يُعتبر التهاب الفم الحويصلي مرضًا فيروسيًا معديًا يهدد صحة الخيل، حيث يُصيبها بآفات مؤلمة تؤثر على قدرتها على تناول الطعام والشراب. يُسبب هذا المرض فيروس VSV، الذي يتمركز في الأنسجة الطلائية والجلد، ويمكن أن ينتقل بسهولة بين الحيوانات. تتراوح فترة حضانة المرض بين 3 إلى 15 يومًا، مما يجعل من الصعب اكتشافه في مراحله الأولى.
على الرغم من أن التهاب الفم الحويصلي عادةً لا يشكل تهديدًا للحياة، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى آثار مالية كبيرة، بدءًا من تكاليف الرعاية البيطرية وصولًا إلى إلغاء المسابقات. قد تتعرض حركة الخيول الوطنية والدولية للقيود أو حتى التوقف. كما قد تتطلب المباني المتضررة فترات حجر صحي طويلة.
يُعتبر التهاب الفم الحويصلي مرضًا يمكن الإبلاغ عنه ويحدث بشكل متقطع، ويشبه في بعض الأحيان مرض الحمى القلاعية، وسيكون لاكتشافه آثار اقتصادية كبيرة. يتطلب التمييز بين هذه الأمراض وغيرها إجراء اختبارات معملية. يجب الإبلاغ عن الحالات المشتبه بها من التهاب الفم الحويصلي إلى هيئة صحة الحيوان.
كيف يتم تشخيص التهاب الفم الحويصلي؟
يتم تشخيص التهاب الفم الحويصلي من خلال اختبار عينة الدم للبحث عن الأجسام المضادة للفيروس. يمكن أيضًا مسح الآفات واختبارها للتحقق من وجود الفيروس.
طرق العدوى
تتعدد طرق انتشار التهاب الفم الحويصلي، ويُعدّ الذباب، مثل الذبابة الرملية والذباب الأسود، من أبرز العوامل المساهمة في نقل الفيروس. كما يمكن أن تنتقل العدوى عبر الطعام أو الماء الملوث، وكذلك عن طريق اللعاب. وبالتالي، يُمكن أن يؤثر الفيروس على مجموعات كبيرة من الخيول في مناطق معينة، مما يؤدي إلى تفشي المرض بشكل سريع.
الأعراض
تظهر أعراض الإصابة بالتهاب الفم الحويصلي في المراحل المبكرة على شكل حمى وفقدان الشهية وزيادة إفراز اللعاب، مما قد يسبب صعوبة في الأكل. بالإضافة إلى توقف حركة الأمعاء والعَرَج. قد ينخفض معدل إنتاج الحليب، وقد يحدث التهاب في الضرع نتيجة إصابة الحلمات وفتحاتها. كما يمكن ملاحظة أعراض عصبية، مثل الحركات اللاإرادية في الفكين والارتعاشات في الرأس.
عندما تتفاقم الحالة، يمكن أن تُظهر الخيل أعراضًا عصبية، مثل الحركات اللاإرادية في الفكين والارتعاشات في الرأس. في البداية، تتكون حويصلات غير مرئية ذات غشاء سليم، لكنها سرعان ما تتضخم، مما يؤدي إلى انفجارها وحدوث تقرحات مؤلمة. غالبًا ما تكون الحويصلات محصورة في مناطق مثل ظهر اللسان والشفتين، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تؤثر على الأنف والبلعوم، مما يتسبب في نزيف وصعوبة في التنفس.
إضافة إلى ذلك، قد تتعرض الحوافر للإصابة، خاصة في منطقة الحزام التاجي، مما يؤدي إلى تقشر الحافر. تُعتبر إصابات الحلمات شائعة أيضًا، حيث تؤثر على الإناث، بينما يمكن أن تظهر الإصابات في القفلة لدى الذكور.
في البداية، تظهر حويصلات صغيرة غير مرئية ذات غشاء سليم، ثم تكبر ويصبح غشاءها رقيقًا، مما يؤدي إلى انفجارها وحدوث تقرحات. عادةً ما تكون الحويصلات محدودة على ظهر اللسان والشفتين، وفي بعض الحالات قد تتطور الإصابة إلى منطقة الأنف والبلعوم، مما يؤدي إلى نزيف في الأنف وصعوبة في التنفس. كما يمكن أن تؤثر الإصابة على القدم، خاصةً في الحزام التاجي، مما يسبب تقشر الحافر، وتحدث أيضًا إصابات في الحلمات لدى الإناث وفي القفلة لدى الذكور.
كيف يتم علاج التهاب الفم الحويصلي؟
لا يوجد علاج محدد لالتهاب الفم الحويصلي، ولكن قد تشمل خيارات العلاج الرعاية الداعمة مثل مضادات الالتهاب والسوائل الوريدية. في حالة حدوث التهابات بكتيرية ثانوية، قد تكون هناك حاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.
يتضمن استخدام خافض حرارة ومضادات حيوية، بالإضافة إلى إزالة التقرحات الصديدية وغسلها بمطهر قوي وغير مهيج مثل حمض البوريك بتركيز 1%. بالنسبة للإصابات في القدم، يتم علاجها بمحلول مخفف من كبريتات النحاس الزرقاء لتطهير الجروح وإزالة التقرحات، كما يتم غسل الأغشية المصابة بها ومس الأجزاء المصابة من القدم والحلمات بالمضادات الحيوية.
الوقاية والتوعية
تُعد الوقاية هي الخطوة الأكثر أهمية في التصدي لالتهاب الفم الحويصلي. يجب على المربين والمالكين اتباع إجراءات صارمة للحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بالخيل. يشمل ذلك تنظيف أماكن الإيواء بانتظام وتوفير مياه نظيفة وغذاء غير ملوث.
كما ينبغي على المربين التوعية بخطورة المرض وسبل انتقاله، بما في ذلك كيفية التعرف على الأعراض والتصرف في حالة الاشتباه بإصابة خيلهم. من خلال زيادة الوعي والتثقيف، يمكن تقليل مخاطر انتشار المرض والحفاظ على صحة القطيع.
في الختام، يشكل التهاب الفم الحويصلي تهديدًا كبيرًا لصحة الخيل، حيث يُمكن أن يؤثر على 90% من الخيول المعرضة للخطر. تتطلب السيطرة على هذا المرض جهودًا جماعية من المربين، والمالكين، والهيئات الصحية، لتعزيز الوعي وتطبيق إجراءات فعالة للحفاظ على صحة الحيوانات وتقليل الأثر الاقتصادي الناجم عن هذا المرض. من خلال هذه الجهود، يمكن تقليل انتشار التهاب الفم الحويصلي وضمان سلامة الخيل وصحتها.
تابعونا على الإنستجرام
للمزيد من المقالات