل؟
من خلال فهم كيفية تطور الحصان هيكليًا، يمكننا اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما هو الأفضل لخيلنا.
يشير تطور الهيكل العظمي إلى عملية تكوين العظام، والتي تبدأ في الرحم وتستمر حتى ينضج الحصان بالكامل. يلعب جزء أساسي من هذه العملية دورًا في صفائح النمو، وهي مناطق من الغضاريف التي تطيل العظام وتوجد في نهاية كل عظم خلف الجمجمة.
في العظام ذات الزوايا المتعددة، مثل الحوض، توجد صفائح نمو متعددة في هذه المناطق. ولأنها عرضة للإصابة والكسور، لا تتصلب هذه المناطق لتكوين عظام صلبة إلا عند بلوغ الحصان سنًا معينة. يختلف توقيت اكتمال صفائح النمو في مختلف أنحاء الهيكل العظمي؛ على سبيل المثال، يندمج عظم التابوت داخل كبسولة الحافر عند الولادة، ويتصلب عظم الكاحل في عمر 12 شهرًا، وعظم الكتف في عمر أربع سنوات.
لا يكتمل تكوين العمود الفقري للحصان إلا بعد بلوغه ست سنوات من العمر. وذلك لأن الفقرات التي تمتد على طول جسم الحصان، وتحديدًا من الذيل إلى بداية الفقرات الصدرية خلف الكاهل حيث يقع وزن الفارس والسرج، لا تكتمل هذه العملية إلا عند بلوغ الحصان ست سنوات تقريبًا.
وعلى عكس العظام في الساقين، حيث تمتد صفائح النمو للأطراف عموديًا على الأرض، فإن العمود الفقري أفقي وغير مدعوم نسبيًا، ويعتمد على هياكل من الأنسجة الرخوة المتصلة. هذا يجعل الفقرات عرضة لتأثير الفارس على الظهر قبل أن تلتحم تمامًا. الصفائح الأخيرة التي تغلق هي صفائح الناتئ الشوكي للكاهل وقاعدة الرقبة.
متى تصبح الخيل جاهزة ذهنياً للعمل؟
من الجوانب التي لا يتم مناقشتها بشكل كافٍ في تدريب الخيل هو الاستعداد الذهني والنفسي والعاطفي للحصان.
هناك اعتقاد شائع بأن الخيل التي تبدأ التدريب في سن متأخرة، مثل السادسة أو السابعة أو الثامنة، تعاني من مشاكل سلوكية نتيجة هذا التأخير.
وبينما يكون الحصان ناضجاً جسدياً، قد يواجه صعوبة ذهنية في بعض جوانب عمله، ربما بسبب نقص التحضير والتوقعات الزائدة مقارنة بمستوى خبرته وسنه.
ولكن في الواقع، الخيل التي تبدأ التدريب في سن متأخرة، إذا تم إدارتها بشكل صحيح وتوفير لياقة بدنية جيدة وتدريب رحيم، غالبًا ما تتمتع بمهنة ركوب أطول.
هل يجب أن ننتظر حتى يكبر الحصان ليبدأ العمل؟
ليس من الضروري ترك الخيل في الميدان حتى يبلغوا السادسة من العمر. فعواقب ترك الحصان بدون تدريب حتى سن السادسة ثم البدء ببرنامج تدريب صارم وسريع قد تكون ضارة مثل البدء في سن مبكرة جدًا.
إن تطوير العضلات والأنسجة الرخوة في جسم الحصان الرياضي لا يقل أهمية عن تطوير الهيكل العظمي، ويجب أن يتم إعداده بشكل صحيح. تتكيف الأنسجة والعظام مع التغيرات طوال الحياة، وليس فقط في فترة محددة.
المفتاح هو العمل على المستوى المناسب لكل حصان على حدة منذ سن مبكرة. العمل بشكل تدريجي على مدى سنوات، وليس أشهر، لإعداد الحصان جسديًا من خلال تدريب وتقوية الأنسجة الرخوة، وتعزيز كثافة العظام والعقل المستجيب والواثق، لإنتاج شريك ركوب مستعد جيدًا.
عندما نتحمل مسؤولية تدريب الحصان، نحتاج إلى النظر إلى الصورة الكاملة: في أي مرحلة يكون الحصان جاهزًا جسديًا وعقليًا؟
تذكر أن تدريب الحصان هو دائمًا عملية مستمرة، وليس سباقًا.
تابعونا على الإنستجرام
للمزيد من المقالات